خبراء فرنسيون ومغاربة يعتبرون الجديدة أكثر المدن الساحلية عرضة لتسونامي
خبراء فرنسيون ومغاربة يعتبرون الجديدة أكثر المدن الساحلية عرضة لتسونامي

مرت سنة ونصف السنة على  أشغال مناظرة دولية حول تدبير المخاطر الجيولوجية على السواحل، في إطار شراكة بين كلية العلوم بالجديدة وجامعة بول فاليري بمونبيليي بفرنسا. وكان شارك في هذا الملتقى العلمي الكبير، 100 باحث من فرنسا والبرتغال والجزائر وتونس والمغرب .

 

وفي ختام حصيلة بحث ميداني قام به خبراء فرنسيون ومغاربة، اعتبروا الجديدة من أكثر المدن الساحلية المغربية عرضة لخطر تسونامي، في حال حركة تكتونية في الفوالق العميقة بخط الآصور بزلزال مابين 7 و9 درجة على سلم ريشتر، ينتج أمواجا بعلو قد يصل إلى 25 مترا وبسرعة مابين 600 و800 كيلومتر في الساعة أي ما يعادل سرعة الطائرة.

 

ووضع البحث العلمي الذي استغرق سنة كاملة، عدة سيناريوهات في حال تعرض الجديدة إلى غضبة مياه بحرية كتلك التي وقعت في أندونيسيا سنة 2008 واليابان سنة 2011 . ومنها سيناريو يعتبر الأمواج العاتية لكي تصل من مركز الزلزال إلى الجديدة ستقطع حيزا زمنيا قدره 52 دقيقة، وستغمر المياه يابسة المدينة بحوالي 500 متر إلى كيلومتر، وأن أحياء مثل درب البركاوي وسيدي الضاوي والقلعة وشارع محمد الخامس والرجيلة ووسط المدينة ستغمرها المياه بسرعة، وأن المقاهي الشاطئية ستكون لقمة سهلة لتسونامي.

 

كما أن العديد من المؤسسات الإدارية كالبلدية والاستثمار الفلاحي والفنادق ومقر الوقاية المدنية والدرك الملكي كلها تدخل ضمن دائرة الخطر.

 

وبموازاة مع ذلك كان فريق البحث وضع أمام ساكنة المدينة خريطة منافذ النجاة في حال وقعت الكارثة ، معتبرا أماكن مثل البلاطو وكدية بن إدريس مؤمنة من تسونامي.

 

كما أن الفريق ذاته اجتهد في إجراءات استباقية وضعها رهن إشارة الوقاية المدنية والسلطات، لتدبير الكارثة لا قدر الله وفق احتمالات متعددة.

 

وأوصى الباحثون بضرورة توفر المدينة على جهاز إنذار مبكر مرتبط بالمرصد الدولي للكوارث الذي يتلقى عادة أنباء ها بعد 20 دقيقة من وقوعها.

 

يذكر أن البحث الدولي حول خطر تسونامي على الجديدة، أملته واقعة تاريخية تعود إلى زلزال قوي كان ضرب على مستوى لشبونة سنة 1755 أي قبل 276 سنة من الآن، وبلغ صداه مدينة الجديدة التي ارتفعت فيها أمواج البحر وجرفت أحجارا كبيرة نحو اليابس ورمالا لازالت أثارها بادية إلى حد الآن.

 

لكن وبعد مرور سنة ونصف على حصيلة هذا البحث العلمي الميداني ، لم تؤخذ نتائجه بالجدية اللازمة ولم يجر تفعيل بعض من توصياته الأساسية وفي مقدمتها الانخراط في المرصد الدولي للكوارث بباريس .

 

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة