رفعت السلطات الأمنية بالجديدة وسيدي بنور، درجة تأهبها، بمناسبة احتفالات رأس السنة الميلادية 2013. حيث اتخذت جملة من التدابير الاحترازية، للتصدي بشكل استباقي لما قد يعرفه الشارع العام، وبعض الأماكن العمومية بعاصمة دكالة، من سلوكات متهورة، تخرج عن نطاق القانون والأخلاق العامة.
وكان رئيس الأمن الإقليمي، المراقب العام نور الدين السنوني، اجتمع بالمسؤولين الأمنيين لدى المصالح الداخلية والخارجية للأمن الإقليمي، وأطلعهم على استراتيجيته الأمنية، بغية مواجهة تجليات الجريمة أو أي حدث طارئ، قد يعكر احتفالات رأس السنة الميلادية، متشبعا في ذلك بتوجهات وتوجيهات المدير العام للأمن الوطني بوشعيب ارميل، والتي كان عممها على مختلف المصالح الأمنية الداخلية والخارجية في المغرب.
وحسب مصدر مطلع، فإن التغطية الأمنية شملت 100 في المائة مدينة الجديدة، والتي تم تقطيعها ترابيا وأمنيا إلى 5 قطاعات. ودخل تفعيل الترتيبات الأمنية، على الساعة الخامسة من مساء ليلة الاثنين الماضي، حيث عرفت مختلف أحياء المدينة وشوارعها، ومداراتها، انتشارا مكثفا للدوريات الراكبة والراجلة، وشملت التغطية الأمنية كذلك 18 دوارا متاخما للجديدة، بعد دخولهم أخيرا المجال الحضري للمدينة. فيما واصلت الدوائر الأمنية الخمسة عملها بشكل عاد ومسترسل، من الساعة الثامنة والنصف من صباح الاثنين، وإلى غاية الساعة الرابعة من صبيحة اليوم الموالي (الثلاثاء)، الذي صادف فاتح يناير من السنة الميلادية الجديدة 2013.
كما فتح 11 مخفر لشرطة القرب، أبوابها في مختلف أحياء المدينة. ومكن الانتشار الأمني الواسع، على الدوريات الراجلة، وأزيد من 30 دورية راكبة، وفرقة الدراجين "الصقور"، والعناصر الأمنية بالصدريات اللامعة، من الحد من تجليات الجريمة، وتقليصها إلى أدنى معدلاتها، حيث جرى اعتقال 36 شخصا، ووضعهم تحت الحراسة النظرية، جلهم من أجل السكر العلني البين، أو السكر المقرون بإحداث الفوضى، وكان ضمن الموقوفين، مشتبها بهم، كان البحث جاريا في حقهم، من قبل المصالح الأمنية والدركية. ونظرا لنجاعة التدخلات الأمنية، فقد تم إيقاف سارق بالخطف، ضبط متلبسا بمحاولة انتزاع حقيبة يدوية، من سيدة في الشارع العام. وتمكن المتدخلون الأمنيون من حجز 200 إطار مطاطي، كان بعض المتهورين يعتزمون إضرام النار فيها، في أجواء تذكر بإحياء ذكرى عاشوراء. حيث تم انتداب السلطة المحلية، ممثلة في القياد وأعوان السلطة من شيوخ ومقدمين، لإجلاء العجلات إلى مطرح النفايات. وكان المسؤولون الأمنيون بالجديدة توصلوا بالتزامات من أصحاب المحلات المرخص لها ببيع الخمور، يتعهدون فيها بغلاق أبواب محلاتهم في الأوقات المحددة قانونا.
ولم تعرف الفنادق السياحية المصنفة، أو الأماكن العمومية التي يتردد عليها السياح الأجانب، أي عمل مناف للقانون، أو يتهدد سلامتهم الجسدية، إثر المراقبة الأمنية اللصيقة والثابتة، والتي كان يشرف عليها شخصيا رئيس الأمن الإقليمي، ومساعدوه من رؤساء المصالح الأمنية، وفي مقدمتها مصلحة الاستعلامات العامة، والمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية. وحسب الشهادات التي استقاها موقع "الجديدة24"، فإن المواطنين أحسوا أن بإمكانهم التجول والسير في الشارع العام، في أمن وأمان في الشارع، خلال ليلة رأس السنة، على خلاف السنوات الماضية، حيث كان بعضهم يفضلون البقاء في منازلهم، تفاديا للمشاكل، وتعريض أنفسهم للاعتداءات الجسمانية، والسرقات بالخطف والنشل، وسماع عبارات نابية، يتلفظ بها السكارى. و
كانت عاصمة دكالة عرفت بالمناسبة، ليلة رأس السنة الميلادية2011 و2012، في عهد المسؤول الأمني السابق، الذي شغل بالنيابة، منذ شهر ماي 2010، منصب رئيس الأمن الإقليمي، (كانت عرفت) انفلاتات أمنية، وفوضى عارمة في الشارع العام، واعتداءات إجرامية، واستشراء مقلقا لمحلات بيع الخمور بشتى أنواعها، في بعض الأزقة والدروب، والذين يعرفون ب"الكرابة". ولم تعد لمظاهر التسيب هذه، أي أثر، بعد أن تم تعيين المسؤول الاستعلاماتي، المراقب العام نورالدين السنوني، على رأس الأمن الإقليمي للجديدة.
وعرفت حركات السير والجولان في مختلف شوارع الجديدة ومركزها، وأهم مداراتها، سيولة في التحرك، إثر التنظيم المحكم الذي أشرف عليه شرطيو المرور، تحت إشراف رئيس الهيئة الحضرية محمد قطري. ولم تتعد حوادث السير، ليلة رأس السنة، داخل المدار الحضري، 5 حوادث بأضرار مادية خفية، بعضها بجروح بسيطة.
وبمدينة سيدي بنور، لم يختلف الوضع الأمني ونجاعته، ليلة رأس السنة، عن الوضع الأمني بالجديدة. حيث تعبأت 8 دوريات راكبة، وسيارتا الخدمة، كان يستعملهما رئيس المنطقة الأمنية الإقليمية، ورئيس الهيئة الحضرية. وعرفت المدينة انتشارا واسعا للعناصر الأمنية، والتي بلغ عددها 50 رجل أم بالزيين المدني والرسمي، معززين ب 20 فردا من القوات المساعدة. ولم تسجل بالمدار الحضري، أية حادثة سير، فيما تم اعتقال 6 أشخاص، 5 من أجل السكر، وواحد من أجل الاتجار في المخدرات. وحسب شهادات المواطنين، فإن الإحساس بالأمن والأمان كان سائدا بسيدي بنور، جراء التغطية الأمنية الواسعة، والانتشار الواسع للدوريات الراكبة والراجلة، بما فيها أساسا العناصر الشرطية بالصدريات اللامعة، وذلك تحت الإشراف الفعلي والتواجد الميداني لرئيس المنطقة الأمنية الإقليمية، العميد الممتاز عبد الغني عقيدة. ما خلف استحسانا لدى الشارع البنوري وعامة المواطنين. وحظيت بالمناسبة التدابير الأمنية الاحترازية، بتنويه وتقدير مصطفى اضريس، عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي بنور، والذي قضى ليلة بيضاء، وهو يتتبع الوضع عن كثب، وأولا بأول، منذ دخولها (الترتيبات الأمنية) حيز التفعيل، على الخامسة من مساء الاثنين، وإلى حدود الرابعة من صبيحة اليوم الموالي (الثلاثاء).
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة