في حوار مع عبد الحق بنشيخة .. اللائحة الحالية للفريق ليست نهائية والبقاء للأصلح
في حوار مع عبد الحق بنشيخة .. اللائحة الحالية للفريق ليست نهائية والبقاء للأصلح

استطاع مدرب الدفاع الحسني الجديدي الجزائري عبد الحق بنشيخة في زمن قياسي وبفضل حنكته وتجربته الكبيرة التي راكمها لسنوات طويلة في مجال التدريب في المغرب العربي والخليج ، أن يرسم لنفسه مكانة خاصة في قلوب الدكاليين ، وذلك بفضل جديته وعمله الاحترافي الذي يقوم به من أجل إنجاح مشروعه الذي يحمله معه إلى الجديدة التي يسعى إلى إحداث ثورة كبيرة داخل فريقها المحلي وإعادته إلى الواجهة من جديد ،وإلى جانب شخصيته الكاريزماتية التي تعد واحدة من نقاط قوته ، يملك المروض السابق لثعالب الصحراء أسلوبا راقيا في التعامل مع اللاعبين ، وله أيضا قدرة كبيرة على التواصل والإقناع ويرفض لغة الخشب..، كلها عوامل تجعل منه مدربا محترفا بكل ما تحمله من معنى ، في هذا الحوار يقدم بنشيخة كشفا أولية لوضعية فريقه الحالي وبرنامجه الإعدادي ، ويرسم خارطة طريقه رفقة فرسان دكالة الذين يتأهبون لدخول غمار المنافسات الرسمية بدءا من يوم 23 غشت الجاري .

 

بعد ثلاثة أسابيع قضيتها على رأس الإدارة التقنية للدفاع الذي خاض مجموعة من المراحل الإعدادية بالجديدة ، هل كونت حتى الآن فكرة شاملة حول المجموعة الدكالية ؟

 

-بنشيخة: الحمد لله ، الأجواء داخل الدفاع الجديدي  حتى الآن جيدة جدا ، وأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح الذي يسعى إليه كل الدكاليين ، لا أخفي عنكم سرا إذا قلت لكم بأنني كنت متخوفا  في بداية التحضيرات ، لأنني سمعت كلاما كثيرا حول الفريق وما يحيط به قبل مجيئي للجديدة ، لكن مع توالي التداريب وقفت على وأمور إيجابية شجعتني على الاستمرار في منصبي ، بكل صراحة لمست أن هناك روح أسرية قوية تجمع بين أفراد المجموعة ككل ، وأيضا حصل تجاوب كبير بيني وبين اللاعبين ، خلال التحضيرات الأولى كونت فكرة على الإمكانيات الفردية للعناصر الجديدية ، والآن أصبحت لدي نظرة شاملة على الأداء الجماعي للفريق ، خاصة مع توالي التداريب والمباريات التجريبية سواء التي قمنا بها فيما بيننا أو ضد أندية أخرى ، مع أن المحكات الودية لا تقدم للطاقم الفني صورة حقيقية على المستوى الذي وصل إليه النادي تقنيا وبدنيا وتكتيكيا ، صحيح أن لكل فريق نقاط ضعفه وقوته ، لكن رغم ذلك  أنا متفائل بالمجموعة الحالية التي تكد وتجتهد كل يوم  لتقديم مردود أفضل ، ولمست أن هناك تحسن ملحوظ داخل الفريق على كافة المستويات ، أن هناك إرادة قوية ورغبة جامحة لدى اللاعبين لتطوير أدائهم الفردي والارتقاء بالمنتوج الكروي للفريق الجديدي  ككل إلى مستويات أفضل .

 

ماهي المراحل الإعدادية المتبقية للفريق ليكون جاهزا للموسم الكروي الجديد؟

 

-بنشيخة: فضلت أن نخوض المراحل الإعدادية الأولى التي صادفت حلول شهر رمضان الأبرك ، كلها في الجديدة والتي دامت قرابة ثلاثة أسابيع ، ثم دخلنا بعد ذلك في تربص إعدادي مغلق لمدة عشرة أيام بالغولف الملكي بالحوزية بمشاركة 25 لاعبا ، وبعد استفادة اللاعبين من يومين راحة لقضاء عطلة العيد بين أهلهم وذويهم ، عاد الفريق نهاية الأسبوع الماضي لاستئناف تداريبه ، حيث واجهنا أمس في خامس محك اختباري ، وبدءا من يومه الاثنين سنشد الرحال إلى مدينة الدار البيضاء للدخول في تجمع تدريبي مغلق ثان سيمتد إلى غاية يوم 18 غشت الجاري والمشاركة في دوري أحمد النتيفي الذي سيكون محكا اختباريا هاما لفريقي للقياس مدى جاهزيته للاستحقاقات الكروية القادمة ، مع العلم أن المباريات الودية كما سبق وأن أشرت لا تقدم للطاقم التقني والجمهور الرياضي صورة حقيقية على الأداء العام للنادي الذي عادة ما ينكشف بشكل جلي بعد دخول اللاعبين في أجواء المنافسات الرسمية ، وسيتيح لنا دوري النتيفي أيضا فرصة للتعرف على خصومنا والأشواط التي قطعوها في برنامجهم الإعدادي وكذا مستواهم التقني ، بعد ذلك سنعود إلى الجديدة لوضع آخر الروتوشات على المجموعة الجديدية قبل ضربة البداية التي حدد لها تاريخ 23 غشت الجاري .

 

بعد سلسلة من الاختبارات ،كشفت مؤخرا عن لائحة أولية تضم 25 لاعبا شاركت في التجمع الإعدادي بالحوزية ، هل اقتربتم من تحديد اللائحة النهائية المؤهلة لخوض المنافسات الرسمية للموسم المقبل ؟

 

-بنشيخة: أولا أود أن أصحح بعض الأمور ، فاللائحة التي أعلنت عنها مؤخرا هي لائحة تربص وليست نهائية ، وقد أسال هذا الموضوع الكثير من المداد في الصحافة المحلية والوطنية وخلف ردود فعل قوية داخل الشارع الرياضي الدكالي ، وكان لهاته التأويلات الخاطئة وقع سلبي على نفسية بعض اللاعبين ، فمثلا الحارس لاما الذي كان خارج أرض الوطن لتأدية مناسك العمرة تم إخباره هاتفيا من طرف بعض الأشخاص سامحهم الله بأنه أسقط من اللائحة الرسمية ، وهل يعقل أن أوجه الدعوة للاعب موجود في البقاع المقدسة للمشاركة في معسكر إعدادي؟ لو حصل ذلك كان الفريق الجديدي سيتحول إلى مدعاة للسخرية ، فهذه اللائحة كما سبق وأن أشرت تهم اللاعبين المؤهلين للدخول إلى معسكر الحوزية ، وستبقى مفتوحة ومرشحة للتغيير لأن البقاء للأصلح ، وسأحسم بشكل نهائي في المجموعة الرسمية للدفاع بعد تربص البيضاء ، لأننا ما زلنا مازلنا في أمس الحاجة إلى قطع غيار جديدة محلية وأجنبية لتقوية الرصيد البشري للفريق خاصة على مستوى دكة الاحتياط ، وقد التحق بنا المهاجم الدولي الغابوني يوهان لونغوالاما ، وننتظر بين الحين والآخر وصول مهاجم غيني يدعى سوما نابي المهاجم السابق للفيصلي السعودي ، والذي سبق وأن تعرفت عليه لما كان يمارس بالصفاقسي التونسي ، حيث سنخضعهما للتجربة ، وإذا توفقا في الاختبار ، لن نتردد في ضمهما إلى صفوف النادي ، ما دام أنهما سيقدمان الإضافة المرجوة لخط هجوم الدفاع ، وإذا لم ننجح في إبرام تعاقدات جديدة في الميركاتو الصيفي ، فسنكتفي بالمجموعة الحالية ، مع أنه في رأيي الخاص لابد من القيام بانتدابات قيمة حتى تظل المنافسة شريفة بين العناصر الجديدية في مختلف المراكز ، وأؤكد بأنه لا أحد ضمن مكانته الرسمية حتى الآن ، وأخبرت اللاعبين بذلك بعد خوضنا لإحدى المباريات التجريبية ، وكلهم تقبلوا القرار بروح رياضية عالية مما يعني أنهم انخرطوا تلقائيا في مشروع الفريق الذي توافقت بشأنه مع المكتب المسير .

 

هل صحيح أنك كنت تفكر في تغيير الطاقم المساعد الحالي للدفاع والاستعانة بأطر تقنية  جزائرية تثق في كفاءتها وتساعدك على إنجاح مشروعك داخل الفريق الجديدي ؟

-بنشيخة :مادام أن اللاعبين أخضعهم للتجربة  للحكم على مؤهلاتهم ، فالشئ نفسه ينبغي القيام به مع المؤطرين ، فبكل صدق لحد الساعة أنا مرتاح لطاقمي المساعد وللعمل الاحترافي الكبير الذي يقوم الثلاثي عبد الرزاق بلعربي ، نور الدين لغماتي وحسن لمزاوري ، هناك تجاوب كبير بيني وبين هؤلاء المؤطرين أثناء التداريب ، سمعت أن جهات خارجية تحاول الدفع بأسماء مقربة منها للاشتغال داخل الفريق الجديدي ، كما توصلت برسائل الكترونية "إيمايل " لسير ذاتية لبعض المدربين يعرضون خدماتهم على النادي ، لكنني اعتذرت لهم ، وطلبت منهم أن يتقوا الله في أنفسهم ، لأنهم بكل أسف يريدون قطع الأرزاق على زملاء لهم في المهنة ، وإذا أثبت طاقمي الحالي فشله في أداء مهمته ، آنذاك سأغيره دونما انتظار المشورة من أي كان ، مادام أن الهدف واحد وهو خدمة مصلحة الفريق .

 

 

حاوره : أحمد منير (المنتخب)

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة