نظمت النقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية التابعة للكنفدرالية الديموقراطية للشغل بالجديدة صبيحة أول أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام مقر رئاسة جامعة شعيب الدكالي بالجديدة.

وجاءت الوقفة تنفيذا لقرارات المجلس الوطني الداعية إلى خوض أشكال إحتجاجية ونضالية في ظل تدني مستوى التعليم العالي واندحار ترتيب الجامعات المغربية في التصنيف العالمي وكذا بسبب السياسات المتعاقبة التي لم يتمكن المسؤولون خلالها الوفاء بالتزاماتهم تجاه موظفي القطاع.

إلى ذلك اعتبر المحتجون في بيان لهم وزع خلال الوقفة الاحتجاجية تتوفر "الجديدة24 " على نسخة منه، أنه وبعد تدارس الوضع بالجهات واستمرار تردي أوضاع موظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية ومحاربة العمل النقابي ببعض الجامعات، وبعد تفاقم مؤشرات الأزمة التي يعرفها القطاع من اكتظاظ وتدني البنية التحتية والخصاص المهول في الموارد البشرية وما تم تسجيله من انحباس في العلاقة بين النقابة والوزارة الوصية نتيجة عدم الوفاء بالوعود التي قطعها الوزير على نفسه، وعدم تنفيذ الالتزامات في ظل غياب رؤية استراتيجية واضحة لدى الحكومة في تدبير القطاع وضعف أداء الوزير وطاقمه، فقد كان من الضروري تسطير برنامج نضالي واضح يبتدئ بوقفة احتجاجية أمام المكتب الوطني للأعمال الاجتماعية والثقافية بالرباط يوم 11 شتنبر يليه أسبوع احتجاجي من 1 أكتوبر الجاري وإلى غاية السابع منه بجميع الأحياء والمؤسسات الجامعية مع وضع طلبات انتقال جماعية إلى وزارات أخرى، وتنظيم وقفة احتجاجية يوم 8 أكتوبر أمام رئاسات الجامعات.

هذا ورفض المحتجون بشكل قاطع إقدام الوزارة على الاقتطاع من أجور الموظفين، معتبرين أنها اتسمت بالعشوائية والانتقامية، كما أدانوا ما سموه التمييز الذي يمارسه الوزير بين الموظفين والأساتذة ومحاولاته اليائسة خلق تناقض بينهم، وأشاروا أنه وبعد مرور أقل من سنتين على توليه الوزارة، فقد اتضح جليا أنه لا يلتزم بما تم الاتفاق عليه وأنه بدا تائها وضعيفا أمام بعض رموز الفساد خلافا لتصريحاته وادعاءاته، وأكدوا أنهم غاضبون لأنهم أمام وزير لا يحترمهم كفرقاء اجتماعيين ولا يقيم أي اعتبار لموظفي التعليم العالي.

وأضاف المحتجون في نداءهم أن وزير التعليم العالي الحالي لم يشد عن قاعدة المسؤولين السابقين لكنه تفوق عليهم في إطلاق تصريحات واتخاذ قرارات لا يعرفون إن كانت مملاة عليه أو نتيجة طبيعته المتسرعة، كتصريحه بانتهاء عهد مجانية التعليم العالي، وحكاية سيارة البورش وسعيه لخوصصة القطاع، مرورا بمنع الموظفين من متابعة الدراسة الجامعية، ومنع طلبة المدارس من الأحياء الجامعية، ناهيك عن الإقتطاع من أجور الموظفين وضرب استقرار الموارد البشرية بشرعنة التعاقد ضمن ما سمي مشروع مخطط عمل الوزارة...

وفي تصريح له بالمناسبة اعتبر أحمد بولخير الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية بالجديدة، أن ما يعيشه القطاع من تراجع خطير في كافة الأصعدة يتطلب المزيد من النضال والاستعداد لما قد تفرضه الظروف دفاعا عن كرامة موظفي التعليم العالي، مسجلا باستغراب تغييب وتجاهل الكاتب العام لوزارة التعليم العالي في كلمته التي ألقاها بمناسبة حفل تنصيب العميد الجديد لكلية العلوم بالجديدة بتاريخ 23 شتنبر المنصرم لأحد مكونات الجامعة المغربية الأساسية المتمثلة في الطاقم الإداري والتقني الذي ما فتئ يبدل مجهودات جبارة للرقي بالجامعة مما يدعو إلى مزيد من النضال من أجل إعادة الاعتبار لكافة العاملين بالجامعة المغربية .