شوارع مدينة الجديدة بين غـياب ممرات الراجلين واحتلال الملك العام وازدياد مشاكل الـسيـر والجـولان
شوارع مدينة الجديدة بين غـياب ممرات الراجلين واحتلال الملك العام وازدياد مشاكل الـسيـر والجـولان

كـما يـعـلـم الجـمـيع أن مـديـنـة الجـديـدة تـعـرف غــيـاب عـلامـات الـتـشـويـر  والـمـمـرات الخـاصة بـالـراجـلـيـن بـمعـظـم أزقـة وشـوارع الـمـديـنة ، فـالـمـوضوع يـسـتـفـحـل يـومـا بعــد يـوم، خـاصة في هـذه الـفـتـرة مـن الـمـوسـم الـصـيـفـي حـيـث تـعـرف الـمـديـنة بـعــودة أبـنائها الـمهـاجـريـن خـارج أرض الـوطـن وكـذا الـزائـريـن  سـواء مـنهـم الـمغـاربـة أو الأجـانـب  فـتـرتـفـع عــدد الـسـيارات وتـزداد سـاكـنـتهـا وكـل وسـائـل الـنـقـل، وتـكـتـظ الـشـوارع والـمـمـرات بـالأفــراد ، لـتـصـبح حـركــة الـمـرور عــذابـا يـواجـهـه كــل راغــب في الـتـنـقـل والـتـحـرك خـاصـة بـعـد الـزوال وفـي الـمـسـاء .

وتـعـود أسـبـاب هــذه الـمعـانـات إلـى أن مـعــظـم الـمـمـرات والـشـوارع تـغــيـب عـنهـا عــلامات الـتـشـويـر الـتي تـعـد الـعـامـل الـرئـيـسي لـتحـقـيـق تـنـظــيـم جـيـد لـحــركــة الـمـرور،وحـتـى عـنـد وجـود عـلامـات الـتـشـويـر، فــمـعـظـمهـا مـتـآكـل ولـم تـعــد تـصـلـح لأي شـيء، وغـالـبـيـتهـا أضحـت غــيـر مـرئـية وبـعــضهـا وضعــت في أمـاكـن غــيـر مـناسـبـة ويـصـعـــب عـلـى الـسـائـقـيـن مـشـاهــدتها, ولعــل أوضح نـمـوذج لـعـدم صـلاحـيـة عـلامـات الـتـشـويـر وسـوء حـالـتهـا، تـبـرزه الـعــلامات الـمـثـبـتـة بـبعـض الـمـلـتـقـيـات الـطـرقـيـة ، حـيـث يـخـلـف سـوء تـمـوضعـهـا، وسـوء حـالـتها الـمـتـآكـلـة وسـرقـة بـعـضهـا ، عـدة حـوادث واصـطـدامـات بـيـن مـسـتعــملي هـذه الـطـرق وكـذا تــسـبـب صـراعـات مـع رجـال الأمـن والـمـواطـنـيـن ; حـيـث أن بـعـض لـوائـح الـتــشـويـر مخـبـئـة تـحـت أو وراء الأشـجـار مـما لا تــسـمح للـسائـقـيـن بـرؤيـتهـا فـيـسـقـطـون فـي فـخ رجـال الأمـن الـذيـن يخـتـبـئـون في الاتـجـاه الـمعـاكـس لها قـصـد اصـطـيـاد جـل مـسـتعـملي هـذه الـطـرق الـذيـن لـيـس لهـم درايـة بـمكـان تـواجـد الإشـارة . والـغــريـب أنـه بالـرغــم من كـل شكـايـات واحـتجـاجـات الـمـواطـنـيـن ، وبـالـرغـم مـن تـعــدد الـحـوادث ، فـلا يـزال مـسـؤولـو الـسـلـطـات الـمـحـلـيـة والـمـنـتـخـبـة عـاجـزون عـن وضـع تـصـور جــديـد لـحـركـة الـمـرور بـالـمـديـنـة ، وتـزداد الـغــرابـة فـي حـقـيـقــة الأمـر، ونـحـن نـعـايـن يـومـيـا مـرور ســيـارات لـكـبـار مــسـؤولـي الـسـلـطـة الـمحـلـيـة والإقـلـيـمـيـة والـوطـنـية والـمـنـتخـبـة مـن نـفــس (الـنـقـاط الخـطـيـرة) وأمـام معــظـم الـمـحـلات الـتجـاريـة وكـذا أصـحـاب الـتـجـارة الـعــشـوائـي الـذيـن يحـتـلون الـملـك الـعـام ، ووقـوفهـم على مكـامـن الـخـطـر وأسـبابـه، دون أن يـحـرك لـديهـم كـل ذلـك دافـعــا للاهــتـمام بـالأمـر!

إذا فكـيـف يـمكـن تـطـبـيــق مـدونـة بهـذا الـشـكـل عـلى مـديـنـة الـجـديـدة الـمهـمـشـة ، الـتي لـم تـتحـرر بـعـد مـن عــقـلـية مـسيـريـهـا الـباحـثـيـن إلا عـن مـصالحهـم الـخـاصـة وذلـك بالـسـماح للـباعـة الـمـتجـولـيـن وأصـحـاب الـمحـلات الـتجـاريـة والـمـقـاهـي بـاحـتـلال الـشـوارع والأرصـفـة بـغــيـة الـتـصـويــت عــلـيهـم فـي الانـتخـابــات .....؟

وقـد عـبـر عــدد كـبـيـر مـن الـسـاكـنـة وزوار الـمـديـنـة ، عـن اسـتــيـائهـم مـن غــيـاب ونـقـص عــلامـات الـتـشـويـر والـمـرور، حـيـث أنـه بالـعــديــد مـن الـشـوارع تـغـيـب عــلامات “قــف”، وتـغـيـب الأشـرطــة الخـاصـة بـمـمـرات الـراجـلـيـن وسـط الـمـديـنـة، - أمـام أبـواب الـحي الـبـرتـغـالي ( نـمـوذجـا ) – نـاهـيـك عـن الهـوامـش الـتي يـغـيـب فـيهـا كــل شـيء .

أمـا الـحـديـث عـن إشارات الـمـرور الـضوئـيـة، فـلا مـن يـبـالي إلـيهـا ويـبـقـى الـتـساؤل لـما لـم يحـرص الـمـسيـرون الـمحـليـون الـسابـقـون والحـاليـون عـلى تـثبـيـتها بـعـدة نقـط، خـاصة مع كـثـرة عـدد الـسـيـارات الـتي تـجـوب شــوارع وأزقـة الـمـديـنـة يـومـيا. كـما أن بـعـض إشـارات الـمـرور الـضـوئـيـة غــيـر مـشغـلـة (  شـاطـئ دوفـيـل- مـديـريـة الـصـناعـة الـتـقـليـدية - نـمـوذجـا )  حـتى أن الحـديـث عـنها يـغـيـب تـماما من مخـيـلـة الـساهـريـن عـلى شـؤونها، وكـأنهـم عـازمـيـن عـلى تهـمـيـش الـمـديـنـة وتـريـفهـا.

وتـزداد مـشاكـل الـسـيـر والجـولان مع الاحـتـلال الـبـشـع الـذي تعـرفـه أرصـفـة الـشـوارع ، مـن قـبـل أصحـاب الـمـقـاهـي والـمـحـلات الـتجـاريـة، والـبـاعـة الـمـتجـولـيـن مـما أصـبح يـحـتـم عـلى الـمـواطـن ويــضـطـره للـمـشـي فــوق الـطـريــق جـنـبـا إلـى جـنـب مع الـسـيـارات، رغــم الـمـخـاطـر الـتي تـهـدد حـيـاتـهـم .

ويـزيـد مـن صعـوبـة الـوضع غــيـاب الـتـنـظـيـم عـن عــدة شـوارع، والـتي رغـم كـونها ضـيـقـة، يـحـرص الـسـائـقـون عـلى ركـن سـياراتهـم بالـجانـبـيـن بها، فـيـصـبح مـرور سـيارتـيـن في الاتـجـاهـيـن الـمعـاكـسـيـن في نـفـس الـوقـت مـسـتحـيـلا.....

ويـعــد سـوء تـنظـيـم الـشـوارع بـمـديـنة الـجـديـدة كـارثـيا ، حـيـن نـدرك أن الـمـديـنة لا تـتـوفـر عـلى محـطات وقـوف الـسـيارات أو مـسـتـودعـات كـبـرى لـوقـوف الـسـيـارات ، مـما يـجـعـل جـنـبـات الـشـوارع تـقـوم مـقـامهـا، لـيـزداد الـوضع سـوءا وتـنعـدم معـه سـلامـة الـسـيـر والـجـولان بالـمـديـنة.

بـالإضافــة إلـى كـل ما سـبـق، تـبـرز ظـاهـرة أخـرى لا تـقـل كـارثـيـة عـن سـابـقـيهـا، تـتـمـثـل في سـلـوكـيـات بـعـض الـسائـقـيـن، الـذيـن يـقـودون سـيـاراتهـم أو دراجـاتهـم بـسـرعـة جـنـونـيـة وتهـور، غـيـر مـبالـيـن بـما سـيـتـرتـب عـن ذلـك مـن مـصائـب. ومن الـملاحـظ كـذلـك عـدم احـتـرام قـوانـيـن الـسـيـر ( عـدم اسـتعـمال حـزام الـسلامـة – الإفـراط في السرعـة -  استعـمال الهاتـف أثـناء السـياقـة – الخـوذة الـواقـيـة - )

أمـا الـمـارة فـقـد تـطـبـعـوا مع الـسـيـر بـالطـرقـات بـدل الـرصـيـف، حـيـث تـرسخ بـذهــنهـم أن الأرصـفـة أصـبحـت خـاصـة بـالـمقـاهـي والـمـحـلات الـتـجـاريـة.

ويـبـدو أن مــسـؤلـي الـمـديـنـة خـوفـا مـن ضـيـاع بـعـض الأصـوات الانـتـخـابـيـة سـلـمـوا بـالأمـر الـواقـع، ورخـصـوا للـفـوضى بـصـمـتهـم وبـالامتـنـاع عــن محـاربـة احـتـلال الـمـلـك الـعـام. فـكـثـرة مـشـاكـل شـوارع الـمـديـنـة، لم يـعــودوا قـادريـن عـلى إحـتـوائها، فـأصبـحـنـا نـراهـم غـيـر مبـالـيـن بـما يـقـع هـنا، والـضحـيـة دائـما هــم سـاكـنـة الـمـديـنـة .

و للإشارة فـإن حـوادث الـسـيـر الـتي أصـبحـت تـسجـل مـؤخـرا داخـل الـمـدار الحـضـري ، بـاتـت تـعـد بـالـعـشـرات و تـرتـبـط جـلهـا بـعـدم احـتـرام قـانـون الـسـيـر والـجـولان والسـرعـة الـمـفـرطـة، إضافـة إلـى غـياب عـلامـة الـتـشـويـر الـطـرقـي مـما يـساهـم في ارتـفـاعها ، وقـد بـات عـلى الجهـات الـمـسئـولـة من مجـلـس بـلـدي وسـلطـات محـلـيـة الـتـدخـل بـشكـل مـسـتـعـجـل قـصـد وضع عـلامات الـتـشـويـر الـطـرقـي وتـحـديـتهـا وتجـديـد صـباغـة مـمـر الـراجـليـن مـن أجـل المـسـاهـمة في الـحـد من نـزيـف الحـرب الـطـرقــية الـتي تـؤدي بحـيـاة عــشـرات مـن المـواطـنـيـن الأبـرياء .

 

 تـقـريـر مـنـشطـي عـمـلـية الـتـواصل الـمـباشر مع مـسـتـعـملي الـطـريـق  خـلال الـفـتـرة المـمـتـدة من 25 يـولـيـوز2016 إلـى غـايـة 19 غـشـت 2016  لجـمعـية الـحـيـاة للسـلامة الـطـرقـيـة والـوقـايـة من حـوادث السـيـر بالجـديدة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة