انتهت فصول اصطدام عنيف بين أمنيين بالجديدة وعنصر من القوات المساعدة بالجديدة، في مخفر الشرطة وقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بعاصمة دكالة.
وحسب تاجر من ساحة "البرانس" بالجديدة، فإن رب أسرة حضر، في حدود الساعة العاشرة والنصف من ليلة الخميس الماضي، إلى محله التجاري، وأمسك بعامل (19 سنة)، شقيق زوجته، يشتغل لديه، وشرع في تعنيفه بدعوى أنه أخذ ابنه إلى مكان ما. وهي النازلة التي عاين وقائعها التاجر الذي تدخل لتوه، وطلب من الصهر (رب الأسرة)، حسب تصريحه الموثق بالصورة والصوت، الانصراف أو إحضار الشرطة. وعلى إثر ذلك، غادر الأخير المحل التجاري، ليعود بعد حين مصطحبا عدة نساء، ضمنهن سيدة حبلى. وقد تركهن واختفى وسط سيل المارة والفضوليين المتجمهرين.
وحسب شهود عيان، ضمنهم صاحب المحل التجاري في ساحة "البرانس"، فإن النساء اللواتي حضرن لتوهن، اتهمت إحداهن العامل (19 سنة) بكونه سرق منها محفظة نقود.
هذا، وتطور الأمر حين حضر فرد من القوات المساعدة، كان انتهى لتوهه من عمله. وكان يرتدي سترة يضعها فوق زيه الرسمي، الذي كان يظهر جليا للعيان. وقد تدخل الأخير دون عنف وبحسن نية، لحل المشكل القائم، نظرا لكون العامل (19 سنة) يبقى كذلك صهره. وكانت سيدة تصرخ وتردد، حسب تصريحات شهود عيان الموثقة ب"فيديو" (مدته 11 دقيقة)، بكونها مصابة بمرض القلب (...)، قبل أن تتظاهر بالإغماء وتسقط أرضا، لتلبس بذلك تهمة الاعتداء عليها إلى عنصر القوات المساعدة، الذي كان تدخله حضاريا، والذي أجمعت الشهادات على كونه يحظى بأخلاق حميدة.
وقد خلقت هذه النازلة "المفتعلة"، بشهادة شهود عيان، حالة استنفار أمني غير مسبوق. حيث حلت في ساحة "البرانس"، 3 دوريات أمنية راكبة، ترجل من على متنها عدة أمنيين بالزيين المدني والرسمي. ووقتها تقدم عنصر القوات المساعدة الذي كان مرتديا الزي الرسمي، إلى المتدخلين الأمنيين المستنفرين، المعروف لديهم، وقدم لهم رسميا نفسه وصفته، على غرار ما فعل زميل له كان حاضرا في مسرح النازلة. لكنهم، وحسب شهود عيان، حاصروه وارتموا عليه، وشلوا حركته، وجر من ثمة أحدهم ذراعه إلى الخلف، من أجل تصفيده، وإرغامه على الصعود إلى الدورية الراكبة. لكن عنصر القوات المساعدة طلب منهم، دون إبداء أية مقاومة أو عنف أو عدم الامتثال، أن يسمحوا له بإشعار رئيسه المباشر، وكذا، الكولونيل، قائد القوات المساعدة بالجديدة. الشيء الذي منعوه منه، حسب شهادات شهود عيان. حيث وجه أحدهم إليه عبارات السب والشتم، قبل أن يدفعه بقوة إلى داخل الدورية. ما جعله يسقط ويسقط بعده عرضيا رجل الأمن، في ساحة "البرانس"، التي كانت تعج ليلا بالمواطنين والباعة المتجولين.
وبالمناسبة، فإن فرد القوات المساعدة لم يكن يعتزم البتة الفرار، على خلاف ما تم الترويج له، سيما أن تدخله كان سليما وحضاريا، لحل مشكل في إطار العلاقات الأسرية، ولم يكن متلبسا بأي فعل يجرمه القانون. ولم يكن من ثمة ما كان يستدعي التعامل معه، حسب شهود عيان، بهذه الطريقة المهينة، أمام حشود المواطنين المتجمهرين الذين غصت بهم ساحة "البرانس" في عاصمة دكالة.
ورغم إصابته البليغة، حسب شهود عيان، فإن الدورية انطلقت لتوها إلى مصحة المداومة، التي كانت تؤمن مهامها وقتئذ الدائرة الخامسة. ولم تتم إحالته على المستشفى لتلقي الإسعافات والعلاجات. وقد وضعته الضابطة القضائية، بتعليمات نيابية، تحت تدابير الحراسة النظرية، من أجل البحث والتقديم.
وحسب شهود عيان الموثقة تصريحاتهم في ال"فيديو"، فإن الضابطة القضائية امتنعت عن تلقي شهاداتهم في الحين. ولم يتم الاستماع إلى بعض الشهود إلا لاحقا. كما أن سيارة الشرطة تم تسخيرها، حسب تصريحات الشهود، لنقل نساء ممن ادعين تعرضهن للاعتداء، إلى المركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، حيث حصلن على شهادات طبية للعجز.
وعلمت الجريدة أن الضابطة القضائية أحالت، اليوم السبت، عنصر القوات المساعدة، في حالة اعتقال، على وكيل الملك بابتدائية الجديدة. وقد أعاد ممثل النيابة العامة المختصة المسطرة وفرد القوات المساعدة الموقوف، إلى الدائرة الأمنية الخامسة. ولا يستبعد أن تكون هناك تنازلات بين أطراف النازلة، بما فيهم رجل الأمن بالزي الرسمي، الذي ادعى أن فرد القوات المساعدة اعتدى عليه.. واللذين ينتسبان سويا للقوة العمومية لدى هيئتين تابعتين لوزارة الداخلية. وهكذا، فإن مآل النازلة التي ستعرض غدا، على وكيل الملك، قد يكون، على ما يبدو، حفظ الشكاية، التي خضع في إطارها فرد القوات المساعدة" لتقييد حريته مدة 72 ساعة، تحت تدابير الحراسة النظرية.
.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة