جرت العادة أن تكون مناسبة الوضع سارة ومشوقة للأمهات الحوامل ولعائلاتهن، لكن فجر هذا اليوم الخميس، لم تكن الأمور كذلك بقسم إنعاش مستشفى محمد الخامس .
إذ تحولت فرحة عائلتين من الجديدة وسيدي إسماعيل باستقبال مولود جديد، إلى مأتم غلفه حزن وأسى عميقين جراء وفاة سيدتين حاملتين أثناء عملية وضع قيصرية خضعتا لها فجر يومه الخميس بقسم التوليد بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة .
إلى ذلك وفي التفاصيل كانت سيدة أولى تبلغ من العمر 38 سنة ، أحست بوجع الوضع فزارت قسم التوليد سالف الذكر يوم الثلاثاء الأخير أي قبل يومين ، وتم الاحتفاظ بها بالقسم ذاته حسب إفادة أقاربها ، بينما السيدة الثانية التي تبلغ من العمر 40 سنة وتتحدر من سيدي إسماعيل دخلت القسم ذاته زوال أمس الأربعاء بعد أن راودها هي الأخرى ألم الوضع .
وفجر اليوم الخميس وأثناء وضعهما لمولودين ما زالا على قيد الحياة ، دخلتا في غيبوبة لم ينفع معها إدخالهما إلى قسم العناية المركزة لتلفظا أنفاسهما ، مخلفة الأولى 4 أطفال والثانية 6 أطفال .
وعقب حدوث الفاجعة التي هزت قسم الولادة بمستشفى محمد الخامس بالجديدة فتحت إدارة المؤسسة الاستشفائية بحثا لتحديد الظروف التي تكون أحاطت بموت أمين في ضيافة وزارة الصحة العمومية ، والتأكد مما إذا كان الأمر يتعلق بإهمال كان السبب وراء ذلك .
ولمزيد من التوضيحات تم ربط الاتصال هاتفيا بالدكتور رضوان بوسافي مدير مستشفى محمد الخامس ، الذي تأسف بداية لوفاة الأمين وقدم تعازيه الحارة لعائلتيهما ، مؤكدا أن مكوث الهالكتين بقسم التوليد لم يتعد 24 ساعة فقط ، وأنهما تعرضتا إلى نزيف حاد على سرير الوضع، لم تنفع معه جهود طاقم طبي متخصص مكون من طبيبة توليد وطبيب منعش وممرضات ، ومدهما بكميات كبيرة من الدم ، مؤكدا في الوقت نفسه أن تحريات تأخذ طريقها للتأكد ما إذا كانتا تتابعان وضعية حملهما بشكل منتظم أم لا ، واستطرد بوسافي أن قسم التوليد بالجديدة عرف خلال 2012 مامجموعه 9800 ولادة جديدة ، دون أن يخفي أن إقليم سيدي بنور يصرف مشاكله على حساب مستشفى الجديدة ، مشددا أن اجتماعا طارئا يعقد غدا مع الفريق الطبي الذي كان أشرف على عملية توليد السيدتين الهالكتين ، لاستجماع كل المعطيات الموضوعية في قضية وفاتهما بقسم الإنعاش .
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة