أدى المصلون صباح
يوم الأربعاء من فاتح شوال عام 1437 الموافق 06 يولوز 2016 بساحة الانبعاث بالزمامرة،
في أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله و الخضوع له سبحانه و تعالى بعد أن انعم عليهم
بصيام شهر رمضان المبارك و قيامه، ألقى فيها الإمام الخطيب محمد بن الحاج السلامي خطبة
عيد الفطر حضرها السيد باشا المدينة و خليفة الباشا و رئيس المجلس الحضري عبد
السلام بلقشور و أعضاء المجلس، و ممثل وزارة
الأوقاف و الشؤون الإسلامية بسيدي بنور و أئمة و خطباء المساجد بالزمامرة، بالإضافة
إلى الأمن الوطني و قائد ثكنة الوقاية المدنية، و رئيس القوات المساعدة و رؤساء المصالح
الخارجية و أعيان المدينة و المنتخبون.
كما بعث خطيب صلاة العيد و إمام المسجد الحسني بالزمامرة رسالة غاية في الأهمية
بعد الحمد
لله كثيرا، و التكبير لله، ذكر انه هو الذي يسهل لعباده طرق العبادة، له
الحمد على نعمه التي لا تعد ولا تحصى وله الفضل على إحسانه وحق له أن يشكر، لأن الله
وفقهم لإكمال الصيام وأعانهم على العبادة والقيام وتلاوة القرآن في شهر رمضان ﴿ وَلِتُكْمِلُوا
الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
﴾ البقرة: 185.
أيها المؤمنون: اتقوا الله في السر والعلن واجتنبوا الفواحش ما ظهر منها وما
بطن، واعلموا أن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾، عباد
الله: المؤمن الصادق لا يشبع من خير حتى يكون منتهاه الفردوس الأعلى من الجنة.
المؤمن الصادق يجني من كل ثمرة خيرها، تجده في الذكر مع الذاكرين وفي الصلاة
من الساجدين وفي الصيام من الصائمين وفي جميع أنواع البر من المسارعين السابقين.
ليحث الخطيب على أن صحة الأجسام ونظافتها محلُّ عنايةٍ كبيرةٍ، ولا يكون الإنسان
قريباً من الله محبوبًا إليه إلا إذا كان يتعهد قلبَه بالتطهر من أدران النجاسة الباطنة
من الشرك والكبر والعجب والغرور، وبدنَه بالتنظيف والتهذيب، ومطعمَه ومشربَه وهيئته
الخاصة بعيداً عن الأدران و القادرات، ومن تأمّل هدي الإسلام في الطهارة والنظافة،
وجد منهجاً متكاملاً وهدياً جمالياً شاملاً في شتى مناحي الحياة الفردية والاجتماعية.
والتطهر و التنظيف يمتد أيضاً إلى البيوت والطرقات والمساجد ومجامع الناس؛ قال
تعالى:{وَطَهّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْقَائِمِينَ وَ ٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ}(الحج:26).
وقال صلى الله عليه وسلم:( وتميط الأذى عن الطريق صدقة)(متفق عليه).
و ختم الإمام الخطيب خطبته بالدعاء المقبول إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة
محمد السادس، و سمو ولي العهد المولى الحسن و السمو الملكي المولى رشيد، و إلى باقي
الأسرة الملكية و الشعب المغربي و المسلمين قاطبة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة