إستغرب المستشار الجماعي محمد الغرباوي في إتصال بالجديدة 24 عن عدم إدراج نقطة في جدول أعمال الدورة المقبلة للمجلس الجماعي للجديدة ، والمتعلقة بتخصيص البناية الخاصة بالمقاطعة الثانية سابقا، بشارع محمد السادس بمدينة الجديدة إلى دار للثقافة ، بحكم ان غياب هذا المرفق العموميّ عن المدينة، تسبب في ركودٍ كبيرٍ في هذا الميدان بالرغم من وجود مرافق اخرى ، وأجبر العديد من الشّباب الموهوبين على الهجرة منها والبحث عن مناطق أفضل للاستقرار وتفجير إبداعهم، كما أن الوضع الحاليّ أدخل اليأس إلى الجمعيات، وجعل بعضها تنقل أنشطتها إلى مدن أخرى..
إن مدينة الجديدة، التي تزخر بالتاريخ والثراء الثقافي، تقف شاهدة على تراث المغرب المتنوع. وباعتبارها أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، فإنها تجسد جوهر التأثيرات الثقافية المختلفة التي شكلت هويتها على مر القرون. ومع ذلك، وعلى الرغم من أهميتها التاريخية، تفتقر الجديدة إلى دار للثقافة كما هو الحال في مدن مجاورة كالزمامرة وسيدي بنور دون الحديث عن كبرياء المدن المغربية ..
إن إقامة دار للثقافة بمدينة الجديدة ليس ضرورة فحسب، بل إنها خطوة استراتيجية من شأنها تعزيز المشاركة المجتمعية، وتعزيز المبادرات التعليمية، وتعزيز السياحة الوطنية..
لا يمكن المبالغة في أهمية الجديدة الثقافية والتاريخية. فهي معترف بها كموقع للتراث العالمي لليونسكو، وهي موطن للمأثر البرتغالية من القرن السادس عشر، مما يعكس نسيجًا غنيًا من التفاعلات بين الحضارات المختلفة.
هذه الخلفية التاريخية هي جزء حيوي من هوية المدينة، حيث تعرض مزيجًا من التأثيرات العربية والبربرية والأوروبية. ومع ذلك، فإن الحفاظ على هذا التراث معرض للخطر بشكل متزايد بسبب التحديث والتطور العمراني ، إذ تلعب المراكز الثقافية دورًا حاسمًا في الحفاظ على التاريخ الوطني من خلال توفير مساحة للمعارض والجمعيات الثقافية التي تحتفل بالماضي الفريد للمنطقة، ضمانا لتعزيز الشعور بالفخر والانتماء داخل المجتمع. وعلاوة على ذلك، يمكنها تسهيل الشراكات مع المؤسسات التعليمية والجامعات ، وإنشاء منصة للبحث الأكاديمي وتعزيز الدراسات الثقافية التي تعمق فهم التراث المتعدد الأوجه بعاصمة دكالة .
إن إنشاء دار للثقافة بمدينة الجديدة هو مقترح يتماشى مع السرد التاريخي الغني للمدينة والتنوع الثقافي ، وضمان الحفاظ على تراث إقليم الجديدة الفريد والمتنوع .
.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة