في الوقت الذي انتظر فيه سكان الجديدة المتضررون من مقاهي الشيشة المتواجدة بالمدينة، تفعيل القرار العاملي بمنع تداول الشيشة بمقاهي المدينة، تفاجئ الجديديون قبل أيام بحملة محتشمة شنتها السلطات المحلية، وذلك على خلفية افتتاح مقهى جديدة للشيشة بشارع محمد السادس بوسط المدينة.
فقد أقدم باشا مدينة الجديدة، المعين حديثا، مصحوبا بقائد المقاطعة الحضرية الثالثة، الأسبوع الماضي على شن حملة قادته إلى مقاهي الشيشة المتواجدة بشارعي محمد السادس و محمد الخامس بوسط المدينة. وهي الحملة التي انتهت بحجز العشرات من قنينات النرجيلة ، دون أن يتم إيقاف أي احد من مسيري المقاهي أو من زبناءها، على غرار ما تقوم به السلطات في باقي مدن المملكة. وحسب شهود عيان، عاينوا هذه الحملة عن القرب، فقد كانت حملة فقط من أجل ذر الرماد في العيون، فلم تكتمل الأربعة و عشرون ساعة، حتى عادت كل المقاهي إلى العمل بشكلها المعتاد دون حسيب أو رقيب.
و ما يثير الاستغراب، حسب ما عاين أحد الشهود، أن العشرات من قنينات النرجيلة، التي تم حجزها، هي من النوع المنتهي الصلاحية، أو القديمة التي لم تعد صالحة للاستعمال، الأمر الذي يطرح معه عدة تساؤلات حول ما إذا كان أرباب المقاهي المذكورة، كانوا على علم بوجود حملة مرتقبة، من أجل القيام باستبدال العشرات من قنينات النرجيلة الجيدة بقنينات أخرى قديمة، للتقليل من خسائر الناجمة عن الحجز، أم أن للأمر أسباب أخرى.
في السياق ذاته يتساءل عدد كبير من سكان المدينة، عن السبب الذي جعل السلطات تلتزم الصمت بعد قيام أحد المقاهي المتواجدة بشارع محمد السادس، قبل أسبوعين، بتقديم الشيشة الى زبنائها، في تحد سافر لقرار عامل الإقليم بمنع تداول واستهلاك الشيشة بمقاهي المدينة، علما أن المقهى المذكورة لا تبعد كثيرا عن مقر باشا المدينة المتواجد ببلدية الجديدة. و من غريب الصدف أيضا أن قرار المقهى بتقديم الشيشة لزبناءها جاء أيام فقط بعد نقل مقر الشرطة القضائية من شارع محمد السادس إلى المبنى الرئيسي للأمن الإقليمي، علما أن هذه المقهى لا تبعد كثيرا عن المقر السابق للشرطة القضائية.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة