اقتداء بالثوارت العربية: إطار سياسي شبايي بديل للبوليساريو في طور التشكيل
اقتداء بالثوارت العربية: إطار سياسي شبايي بديل للبوليساريو في طور التشكيل

أعلن مجموعة من شباب مخيمات تندوف الذين يعيشون في الخارج عن تأسيس معارضة تتكون من أطر حالية أو سابقة داخل البوليساريو مبررة ما قامت به بما وصفته بوصول النزاع حول الصحراء إلى طريق مسدود، وعدم أهلية وقدرة قيادة البوليساريو الحالية على السير قدما بالملف نحو التقدم، وانشغالها في تحقيق مصالحها الفردية الخاصة والمتاجرة بمعاناة سكان المخيمات في غربي الجزائر، وقيامها بنهب المساعدات وتكريس سياسة المحسوبية، وتوريث المؤسسات العامة في إطار محيط ضيق يراعي مصالح العائلة والقبيلة والأفراد. 

 

رياح الربيع العربي بحسب المراقبين وصلت إلى مخيمات تندوف شبه المعزولة عن العالم الخارجي من الناحية الجغرافية، إلا أن التغيير هذه المرة كرغبة لدى شباب المخميات أتت من المهاجرين خارج منطقة تندوف على مستوى الدول الأوروبية، وذلك في سابقة من نوعها لم يسبق أن عرفها البوليساريو منذ تأسيسه، فشباب المتحدر من مخيمات تندوف والذي يعيش في الخارج أعلن رسميا في بيان توصلت به العربية، عن ميلاد "التنسيقية العامة لمعارضي جبهة البوليساريو"، وأعلن انشقاقه على جبهة البوليساريو والدخول في معارضة منظمة سلمية تضم كل أطياف وفئات المجتمع الصحراوي، ويؤكد الشباب المعارض على أن جبهة البوليساريو بقيادتها الحالية ليست هي الممثل والممثل الوحيد للصحراويين، ما يعني بأن تواجد هذه الفئات داخل المعارضة سيكون هو الترجمة الفعلية والصادقة لنبض الشارع الصحراوي، وأعلن الشباب تمسكه بالخيارات الصحراوية الكبرى والخروج بالصراع حول الصحراء الغربية من مرحلة الجمود وتحريكه في اتجاه إيجاد حلول ممكنة طبقا لمعطيات الواقع والوضع الراهن. 

 

وشددت المعارضة الشبابية للبوليساريو في الخارج كما وصفتها الصحافة الإسبانية التي نقلت الخبر،  تمسكها بالذهاب في المسار المعارض لقيادة جبهة البوليساريو، وفضح أساليبها الهادفة إلى استمرار الوضع إلى ما لا نهاية، والاستمرار في المتاجرة بالمبادئ العامة ومشاعر الصحراويين، وحملت  المعارضة مسؤولية الأوضاع المزرية لسكان مخيمات للقيادة الصحراوية الحالية للبوليساريو. 
 

وطالبت القيادات الشابة المعارضة بإعطاءها فرصة العمل على تقديم مقارباتها من أجل حل نزاع الصحراء، باعتبارها جيلا ثالثا وفق تعبيرها، عقب فشل الأجيال القديمة التي تمسك بزمام الأمور منذ إعلان قيام البوليساريو في سبعينيات القرن العشرين، وطالبت الحركة من المجتمع الدولي وأساسا الأمم المتحدة ممثلة في شخص أمينها العام ومبعوثها الشخصي لملف الصحراء، الانضمام إلى المفاوضات باعتبارها طرف لديه شرعية قاعدية ويحمل توجها جديدا بإمكانه المساهمة في وضع لبنة حل الصراع وإنهاء المأساة التي عمرت طويلا. ومن جهة ثانية، أكدت المعارضة الصحراوية في الخارج أن رؤساء البعثات والممثلين الصحراويين الذين سينشقون لاحقا عن البوليساريو هم ممثلون وأعضاء في المعارضة في البلدان والدول التي كانوا يعملون بها

 
 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة