بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظم مساء أمس الخميس المكتب المحلي لحزب العدالة والتنمية بأولاد افرج لقاء تواصليا مع الساكنة تحت شعار "المرأة دعامة أساسية في التنمية"، وذلك بتأطير كل من الأستاذة سعاد العماري والبرلمانية نزهة الوافي.
وقد افتتح اللقاء المنظم بدار الشباب بتلاوة آيات بينات من كتاب الله من طرف الأستاذ ابراهيم بورمانة، أعقبتها الطالبة سهام عشير بتوطئة وتقديم لمحاور اللقاء، فاسحة المجال للنائبة البرلمانية وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الأستاذة نزهة الوافي من أجل تقديم عرض حول "المرأة في ظل الدستور الجديد"، استهلته بالتعبير عن اعتزازها بنساء المغرب العميق اللواتي يساهمن بـ 25 في المئة من الناتج الوطني الخام منذ قديم الزمان وهو ما يجعلها في مقدمة من يستحق الإنصاف، كما تطرقت في عرضها لما أسمته بالسرعتين التي يمر منهما المشروع الحقوقي بالمغرب، معبرة عن التقسيمين بمغرب النخبة والمقاولة والاستثمار الذي يسير بسرعة كبيرة ويركز على المطالب والعناوين العريضة كالمساواة ومحاربة العنف وغيرها من الحقوق الأساسية للمرأة، ومغرب الهشاشة والفقر والإقصاء والحرمان من أبسط الحقوق، حيث دعت إلى ضرورة الموازنة بين المغربين وتقريب السرعتين حتى يتم تناول القضايا الحقيقية التي تهم المرأة، خصوصا في ظل الدستور الذي تميز به المغرب في هذا المجال نظرا لتركيزه على ضمان تمثيلية المرأة في المجلس الأعلى للقضاء، مذكرة بالفصول التي تؤكد على ضرورة تمثيلية المرأة في مختلف الهيئات المنتخبة.
استعرضت ذات البرلمانية في مداخلتها بعد ذلك أسس بناء المواطنة الحقيقية المرتكزة على ما أسمته بقداسة صناديق الاقتراع باعتبار وجود المنتخبين ووصولهم إلى مناصبهم كان ولا يزال في يد المواطن، داعية إلى قطع الطريق على ما أسمته بمنتخبي "المافيا" والأشباح لأن القرار السياسي أساسه هو المواطن.
في المحور الثاني "المرأة القروية العاملة ورفع التحديات"، حاولت مفتشة التعليم والمستشارة بمجلس مدينة الدار البيضاء الكبرى وعضو المكتب الوطني لحزب العدالة والتنمية الأستاذة سعاد العماري تركيز مداخلتها على واقع المرأة القروية التي تعمل في ظروف غير ملائمة وسط إكراهات كبيرة ودون تمتعها بحقوقها خصوصا في حالة حوادث الشغل، حيث أنها تعمل لأزيد من 16 ساعة في اليوم مقابل استفادة ضعيفة، وذلك في ظل منظومة قانونية متقدمة لكنها لا تزال بعيدة عن الواقع، مذكرة بالنقلة النوعية التي حققها الإسلام للمرأة من شيء ومتاع إلى كينونة بشرية فاعلة ذات مكانة معتبرة ومتميزة في المجتمع، إضافة إلى اهتمام المسؤولين بالمرأة القروية من خلال تسهيل استفادتها من الأنشطة المدرة للدخل، كما دعت الأستاذة الجمعيات المواطنة إلى العمل من أجل تعليم النساء وتكوينهن في الحرف.
وقد تطرقت الأستاذة في كلمتها للثقافة السائدة في أوساط فئات كبيرة من المواطنين والمتمثلة في تزويج البنات مقابل تشجيع الذكور على متابعة دراستهم، داعية الآباء والأمهات إلى ضرورة التخلص من هذه الثقافة باعتبار المساواة تبدأ من المدرسة وتتحقق بالعلم والعمل خصوصا مع ما تعرفه البلاد من توفير المدارس والمستشفيات وغيرها، كما دعت المواطنين في تعاملهم مع المنتخبين إلى التركيز على المطالبة بالمشاريع الكبرى والمرافق العمومية عوض المصالح الفردية المحدودة وذلك لإجبار المنتخبين على تغيير عقليتهم.
فتح بعد ذلك النقاش بين الحاضرين لبسط تساؤلاتهم ومشاكلهم واستفساراتهم، حيث سطر المتدخلون في النقاش مجموعة من النقط المهمة كغياب التجاوب مع الجمعيات الحاملة لمشاريع كبيرة وحرمانها من الدعم، إضافة إلى العراقيل التي تواجه بعض الجمعيات محليا رغم عملها على ملفات مهمة، كما أخذت وضعية الفتاة القروية بالمنطقة النصيب الأوفر من النقاش لاعتبارات مرتبطة بمعاناتها اليومية بين مسكنها ومؤسستها التعليمية، وما تعيشه من اضطهاد وسوء معاملة يؤدي في الغالب إلى الانقطاع عن الدراسة أو التخلي عن جزء كبير من أهدافها التعليمية والرياضية والاجتماعية وذلك في غياب محتضن حقيقي لهذه الفئة المجتمعية.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة