مرة أخرى أدار الجمهور الدكالي ظهره إلى ملعب بن محمد العبدي بالجديدة الذي احتضن يوم السبت الماضي مباراة بالغة الأهمية للدفاع الذي استقبل ضيفه شباب الريف الحسيمي،وعينه على النقط الثلاث للاستمرار في تشديد الخناق على ثلاثي المقدمة، إلا أنه عكس كل التوقعات،شهدت المواجهة حضورا جماهيريا ضعيفا جدا لم يتجاوز بالتمام والكمال 301 متفرجا فقط !!،تركوا في صندوق النادي 11760 درهما،علما أن المصاريف الاعتيادية للمباراة بلغت 15292 درهما..
ليسجل بذلك الدفاع عجزا ماليا قدر ب 3532 درهما،وتعددت أسباب هذا العزوف الجماهيري غير المبرر للدكاليين،حيث عزا بعض العارفين بخبايا الأمور ذلك إلى القرار الشجاع للمكتب المسير للفريق بمنع ولوج القاصرين إلى الملعب،انسجاما مع السياسة التي اتخذتها الكثير من الأندية الوطنية بعد أحداث ما يصطلح عليه بالسبت الأسود ،بينما ذهب ممثلو عدد من الجمعيات المحلية الداعمة إلى أن مقاطعة الجماهير الدفاعية للقاء مردها إلى الزيادة غير المشروعة التي أقدم عليها مسؤولو فارس دكالة في ثمن تذكرة الدخول،خاصة بالمدرجات المكشوفة والجانبية(30 درهما)،وهي زيادة لم تراع الظروف المناخية،حيث شهدت منطقة دكالة هبوب رياح قوية بمنطقة دكالة صاحبتها زخات مطرية كثيفة،مما فرض على كثيرين الاكتفاء بمتابعة المباراة في بيوتهم أو المقاهي.
ومهما كانت المبررات،فإن "إضراب" الجماهير الدفاعية ومقاطعتها لملعب العبدي،قرار يفتقد للمشروعية ،خاصة في ظل التحول الايجابي والطفرة النوعية الكبيرة التي حققها الفريق الجديدي،خاصة في مرحلة الإياب من البطولة الاحترافية التي قدم فيها أداء أنطولوجيا وراكم فيها نتائج طيبة،قادته نحو دائرة الطليعة،كان من الأفضل أن توازي هاته الصحوة الدكالية انتعاشة مماثلة في الحضور الجماهيري الذي يعد رقما صعبا وأساسيا في المعادلة الكروية.أخشى أن يتحول أنصار "دفاع المقاومة" الذين لا أحد يشك في عشقهم الكبير لفريق الجديدة الأول، إلى جمهور مقاهي وبيوت، وإن حدث ذلك فتلك طامة كبرى.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة