نبدأ مما أنهينا به مقالنا
السابق حول مهرجان جوهرة، فإذا كانت حقوق التنظيم مملوكة لشخص ذاتي (معاذ الجامعي)
فلا يحق لعمالة الجديدة أو جمعية دكالة ان تنظمانه في أعقاب مغادرة العامل لعمالة
الإقليم، إلا بشراء حقوق التنظيم منه، أو أن يتنازل عن حقه في ذلك، أما إذا كانت
هذه الحقوق مملوكة لعمالة الجديدة كمؤسسة عمومية فيبقى لها حق الاختيار ما بين
المحافظة على تنظيم هذا المهرجان أو التراجع عنه، و مناسبة هذا الكلام هو تنظيم
مهرجان أندلسيات بالجديدة بعدما كان ينظم في وقت سابق بالدار البيضاء.
مما يؤكد قولنا بأن مهرجان
جوهرة هو كعكة يتقاسمها بعض المحظوظين و الدائرين في فلك العمالة هو أنه خلال دورات أولى تم إسناد عملية التنظيم لأحد أفراد
أسرة العامل معاذ الجامعي، فضلا عن المشاركات المتتالية للصديقين المقربين منه و
هما الدولي مصطفى الحداوي و الشاب بلال الذي سخر علنا من الجنسية المغربية العظمى.
مهرجان جوهرة كاد يتسبب في
انشقاق داخل جمعية عتيدة بالإقليم و التي تعد مفخرة لكل الدكاليين بحكم أنها تضم
كبار الأعيان و المسؤولين الذين يتحدرون من دكالة، و قد زادت حدة الانشقاق عندما
تم استدعاء الشاب بلال لإحياء السهرة الختامية للدورة السادسة حيث ضم بعض أعضاء
هذه الجمعية صوتهم لصوت الجماهير المغربية التي نادت بإقصاء مغني
"الشماكرية" بعدما استهزأ من الجنسية المغربية الغالية، كما عزت مصادر
عليمة هذا الانشقاق إلى الانتقادات التي باتت توجه لهذه الجمعية جراء مساهمتها في
مهرجانات "الشطيح و الرديح" نزولا عند رغبة معاذ الجامعي و قد حادت عن
الدور الإجتماعي الذي ظل يميزها منذ عدة سنوات من خلال تقديم مساعدات للفقراء و
المعوزين سواء تلك المتعلقة بالجانب الصحي خاصة "الدياليز" أو المساعدات
الرمضانية...
و فيما يخص ميزانية
المهرجان فقد اعتبرها البعض أموالا عمومية بالنظر إلى أن بعض الشركات المساهمة تنتمي
للقطاع العام كالمكتب الشريف للفوسفاط...بل و تأتي مساهمة بعض الشركات الكبرى مخصومة
من الضرائب المفروضة عليها لتعلل انفتاحها على المحيط و مشاركتها الفعالة في ما
يعود بالنفع على المواطنين حتى تستفيد من قروض الأبناك الدولية...و هو ما يؤكد
عمومية مال المهرجان بما يلزم المجلس الأعلى للحسابات للتحرك، فضلا عن تساؤلنا حول ما إذا كان
الفنانون الذين يتوافدوا على هذا المهرجان منذ انطلاقته يؤدون الضرائب حول الأجور
التي يتقاضونها أم لا؟.
التساؤل اليوم : في أي حساب
بنكي تودع مساهمة المساهمين، و ما هي الجهة المسؤولة عن هذا الحساب، خصوصا و أن
تسديد واجبات الإشهار لدى بعض المؤسسات الإعلامية قد تمت بشيك شخصي لأحد المنظمين،
في الوقت الذي كان لزاما أن تتم بشيك لمؤسسة أو جمعية و ليس شخص ذاتي، مما يطرح
أكثر من علامة استفهام حول التدبير المالي لـ 800 مليون سنتيم (المصرح بها)
كميزانية لتنظيم مهرجان جوهرة؟.
إضافة لا بد منها : وجب
التذكير أن السهرات الفنية التي كانت تنظم مجانا على عهد العامل اليزيد زلو كانت
تمتد لأكثر من 3 أيام عكس سهرات مهرجان جوهرة.
عبد الفتاح زغادي
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة