استطاع رشيد عمروس، شاب مغربي طموح، أن يحقق إنجازات علمية هامة سمحت له بأن يجد لنفسه موطئ قدم عن جدارة واستحقاق وسط عمالقة العلوم الكيميائية داخل وكالة الفضاء اليابانية "جاكسا"، مُتوّجا بذلك مسارا علميا مُشرفا بدأه من بلده المغرب، مرورا بفرنسا، لينتهي به المطاف في بلاد الشمس المُشرقة.
ويعمل عمروس حاليا مهندس أبحاث وتطوير بوكالة الفضاء اليابانية "جاكسا"، وينحدر من أصول دكالية، وبالضبط من منطقة "أولاد فرج" بإقليم الجديدة...وبعد حصوله على شهادة الإجازة في علوم الكيمياء بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة بميزة حسن الرتبة الأولى سنة 200، التحق بجامعة "بواتيي" بفرنسا ليكمل الدراسات المعمقة في كيمياء الحفازات الكيماوية والبيئة. وحاز رشيد، في ربيعه السابع والعشرين، على شهادة دكتوراه الدولة الفرنسية سنة 2010 بميزة "مشرف جدا" بنفس الجامعة، وذلك بشراكة مع الشركة الفرنسية لإنتاج الغازات ووكالة الفضاء الفرنسية. وبعد ذلك بسنة واحدة التحق الشاب "الدكالي" بوكالة الفضاء اليابانية للاشتغال في سلسلة من البحوث التي تخص إشعال السوائل الطاقية بواسطة الحفازات الكيماوية.
ويطمح عمروس، ضمن مشروعه العلمي رفقة زملائه اليابانيين، إلى إمكانية تبديل "الهيدرازين" كوقود طاقي سام وخطير بسوائل أخرى أقل خطورة، وكذا التحكم في مسار الأقمار الاصطناعية بتجريب العديد من الدواسر الكيماوية.
وقال عمروس، في تصريحات خص بها هسبريس، إنه يشعر بالفخر والشرف الكبير بتحقيق عدد من الإنجازات العلمية في بلد يتطور بسرعة في مجال علوم الفضاء، والتي كانت حكرا فقط على الولايات المتحدة وأوروبا.وتابع العالم المغربي بأن العمل في اليابان، المعروفة بصرامة مواطنيها وانضباطهم الشديد، مكنه كمغربي يعتز بتمثيل بلده أحسن تمثيل من تقديم الصورة المثلى للبلد في أقصى شرق الكرة الأرضية، لافتا إلى أن التجربة اليابانية أتاحت له تطوير طاقاته بسرعة متناهية، لأن "هذا الشعب يضع لك طريقا مفروشا بالورود في سبيل الحصول على النتائج المرجوة"، يؤكد عمروس.
وخلص الباحث إلى أن "المغرب مليء بالطاقات الشابة، والقليل من الاهتمام بها سيجعلها تضاهي طاقات الدول المتقدمة في شتى الميادين"، مشيرا إلى ضرورة "التركيز على التعليم والاعتناء باللغة الأم، وهذا ما جعل اليابان تقفز من لا شيء لتنافس أمريكا بأكملها".
وجدير بالذكر أن رشيد عمروس قام بنشر أبحاثه في كبريات المجلات العلمية العالمية، وكذلك مناقشتها في العديد من المؤتمرات الدولية التي تهتم بشؤون الفضاء، كما أنه فاز أخيرا بجائزة أحسن عرض علمي بمؤتمر عالمي في مدينة كيبيك بكندا.
منقول عن موقع هسبريس
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة