لا يجادل اثنان في كون فريق الدفاع الحسني الجديدي تكالبت عليه مجموعة من المشاكل مند تأسيسه سنة 1956؛ وجعلت من الفرق القلائل بالمغرب التي لم تفوز بأي لقب حتى الآن ويجمع الكثيرون بأن التسيير هو أم المشاكل خاصة بعدما عجزت جميع المكاتب المسير التي تعاقبت على تسيير الفريق عن اهداء الجماهير الدكالية للألقاب التي طالما حلمت بها.
مزاجية التسيير:
لم يكن لفريق الدفاع الحسني الجديدي على مر التاريخ برنامج محكم وواضح المعالم مند تأسيس الفريق؛ اذ كان الشغل الشاغل للرؤساء والمسيرين الذين تعاقبوا على تسيير الفريق هو الترقيع وإتمام البطولة بأقل الخسائر والأضرار وتفادي النزول للأقسام السفلى؛ بل كان بعض رؤساء الفريق يقيمون الحفلات فرحا بنجاة الفريق الدكالي من النزول؛ وهو ما كان يثير حسرة أنصار ومحبي الفريق الذين طالبوا بالألقاب طيلة المواسم الخوالي؛ بل منهم من طالب بمحاكمة بعض الرؤساء على تبذير أموال الدفاع الجديدي.
تدخل السلطة في اختيار المكاتب المسير عوض انتخابها.
المتتبع لفريق الدفاع الحسني الجديدي يلاحظ بأن هذا الفريق عاش لسنوات طويلة تحث اشراف العمال الذين تعاقبوا على عمالة الجديدة؛ وكانوا يعينون رؤساء ويمنحونهم صلاحية اختيار الأعضاء الذين سيشتغلون الى جانبهم؛ بل منهم من أعطوه أيضا اللائحة وكلفوه بالاتصال بهؤلاء الأعضاء للتسيير الى جانبه؛ والأمثلة كثيرة للرؤساء الذين قبلوا بهذا الدور وكانوا لعبة في يد بعض رجال السلطة الذين اغتنوا من الفريق الذي كان بقرة حلوب في أيدهم؛ وكانوا يعملون على جمع الأمول من أعيان المدينة بطرق غير مشروعة بدعوى أنها دعم للدفاع الحسني الجديدي حيث كان يتم تجنيد القواد والباشوات لإستدعاء رجال الإعمال وأرباب المقاولات من أجل التنافس على دفع الإكثر مما كان يفتح الباب أمام القيل والقال حول مشروعية مايتم داخل الباشويات والعمالات .
الدفاع الجديدي أنجب النجوم وافتقد للألقاب
يجمع الكثير من المتتبعين الرياضيين بأن فريق الدفاع الحسني الجديدي أنجب لاعبين كبار منهم من حمل قميص المنتخب الوطني ومنهم من احتراف بأندية أوربية وخليجية وكانوا محط اعجاب خبراء كرة القدم العالمية والعربية؛ لكنهم عجزوا عن قيادة فريقهم الدفاع الحسني الجديدي لحصد الألقاب ليظل يلعب دور المصعد النزول والصعود رغم الحاح الجمهور للظفر بالألقاب لكن لا حياة لمن تنادي مما يؤكد أنه لم تكن نيات صادقة للدفع بالفريق الى إحتلال مراتب متقدمة أو الفوز بإحدى البطولات أو الكؤوس.
أعضاء من داخل المكتب يجندون الحياحة ضد الفريق
ظاهرة غريبة يقف عندها المرء بمدينة الجديدة قليلا ما نشاهدها بمدن أخرى؛ لأنها شكلت الانفراد والتميز لدى بعض مسيري الجديدة الذين قاموا بمنح بعض المحسوبين على الجمهور أجورا شهرية أو مبالغ أسبوعية يتوصلون بها بعد نهاية كل مقابلة بعد تنفيذهم لمطالب هؤلاء الأعضاء؛ وذلك بسب وقذف وشتم المسيرين الشرفاء الذين يضايقونهم بنزاهتهم ومصداقيتهم وعملهم الجاد والهادف؛ لكن مجهوذاتهم كانت تذهب سدى أمام اصرار المحرضين المغرضين من أجل خلخلة وزعزعة استقرار الفريق وبالتالي اضعافه حتى لا يفوز بالألقاب وهو ما كان يتأتى لهم.
ارغام الأطر الوطنية الكبيرة على مغادرة الدفاع الحسني الجديدي
أرغم بعض الحياحة الذين يشتغلون تحث الطلب (الشاوش) مجموعة من المدربين المغاربة الذين يشهد لهم بالكفاءة العالية كعبد الرحيم طالب وجمال السلامي رغم العمل الكبير الذي قاما به داخل الدفاع الحسني الجديدي؛ فعبد الرحيم طالب قاد الدفاع الحسني الجديدي الى تحقيق الصعود للقسم الأول وعمل على بناء فريق شاب قوي معظم لاعبيه من أبناء الفريق؛ وكان بإمكانهم الظفر بإحدى الألقاب؛ لكن شاءت الصدف أن يغادر طالب الفريق مكرها تحث ضغط الحياح (الشاوش) الذي لعب دور قطاع الطرق باعتراضه سبيل هذا المدرب المقتدر؛ ونفس الشيء فعله (الشاوش) مع جمال السلامي؛ اذ اعترض سبيله مما جعله يضع شكاية لدى النيابة العامة بالجديدة وبعدها غادر الفريق.
وبالعودة الى هذا الموضوع فان بعض المدربين الأجانب من ذوي الكفاءة العالية تعرضوا بدورهم للهجوم أمثال رابح سعدان وفرانسو براتشي وكريستيان لونغ وغيرهم من المدربين مما ساهم في تدهور المستوى التقني للفريق.
التطاحنات والانشقاقات داخل المكاتب المتعاقبة على تسيير الفريق
عاش الدفاع الجديدي خلال العديد من الحقب على ايقاع التطاحنات والانشقاقات داخل المكتب المسير لأسباب مختلفة مما أثر على المردود العام للفريق؛ وتعود أسباب أغلب هذه الانشقاقات الى اختلاف الانتماء السياسي لأعضاء المكاتب المسيرة الذين غالبا ما كانوا ينتمون للمجلس البلدي للمدينة وينقلون خلافاتهم بهذه المؤسسة الدستورية الى الفريق؛ كما أن النزاع أيضا كان في بعض الأحيان يكون بسبب التسيير الفردي للبعض أو عدم اشراك الأعضاء الاخرين في القرارات الحاسمة.
أغلب المكاتب المسيرة المتعاقبة على تسيير الفريق تعجز على حل المشاكل المادية
ظل الفريق يعاني المشاكل المادية طيلة مساره الرياضي؛ وكان من أفقر الفرق الوطنية؛ اذ ظل يعتمد على عملية الاكتتاب حتى لا يقدم اعتذارا عاما مما جعل أغلب الرؤساء يفضلون بيع نجوم الفريق عوض تدبير الأمور والبحث عن محتضنين ومستشهرين لسد الخصاص المادي؛ بل كان هم هؤلاء المسيرين هو التهافت على الكراسي والتبجح دون أن يقدموا شيئا للفريق؛ والتاريخ شاهد على ذلك ويؤكده بالأرقام.
وكانت أغلب الجموع العامة يتم الاعلان فيها عن العجز الحاصل في الميزانية خلال التقارير المالية لتأكيد فشل المسيرين وعجزهم على حل المشاكل المادية.
المكتب الشريف للفوسفاط لم يفي بوعده فيما يخص (الاحتضان الشامل)
يتساءل أغلب المتتبعين للفريق الدكالي عن الاحتضان الشامل الذي أعلن عنه سابقا من طرف مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط؛ وكانت الجماهير الرياضية تظن بأن الدفاع الحسني الجديدي وضع قطيعة مع الخصاص المادي؛ وسيسطر برنامجا متكاملا يهدف الى تحقيق الألقاب؛ لكن لاشيء من هذا حصل؛ فسرعان ما تم تحديد المنحة في مليار و400 مليون سنتيم مما جعل المكتب المسير يعمل على ايجاد الحلول لتدبير العجز عوض التخطيط للألقاب وهو ما يستدعي تدخل عامل الاقليم الذي تدخل في شؤون الفريق في أكثر من مناسبة وفرض اسماء ضدا عن رغبة الجماهير الدكالية المحبة لفريقها.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة