استنفرت رضيعة كانت تعرضها والدتها لخطر الموت، ظهر الأحد الماضي، الفرقة السياحية لدى أمن الجديدة، وسيارة الإسعاف من الوقاية المدنية (الصورة). وانتقل المتدخلون إلى شارع محاذ من جهة الخلف للسوق المركزي بالجديدة، وانتزعوا صغيرة من مخالب موت محقق، جراء إقدام والدتها على تعنيفها الجسدي، ومحاولة التخلص منها، برميها في بالوعة الصرف الصحي، بعمق حوالي 3 أمتار.
وعلمت "الجديدة24" من خادمات بيوت اتخذن من شارع محمد الرافعي موقفا لهن، لعرض خدماتهن على الزبناء، أن أما عازبة، في عقدها الثالث، كانت في حالة غير طبيعية، تحت تأثير الكحول، وكانت تعرض رضيعتها التي لم تتخط ربيعها الأول، للضرب المبرح، وكانت تعتزم رميها في بالوعة. ما حدا بإحداهن إلى ربط الاتصال بالشرطة، والتبليغ عن النازلة. وعممت قاعة المواصلات، تبعا لذلك، برقية عبر الجهاز اللاسلكي، تفيد بضرورة الانتقال إلى المكان المستهدف بالتدخل الاستعجالي. وعاينت "الجديدة24" دورية تابعة للفرقة السياحية، وعناصر من الوقاية المدنية، انتزعوا في الوقت المناسب، من الأم العازبة، رضيعة في ربيعها الأول، كانت عارية الجسد. حيث تم أخذها إلى داخل سيارة الإسعاف، فيما أبدت الأم مقاومة شرسة، وكانت تمتنع عن مرافقة المتدخلين، على متن سيارة الإسعاف. وكانت في حالة غير طبيعية، تحت تأثير الكحول، الذي كانت تناولته بجرعات وكميات زائدة، حسب الحالة التي عاينتها الضابطة القضائية، تحت جميع مواصفاتها وأعراضها القانونية. ونظرا لكون الكميات الزائدة من مسكر ماء الحياة "الماحيا"، والتي تناولتها الأم العازبة، من شأنها أن تعرضها للخطر، أو قد تودي بحياتها، ونظرا لحالتها النفسية والعقلية المضطربة، فقد ارتأت الضابطة القضائية نقلها على متن سيارة الإسعاف، عوض دورية التدخل الأمني، وإحالتها من ثمة على وجه السرعة، بمعية رضيعتها، على المركز الاستشفائي الإقليمي، عوض استقدامها إلى مصلحة المداومة، والتي كانت الدائرة الأمنية الخامسة، تؤمن مهامها، ووضعها تحت تدبير الحراسة النظرية.
وأشعرت الضابطة القضائية نائب وكيل الملك المداوم لدى محكمة الدرجة الأولى بالجديدة، والذي ارتأى إحالة الأم العازبة على قسم الأمراض النفسية والعقلية بمستشفى محمد الخامس، والاحتفاظ بالرضيعة بعيدا عن والدتها، التي باتت تشكل تهديدا على حياتها، وسلامتها الجسدية. حيث تقرر الاحتفاظ بالرضيعة، بعد القيها العلاجات الضرورية، داخل دار الحضانة "الصبان"، الخاصة برعاية وتربية الرضع المتخلى عنهم، والذين غالبا ما يكونون ثمرة علاقة جنسية غير شرعية، خارج مؤسسة الزوجية.
وحسب المعلومات التي استقتها "الجديدة24"، فإن الأم العازبة، والتي تتحدر من منطقة دكالة، كانت حلت، منذ 3 سنوات، بعاصمة دكالة، رفقة صغيرة، أنجبتها سفاحا، وكانت تتردد نهارا على ميناء الصيد البحري، للتزود بما تقتات به وطفلتها من أسماك. وكانت تبيت ليلا في شوارع وأزقة المدينة، وحدائقها، وبناياتها المهجورة. وكانت صغيرتها البالغة حاليا 8 سنوات، تتعرض لمعاملة قاسية، ما استدعى تدخل الجهات المعنية، التي انتزعت منها الطفلة، وأحالتها على جمعية تعنى بالأطفال المتخلى عنهم، كائن مقرها قبالة الملعب البلدي لكرة القدم.
ولقيت رضيعتها التي لم تتعد بعد ربيعها الاول، سوء المعاملة ذاتها، حيث كانت الأم العازبة تعنفها، وكانت تتسول بها، وعندما تحصل على دراهم معدودة، كانت تقتني قنينة من مسكر ماء الحياة، من مركز تجاري بالجوار، وتقوم بملء الرضاعة بالمسكر، وتناوله لفلذة كبدها ممزوجا بالحليب. وكانت تعيش حياة التسكع والتشرد، وتقيضي الليل رفقة رضيعتها تحت رحمة الطبيعة، في الفضاء الخلفي لبناية إدارة شبه عمومية، تطل على شاطئ المدينة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة