مطاردة مثيرة لنقيب في الدرك الملكي بالجديدة على الطريق السيار تنتهي باعتقال متهمين بقتل مواطن إسباني
مطاردة مثيرة لنقيب في الدرك الملكي بالجديدة على الطريق السيار تنتهي باعتقال متهمين بقتل مواطن إسباني

أفضت، أخيرا، مطاردة تعرض لها نقيب في الدرك الملكي لدى القيادة الجهوية بالجديدة، على الطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاء وعاصمة دكالة، إلى اعتقال أحد المطاردين، تبين أنه كان بمعية مرافقين اثنين آخرين..

وكانوا جميعا وراء ارتكاب جريمة قتل، ذهب ضحيتها مواطن إسباني، عثر على جثته مرمية على الطريق الساحلي بالقصر الصغير  بشمال المملكة، على بعد زهاء 25 كيلومترا من طنجة.
وحسب الوقائع، فإن قائد سرية الدرك الملكي بالجديدة، كان عائدا، أخيرا، بمفرده في ساعة متأخرة من الليل، من الدارالبيضاء، إلى الجديدة، حيث مقر عمله، بعد أن أوشكت إجازته السنوية على الانتهاء، وكان بالزي المدني، ويتولى قيادة سيارة خفيفة من نوع "رونو ميكان"، كانت تشق طريقها بأمان عبر الطريق السيار الرابط بين العاصمة الاقتصادية، وعاصمة دكالة، وكان ضباب كثيف يخيم تلك الليلة على المنطقة، وما إن تجاوز النقيب مركز "البير الجديد" ببضعة كيلومترات، حتى انتبه في "الريطروفيزور" إلى سيارة من نوع "أودي A 4" تتعقبه من الخلف، وكان سائقها يغير الأضواء، في إشارة إلى سائق سيارة "رونو ميكان" بالتوقف، غير أن الأخير لم يبال، عندما أحس بالخطر المحدق، الذي بات يتهدده، ما حدا به إلى الرفع من إيقاع سرعته، التي زادت عن 200 كلم/الساعة، غير أن سيارة مطارديه، ألمانية الصنع، كانت أسرع وأكثر توازنا على الطريق.
استمرت المطاردة لبضعة دقائق، قبل أن يتخلى المطاردون عن المطاردة، بعد أن لمحوا سيارة أخرى من النوع الرفيع، غير أن تعقبها باء بالفشل، لكونها كانت تطوي المسافات بسرعة خارقة، ومن ثمة، عاودا مطاردة السيارة الأولى، التي كان النقيب يتولى شخصيا قيادتها.
ربط الأخير الاتصال عبر هاتفه المحمول، دون إثارة الانتباه، مع مراكز الدرك الملكي القريبة، ونقط التفتيش القارة، ب "البير الجديد"، وأزمور، ومع كوكبة الدراجات النارية، عند محطة الأداء بمدخل الجديدة، حتى يسد على الجناة جميع منافذ الهروب، سيما بعد أن أيقن أنهم سيعملون على تغيير اتجاههم، فور وصولهم عند بدال أزمور.
وأمد النقيب المتدخلين الدركيين بأوصاف السيارة المشبوهة، ونوعها، فغيرت سيارة "أودي A 4" " فجأة اتجاهها، بعد أن فشلت في تعقب سائق سيارة "رونو ميكان"، وليقين راكبيها أنهم في حال ما إذا أكملوا طريقهم، فسيكون مصيرهم الاعتقال، عند محطة الأداء القريبة على مشارف مدينة الجديدة، حيث توجد نقطة تفتيش قارة، تابعة لكوكبة الدراجات النارية.
أكمل النقيب مسيرته إلى حين وصوله نقطة الأداء، ومنها ولى أدراجه في الاتجاه المعاكس، وكان معززا بعناصر من كوكبة الدراجات النارية، وتعقبوا الفاعلين، الذين كانوا غيروا لتوهم اتجاههم عبر أزمور، بعد أن غادروا الطريق السيار.
عند وصول النقيب ومرافقيه سدا إداريا للدرك، تبين أن سيارة "أودي A 4" عبرت الحاجز الدركي، دون أن يثير ركابها الانتباه لانضباطهم واحترامهم قانون السير.
سلك النقيب ومرافقوه الطريق الذي سلكه الفاعلون، ولم تمض دقائق معدودة، حتى أثار انتباههم سيارة "أودي A 4" مستهدفة، وكانت تركن في محطة للوقود، وكان أصحابها جالسين في مقهى بالجوار، لتناول وجبة العشاء، وربما لاقتراف سرقة أو سرقات في عين المكان، أو في طريق توجههم صوب مدارة "المصور راسو"، البعيد بحوالي 20 كيلومترا، التي تؤدي جنوبا إلى مدن آسفي ومراكش.
التحقت تعزيزات دركية على متن دوريات محمولة، وهي الفترة التي فطن فيها الجناة إلى الخطر الذي كان يتهددهم، ما جعلهم يفرون تحت جنح الظلام والضباب الكثيف صوب أرض خلاء، غير أن اهتمام رجال الدرك انصب على فرد واحد من العصابة الإجرامية، طاردوه، وشلوا حركته، في حين تبخر مرافقاه في الطبيعة.
باشر النقيب ومساعدوه تفتيشا دقيقا داخل سيارة "أودي A 4"، وعثروا بداخلها على أسلحة بيضاء، كان الجناة سيستعملونها في الاعتداء على ضحاياهم من مستعملي الطريق، سيما أصحاب السيارات الفارهة.
على الفور، عمد المتدخلون الدركيون إلى تصفيد المشتبه به، وقطر والسيارة المشبوهة، إلى مقر سرية الدرك الملكي بالجديدة. ودخل المركز القضائي على الخط، ولم يجد الفاعل، الذي كان يجلس إلى يمين سائق السيارة المتابعة، بدا من الاعتراف، سيما بعد مواجهته بكون السيارة مسروقة، وتعود ملكيتها لمواطن إسباني، عثر أخيرا عليه مقتولا شمال المملكة، حسب برقية إخبارية، كانت عممتها مصالح القيادة العامة للدرك الملكي.
ربط قائد القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة الاتصال مع القيادة العامة بالرباط، ومع نظيره بطنجة، لإخبارهم بفك رمز جريمة قتل المواطن الإسباني "أنطونيو"، واعتقال أحد المتورطين فيها. وفي اليوم الموالي، حضر فريق دركي من طنجة، وأخذ معه الجاني، لاستكمال البحث.

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة