في إطار برنامجها السنوي و إحياء للذكرى الثالثة عشر لوفاة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، أحيت الجمعية الشاذلية الصوفية للطرق الروحية جهة دكالة عبدة بآزمور نهاية هذا الأسبوع ليلة صوفية، لفضاء الزاوية الحمدونية بدرب العرصة بآزمور، بحضور عدد من أعضاء المجلس العلمي بالجديدة و ممثلي السلطة المحلية و مجموعة من الفرق و المجموعات العاملة في مجال السماع و المديح إلى جانب مقدمين لعدد من الزوايا من داخل أزمور و خارجها وبعض المحبين والمعجبين بالتراث الشعبي المتنوع.
و بعد الكلمة الافتتاحية لرئيس الجمعية الفقيه و العلامة و الباحث في تراث الزوايا و الصوفية السيد عبد اللطيف مجيب التي رحب من خلالها بالحضور و كل المشاركين مبرزا أهمية هذه الليلة التي جمعت نخبة من أقطاب السماع و المديح و ذكر اسم الله و نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم موضحا دور النهج الصوفي في تعزيز العقيدة المحمدية و تقوية نفوس المؤمين بالله و تلقهم بدينهم، في محاولة منه في إعطاء نبذة عن تاريخ الزوايا بآزمور و عددها و أسماء شيوخها و مقدميها، لتنطلق الليلة في حلتها الصوفية بكل خشوع و طواعية من خلال كل من مجموعة البوتشيشية القادرية برئاسة الحاج محمد عقيدة و مجموعة شباب عيساوة برئاسة الحاج الزعيم ملايدي و جمعية الإمام البصيري برئاسة يوسف ادريجي و مجموعة شباب الجمعية القادرية برئاسة زكي العشماوي،جعلت الحضور يندمج بشكل كبير ويقف انسجاما مع الإيقاعات المتناسقة لكل مجموعة على حدة في العزف للآلات الموسيقية من غيطة" وطبل و هراز وطعريجة، فيما شاركت إلى جانب هذه المجموعات بقراءاتها و تراتيلها الصوفية المتباينة في الأداء متوحدة في الأهداف كل من طائفة الزاوية الدرقاوية من خلال وفدها المكون من نحو أربعين مريدا برئاسة الحاج مصطفى بنحل و مقدم الزاوية التادلية برئاسة مقدمها الحاج عبد الجليل من الجديدة، تفاعل معهم الجميع بتلقائية مرددين مدحا نبويا وهم في غمرة «الحال"، و بما أن للتصوف رجالاته و شعراؤه فقد استطاع الشاعر المتميز الحاج مصطفى التائب من كسر جو الجدبة و ملكوت التصوف إلى بسط السكينة و الهدوء في النفوس من خلال قصيدته الصوفية حول مدينة آزمور كفضاء و تاريخ حافل بعطاء رجالاتها الذين بصموا وقعهم في مجال الصوفية و التزهد و الابداع السماعي و المديحي، لتتوج الليلة التي امتدت لطلوع الفجر بتكريم أحد ألمع وجوه السماع و المديح الذين عرفتهم مدينة آزمور على المستوى المحلي و الوطني الحاج عبد العظيم العشماوي حيث قيلت في حقه مجموعة شهادات أسالت دمع الحضور تأثرا بتاريخ و مسار هذا الرجل كذاكرة حية للمدينة، لتقدم في الختام شواهد تشجيع و تقدير لمجموعة من الأسماء التي تدعم المجال الصوفي بالمدينة من رجالات الدين و إعلاميين و أساتذة و باحثين و طلبة و مريدين . الذين استحسنوا رفقة كل الحضور هذا الحفل الصوفي الذي اختتم في متعة روحية متألقة محدثا لهم انفعالا خاصا عاد عليهم بالراحة والترويح عن النفس.
محمد الصفى
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة