بينما كان أفراد الفرقة الترابية للدرك الملكي بخميس متوح، التابعة لسرية الجديدة، منهمكين، السبت الماضي، في مباشرة عملهم الروتيني، تلقى قائد المركز الدركي، إخبارية تفيد بتواجد مروج للمخدرات، يحمل لقب "عميريت"، في "عشة" مقامة على أرض خلاء، على بعد بضعة كيلومترات.
المروج من العيار الثقيل، وكان البحث جاريا في حقه، من قبل الفرق الترابية لخميس متوح، وبني هلال، والعونات، والمركز القضائي بسيدي بنور، على خلفية الاتجار في المخدرات. وكان "عميريت" شوهد آخر مرة، قبل أن يتبخر في الطبيعة، بمعية مروج آخر ، لحظة تدخل دورية راكبة من دركية بني هلال، بغاية إيقافهما. حيث حاول الأخير الإفلات بجلدته، فارتمى في النهر. وبعد مضي أقل من أسبوع عن اعتباره في عداد المفقودين، جرى العثور عليه جثة متحللة، على بعد حوالي 4 كيلومترات من نقطة اختفائه في النهر.
تشكل فريق دركي إلى النقطة الجغرافية المستهدفة بالتدخل. وقبل الوصول، تلقى رئيس قائد المركز مكالمة هاتفية، تفيد بتواجد مروج آخر في طريقه صوب زميله "عميريت"، حيث تم توقيفه في المكان المبلغ عنه. وتابع المتدخلون الدركيون مسيرتهم نحو الهدف. غير أن "عميريت" كان غادر المكان، بغية اقتناء الطعام، وترك خلفه في "العشة"، فتاة كان يحتجزها، ويمارس عليها الجنس.
في اليوم الموالي، عاود الدركيون شن حملات تمشيطية واسعة النطاق، مكنت من إيقاف "عميريت". وأسفرت التحريات والبحث مع الأخير عن الكشف عن باقي عناصر العصابة الإجرامية، التي كان نفوذها يغطي صخور الرحامنة، وتراب إقليم سطات، ومنطقة بولعوان. وأفادت الضحية، الفتاة المحتجزة، أنها كانت رافقت بمحض إرادتها فتاتين إلى سيدي غانم بصخور الرحامنة، بتراب بن كرير، ونزلن ضيفات "خاصات" على 3 مروجين للمخدرات، ضمنهم "عميريت". حيث ظلوا يحتجزونهن في غابة، ويمارسون عليهن الجنس. واستغل "عميريت" الفرصة، وهرب إحدى الفتيات على متن دراجة نارية، وجاء بها، منذ زهاء أسبوع، إلى جماعة بولعوان بإقليم الجديدة، حيث ظل بدوره يحتجزها، ويمارس عليها الجنس.
استرسالا في الأبحاث والتحريات الميدانية، انتقل فريق دركي إلى صخور الرحامنة، لإيقاف مروجي المخدرات اللذين كانا يحتجزان الفتاتين. لكن نتائج التدخل كانت سلبية. وتمكنت الضابطة القضائية، أمس الأحد، في ظرف وقت قياسي، من وضع اليد على مروجين آخرين، شريكي"عميريت"، وإيقافهما. وقد كانا على علم باحتجازه الفتاة وممارسة الجنس عليه، ولم يعمدا إلى التبليغ عن النازلة.
وأودع المحققون مروجي المخدرات الأربعة الموقوفين، تحت تدابير الحراسة النظرية، من أجل البحث معهم، وإحالتهم بمقتضى حالة التلبس، على الوكيل العام للملك لدى استئنافية الجديدة، على خلفية "تكوين عصابة إجرامية، وترويج المخدرات، والاحتجاز، وهتك عرض بالقوة، وعدم التبليغ عن جناية"، كل حسب الأفعال المنسوب إليه. وأصدرت الضابطة القضائية مذكرتي بحث وتوقيف في حق الشريكين اللذين يوجدان في حالة فرار، واللذين كانا ينشطان بصخور الرحامنة. وخلف تفكك العصابة الخطيرة، وشل نشاطاتها الإجرامية، بمساعدة المواطنين، ارتياحا لدى سكان منطقة بولعوان والصخور السوداء، بعد حالة الرعب التي عاشوا على وقع كابوسها.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة