تدمير 500 هكتار من الصبار بدكالة ومصادر ترجح استقدام عدوى الذبابة القرمزية عبر حذاء أحد الفلاحين
تدمير 500 هكتار من الصبار بدكالة ومصادر ترجح استقدام عدوى الذبابة القرمزية عبر حذاء أحد الفلاحين

اجتاحت حشرة مجهرية الشكل تعرف بالحشرة القرمزية مجالا شاسعا من بساتين التين الشوكي أوالهندي، وأتت على ما يقارب 500 هكتار من الجنانات خاصة بإقليم سيدي بنور وفي مناطق إنتاجه التقليدية والشهيرة على الصعيد الوطني بالعونات وأولاد عمران وتامدة.

ويجهل لحد الآن مصدر هذه الحشرة التي لم يسبق أن عرفها المغرب ، وتتميز بقدرة كبيرة على الانتشار ، وإن كان مصدر أكد ان أحد المنتجين حملها في شهر شتنبر الماضي في حذائه ومنه عمت مناطق إنتاج وكبدت منتجين خسائر فادحة سيما وأن التين الشوكي يشكل دعامة مالية في فصل الصيف بالمناطق الفلاحية الهامشية .

وقدر مصدر فلاحي المساحة التي جرى اقتلاعها وحرقها من الصبار بما يناهز 10 ألف متر .

وفي تصريح  خاص، كذب عبد الرحمان النايلي المدير الجهوي للفلاحة بجهة البيضاء سطات، ما يتم ترويجه من إشاعات بخصوص أن الحشرة القرمزية تسبب أمراضا مسرطنة لمستهلكي فاكهة التين الشوكي .

 واستطرد أن الحشرة القرمزية الشبيهة بالذبابة البيضاء التي كانت أصابت الطماطم في وقت سابق ليست فيروسا  ، وأن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بدكالة بتعاون مع المكتب الوطني للسلامة الصحية والسلطات ، وبعد عملية تشخيص المنطقة المصابة بالحشرة ، تم تعميم توصية إلى المنتجين باقتلاع وحرق أودفن النباتات المصابة ، لكن تأكد أنها توصية ليست بالجدوى المطلوبة .

وأضاف النايلي أن اجتماعا تقنيا عقد بالمنطقة الفلاحية بسيدي بنور ، ضم اطرافا متعددة ، وخلص إلى توسيع دائرة الاقتلاع في المناطق المصابة ، مع استعمال مبيدات كيميائية تم الترخيص بها بعد تجريبها ، ويجري الآن تعميم عملية مداواة جميع مناطق الإنتاج .

من جهته أكد عبد العزيز أوعقا مهندس مسؤول بالمكتب الجهوي أن عملية الاقتلاع ماضية بشكل ملموس يصاحبها رش جميع حقول التين الشوكي بمبيدات تحصينا لها من اجتياح الحشرة القرمزية ، موضحا أن إقليم الجديدة لم تسجل فيه إصابات لكون الرياح تحمل الحشرة نحو الرحامنة .

ونظرا لخطورة الوضع دأبت لجنة تقنية مكونة من ممثلي المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة بشراكة المكتب الوطني للسلامة الصحية وبدعم من السلطات المحلية ، على القيام بعدة زيارات ميدانية للتشخيص والتعريف بالمشكل وكذا لتحديد وسائل المحاربة الضرورية .

ونظرا لعدم وجود أي مبيد حشري، مرخص على المستوى الوطني ، فإن التعليمات اقتصرت على توعية المزارعين بالالتزام باقتلاع ودفن أوحرق جميع النباتات المصابة .

ومع مرور الوقت بدأت تتجلى عدم جدوى هذه التوصية لمواجهة اجتياح هذه الحشرة .

وانطلاقا من منتصف أبريل ، تم اتخاذ تدابير عاجلة ، في محاولة للحد من أضرار هذه الحشرة .

ويرتكز برنامج العمل على محورين رئيسيين : قلع ودفن وحرق النباتات المصابة ثم التدخلات بالمبيدات الكيميائية قصد الاختبار التقني ، وأنجز هذا البرنامج من قبل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة ، والمكتب الوطني للسلامة الصحية والجماعات المحلية المتضررة من هذه الآفة وبدعم من السلطات المحلية بسيدي بنور .

وعلمت مصادرنا أن هناك توجها لتغيير نبتة الصبار الحالية "التين الشوكي " بأخرى ملساء دون أشواك ، مقاومة لهذه الحشرة ، وذلك في إطار الدعامة الثانية من المخطط الأخضر، وهي عملية شبيهة ، إلى أبعد الحدود ، بالتعاطي مع الذبابة البيضاء ، إذ تم إنتاج تركيبة من البذور المعدلة المقاومة لهذه الحشرة التي كانت تضرب حقول الطماطم وتدمرها.


المدير الجهوي للفلاحة: عبد الرحمان النايلي

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة