علمت "الجديدة 24" أن الشاحنة التي اختفت في ظروف غامضة قبل يومين داخل ميناء الجرف الأصفر، قد تم توقيفها مساء اليوم الجمعة بمدينة امنتانوت بجنوب المملكة.
وكان ميناء الجرف الأصفر قد عاش يوم الأربعاء الماضي، حادث اختفاء هذه الشاحنة، الباهضة الثمن، المتخصصة في خلط وضغط الإسمنت، والمقدر ثمنها بأكثر من 600 مليون سنتيم، و التابعة لشركة يونانية تدعى " آرشي رودون " الشركة المكلفة بمشروع توسعة الميناء عبر بناء أرصفة ومراسي جديدة لرسو البواخر.
ومباشرة بعد توصلها بشكاية من طرف الشركة اليونانية، حول عملية الاختفاء الغامض، قامت الجهات الأمنية المسؤولة بميناء الجرف الأصفر بإبلاغ كبار المسؤولين الأمنيين بالجديدة، حيث تمت إحالة القضية على المصلحة الاقليمية للشرطة القضائية بالجديدة .
وبعد يومين من البحث والتحري مع جميع الاطراف المعنية بحادث الاختفاء، اهتدت عناصر الشرطة القضائية بالجديدة، أخيرا الى الفاعل بعدما تم ترصد الطريق الذي سلكته الشاحنة قبل وصولها الى مدينة امنتانوت وهي في طريقها الى جنوب المملكة.
وعلمت "الجديدة 24" أن عناصر الشرطة القضائية بالجديدة، وجدت صعوبات كبيرة اثناء عملية التحقيق، التي باشرتها عناصرها الأمنية المنتمية إلى الفرقة الجنائية وفرقة مسرح الجريمة، خاصة بعد أن توصلت الى أن اغلب كاميرات المراقبة داخل الميناء لا تعمل، إما لتعطلها او لعدم وجودها أصلا في الأماكن الحساسة داخل الميناء.
وبعد مباشرتها لعملية البحث والتحقيق، وفي محضر استماعها الى حراس شركة الحراسة المكلفة بحراسة مرآب الشركة اليونانية داخل الميناء والذي اختفت منه الشاحنة، نفى الحراس لعناصر الشرطة، علمهم بالحادث مع تأكيدهم على أنهم لا يقومون بتسجيل الشاحنات الداخلة والخارجة من المرآب. لكن الخيط الوحيد الذي سوف يقود عناصر الشرطة القضائية، الى اكتشاف الفاعل، هو الشرطي المكلف بحراسة الباب الجنوبي للميناء، الذي أكد أن الشاحنة موضوع البحث، حاول أحد الاشخاص العبور بها الى خارج الميناء يوم الاربعاء الماضي، قبل أن يمنعه بدعوى أن الجمركي المسؤول عن النقطة الحدودية غير موجود في تلك اللحظة، وبالتالي لا يحق له العبور، بل يجب عليه انتظار عودة الجمركي. لينتقل سائق الشاحنة الى الباب الاخر، حيث من المحتمل أن يكون هو الباب الذي غادرته الشاحنة الى الخارج في انتظار ما ستكشف عنه الابحاث لاحقا.
الى ذلك قامت عناصر الشرطة القضائية باطلاع الشرطي المكلف بحراسة الباب الجنوبي للميناء، على جميع صور سائقي الشاحنات التابعين للشركة اليونانية، حيث تعرف على السائق الذي كان يقود الشاحنة المسروقة بكل سهولة، ليتم التأكد من هويته وهو بالمناسبة سائق سابق للشركة، ينحدر من مدينة سيدي بنور، سبق وأن طردته الشركة اليونانية مؤخرا، لتورطه في سرقة "الكازوال" من الشركة.
ومباشرة بعد التعرف على هوية المتهم بسرقة الشاحنة، انتقلت فرقة أمنية على عجل الى سكنه بمدينة سيدي بنور، حيث لم يتم ايجاد اي اثر له، الا أن التحريات أكدت أن الشاحنة أمضت ليلة الاربعاء بمدينة سيدي بنور، قبل أن تغادرها صباحا صوب مدينة أكادير.
وبعد تتبع وترصد لمسار الشاحنة من طرف الشرطة القضائية بالجديدة، وبعد أن تاكدت من وصولها الى مدخل مدينة امنتانوت اتصلت الشرطة القضائية بالجديدة بنظيرتها بمدينة امنتانوت حيث تم العثور علي الشاحنة، لكن السائق فر الى وجهة مجهولة.
هذاو علمت مصادر"الجديدة 24" أن فرقة أمنية من الجديدة ، قد وصلت مساء اليوم الى مدينة امنتانوت من أجل توقيف الشاحنة والمزيد من البحث في الموضوع.
جدير بالذكر أن ميناء الجرف الأصفر كان قد عاش خلال السنة الماضية حادثة مماثلة تمثلت في اختفاء شاحنة محملة بمواد خطيرة (الامونترات) تستعمل كأسمدة لم يعثر عليها حتى الآن.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة