قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالجديدة، ب 3 سنوات سجنا نافذا في حق متهم، على خلفية "الضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه". وكان المتهم قد وضع حدا لحياة شقيقه، الذي كان عقد قرانه بيومين، قبل وقوع النازلة المأساوية. ومتعت المحكمة المتهم بأقصى ظروف التخفيف، لظروفه الاجتماعية، وكونه عديم السوابق العدلية، كما أن والديه تنازلا عن حقهما في المتابعة الجنائية.
وحسب الوقائع، فإن عاصمة دكالة كانت اهتزت على وقع جريمة قتل بشعة، ارتكبها شقيق في حق شقيقه. واعتبرت جريمة الدم هذه وقتها، الثانية من نوعها في أقل من أسبوع، بعد جناية قتل، راحت ضحيتها امرأة عجوز، عثر عليها داخل بيتها، جثة هامدة، مكبلة الأيدي، وعنقها مشدود بمنديل، ووسادة على رأسها.
وعلم أن المجني عليه، في عقده الثالث، عاطل عن العمل، كان عقد قرانه على خطيبته، وكان يعتزم الإقامة بمعيتها، تحت سقف منزل أسرته، الكائن بحي هامشي بالجديدة. الأمر الذي اعترض عليه شقيقه الذي يصغره ب 4 سنوات. ودخل الاثنان، مساء ليلة النازلة، في نقاش، تطور إلى تبادل للسب والشتم، ثم إلى عراك.
وقرر الأخ الأكبر مغادرة البيت إلى غير رجعة، والاستقرار بعيدا عن الأسرة، بمعية زوجته، في غرفة، كان ينوي اكتراءها بمبلغ 200 درهم للشهر. وهو يجر خيبة أمله، كان الأخ غير المرغوب فيه، يلوح بكأس زجاجي، كان يحمله في يده. ما أثار حفيظة شقيقه الأصغر، الذي التحق به، وسدد إليه طعنة غادرة وغائرة، أصابته في قلبه، وسقط على إثرها، جثة هامدة. ولاذ الجاني بالفرار إلى وجهة مجهولة، قبل تدخل الضابطة القضائية لدى مصلحة المداومة، وتقنيي مصلحة الشرطة العلمية، والفرقة الجنائية. وباشر المحققون معاينة الجثة، والتحريات الميدانية، وأودعوا جثة الضحية في مستودع الأموات، بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة.
وعقب ذلك، شنت مختلف الفرق والأقسام القضائية، عملية تمشيط واسعة النطاق بمدينة الجديدة، بحثا عن الجاني الفار. وعلم لدى مصدر أمني، أن الضابطة القضائية تمكنت من اعتقال الأخير، في ساعة متأخرة من ليلة ارتكاب الجريمة، وكان لجأ لتوه إلى دوار، يبعد بأزيد من 100 كيلومتر عن الجديدة. وتسنى للعميد عبد الهادي السيبة، رئيس المجموعة الحضرية، تحديد مكان اختبائه، بإرشاد من أحد أقاربه، الذي علم بالوجهة التي قصدها، بعد أن اتصل به على هاتفه النقال، للاطمئنان على أخيه، ولم يكن يعلم وقتها أنه فارق الحياة. وأخبر القريب الجاني أن صحة الضحية، مستقرة، وأنه يخضع للعلاج والعناية المركزة بالمستشفى، ما سهل عملية توقيفه، واستقدامه إلى المصلحة الأمنية، على متن سيارة رئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، ووضعه المحققون تحت تدبير الحراسة النظرية.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة