لا تسألوني من أنا ..؟؟
قد كنت يوما كوكبا تسكنه أناسا عديدة.
لا تسألوني من أنا ..؟؟
قد كنت يوما عالما يؤويه أحلام عديدة.
لا تسألوني من أنا ..؟؟
قد كنت يوما شاطئا تقصده أفلاك عديدة.
لا تسألوني من أنا ..؟؟
قد كنت يوما قربانا لآلهة عتيدة.
و اليوم تساقطت أوراقي و عدت بأثواب بالية.
لا تسألوني من أنا ..؟؟
فما عدت إلا لأرثي أحلامي البعيدة.
لا تسألوني من أنا ..؟؟
أنا خميس الزمامرة كنت يوما أرى أنى أنثاه الوحيدة.
هل عرفتم من أنا ..؟؟ أحيانا نعشق أماكن كثيرة، ليس لجمالها، بل نعشقها لأنها جمعتنا بمن نحب، و هذا عشقنا لكوكب تسكنه أناس عديدة عشقت خميس الزمامرة و عاينت أوراق خريفها المتساقطة، و قربانا لآلهة فرعون البخسة، فأين أنت يا موسى لتأديبهم بعصاك الوحيدة.
لقد كانت الزمامرة كوكبا يسبح في فلكه، و عالما زاهرا، و بحرا عامرا، بمعمله للسكر، بسوقه، بمدارسه، بمصحاته، بمساجده، كل في حركة دءوبة، إلى حين مجيء حركة التغيير الكاذبة ليس بمسارها و لكن كاذبة بتغييرها الغاشم، فكانت أول ورقة تسقط في لحظات حسبها أهل كوكب الزمامرة حلما سيأتي تفسيره على يد نبي متنبي، يقدم معمل السكر قربانا لآلهة العولمة، و خوصصة المؤسسات، تحت حجة التغيير ليظل مالكا للكوكب بعد زوال البقرات العجاف، و تأتي بعد امة بقرات سمان، و ذلك تأويل لرحيل السبع السمان إلى سيدي بنور و بقيت خميس الزمامرة بثوب بال ترثي أحلامها، على لسان سحرتها.
تحضرني حكاية لغاندي كان يجري بسرعة للحاق بقطار، و بدا القطار بالسير، و عند صعوده القطار سقطت من قدمه إحدى فردتي حدائه، فما كان منه إلا أن خلع الفردة الثانية، و بسرعة رماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار.
فتعجب أصدقاؤه، و سألوه. لماذا رميت فردة الحداء الأخرى؟ فقال غاندي الحكيم:
أحببت للفقير الذي يجد الحداء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما، فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده و لن استفيد أنا منها أيضا.
في بديل الكلام حكمة غاندي ناولت الفقير الفردتين من الحداء ليستفيد منهما عند التقاط الغنيمة، أما مكر السحرة و غضب الآلهة الفرعونية فأسقطت ورقة الأحلام البعيدة لخميس الزمامرة، دون أن تبالي بعبدتها التي تقدم لها القرابين على طابق زهري، لتحمل فردة الحداء هذه المرة اسم طبيب المصحة المركزي الذي غادرها دون رجعة، على سكة قطار غاندي التي لا تبقي و لا تذر لواحة للبشر، و من تابع عشق خميس الزمامرة لا بد له أن يفترش أديم أرضها، تساقط عليه أوراق خريفها رطبا بلا انقطاع، لترثي لسان حالها لما كانت يوما ترى أنى أنثاه الوحيدة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة