تضاربت الآراء مؤخرا بين مستنكر و مؤيد لما وقع بالثانوية التأهيلية أولاد عمران من احتجاجات سواء تلك التي خاضها بعض الأساتذة أو التي خاضتها التلميذات و التلاميذ بذات الثانوية بصفة عامة و بالقسم الداخلي بصفة خاصة و بين من يرى أنها مفتعلة و مدبرة من طرف البعض و بين من يرى أنها نابعة من معاناة يعيشونها بالفعل ؟ .
ووزعت التهم بين هذا و ذاك ما أدى إلى انقطاع حبل التواصل بين جميع مكونات العملية التربوية بما فيها جمعية آباء و أولياء التلاميذ ، صحيح أن هناك مطالب معقولة سواء بالنسبة للأساتذة أو التلاميذ ، و صحيح أن الثانوية تعرف نقصا حادا في الأطر الإدارية ، والأعوان و حراس الأمن خصوصا بالقسم الداخلي و أنها في حاجة ماسة إلى مجموعة من الإصلاحات حتى يؤدي الأستاذ المهام المنوطة به أحسن أداء مع توفير الفضاء اللائق به نظرا للرسالة النبيلة التي يحملها على عاتقه ، كما أن مطالب التلاميذ بالداخلية تبقى إلى حد ما و في البعض منها مقبولة لذلك فعلى الجميع أن يتفهم احتجاجهم و في نفس الوقت حمايتهم من الانزلاقات التي تؤدي بهم إلى سلوكات مرفوضة من قبيل الشغب و الفوضى و الاعتداء على ممتلكات المؤسسة التي هي في الأول و الأخير لهم و لأجلهم أحدثت، الاحتجاج أسلوب حضاري و مكسب ديمقراطي وجب الحفاظ عليه ، فقط لا يمكن خلط الاحتجاج بالشغب و استعمال العنف و حرمان التلاميذ من حقهم المكفول بقوة القانون ألا و هو حقهم في الدراسة و التربية.
تعددت الأصوات و تعددت معها الحكايات و الأقوال من هنا أو هناك كلها ضرب في قدسية الرسالة التربوية النبيلة، فمتى كان للأستاذ أن يحرض التلاميذ على أستاذ آخر أو مدير أو عون...؟ و متى كان للتلميذ أن يطلب المؤازرة من أستاذ لمواجهة أستاذ آخر أو مدير أو غيرهما ؟ متى كان التحريض سبيلا للتحصيل الدراسي ؟ و متى كان التطاول على اختصاصات الغير مجديا و ذا نفع على التلاميذ ؟ و متى كان تجاوز القانون و ما تنص عليه المذكرات سواء الإقليمية أو الأكاديمية أو الوزارية أسلوبا في تعامل رجل التربية و التعليم ؟
و متى و متى و متى ....؟
لقد كان الاجتماع الذي ضم السيد النائب الإقليمي الأستاذ محمد حجاوي و مجموعة من الأساتذة بحضور السلطة المحلية يوم الثلاثاء الماضي مهما و هادفا ، لأنه جعل الجميع يجلس حول مائدة واحدة لمناقشة الأوضاع و وضع الأصبع على الداء ، كان الجميع يحمل هما مشتركا تمثل في البحث عن السبل الكفيلة بتطوير العملية التعلمية التعليمية بالمؤسسة ، كان كل متدخل يحاور بنية صادقة في أمل إيجاد الحلول المناسبة لكل المشاكل التي تعرفها المؤسسة ، تحاور الجميع و استمع كل واحد للآخر ما جعل الرسالة تصل و الهدف يتحقق ، حيث أجمل الأساتذة و في جو سادته روح المسؤولية في أربعة توصيات أساسية تقدم بها الأستاذ عبد الكريم التيال و صادق عليها الحاضرون بدون تحفظ و تتمثل في :
1- الحفاظ على مداولات المجالس (النقط المثارة في المجلس يجب أن تظل حبيسة المجلس )
2 –التشاور مع جميع الأطراف مع احترام الاختصاصات
3 –تفعيل ادوار الحياة المدرسية بمبادرة من التلاميذ و الأساتذة مع احترام المساطر المنظمة لها
4 –إشراك جميع الفعاليات من سلطة و شركاء المؤسسة
توصيات قليلة في العدد لكنها مهمة في العمق و ذات أبعاد تعاونية و تضامنية جادة ، يمكن من خلالها ربط التواصل مع كل مكونات العملية التربوية بالمؤسسة ، كما من شأنها أن تخلق جوا من التفاهم و تضافر الجهود في تجاوز المعيقات و ترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل و عدم التداخل في الاختصاصات ، بحيث يقوم كل من موقعه بأداء مهامه المنوطة به في جو تسود فيه روح التعاون بما يرجع بالنفع العميم على أبناء و بنات المؤسسة بصفة خاصة و أبناء و بنات المنطقة بصفة عامة .
بهذه التوصيات خرج الأساتذة في اجتماعهم الأخير بالمسؤول الإقليمي الأستاذ محمد حجاوي الذي كان مرفوقا حينها بكل من السيد إبراهيم عاشور رئيس مصلحة الحياة المدرسية و الأستاذ محمد كودو رئيس مكتب الاتصال و الشراكة على أمل أن تقوم جمعية آباء و أولياء التلاميذ بمهامها المسطرة في قانونها الأساسي و الإسهام في خلق فضاء يستجيب لمتطلبات التلاميذ و الأساتذة .
اللقاء كان مناسبة أوضح من خلالها الأستاذ محمد حجاوي الاكراهات التي تصطدم بها الداخليات من قبيل ( مشاكل المزودين - الإصلاحات بالقسم الداخلي – المرافق الصحية ... ) و غيرها من الأمور التي تعمل النيابة جاهدة من أجل تجاوزها سواء اعتمادا على الإمكانيات الذاتية أو بتعبئة شركاء المدرسة. و المهم في اللقاء هو تفهم الجميع لضرورة السير قدما نحو خلق جو تربوي يجد فيه كل من الأستاذ و التلميذ ذاته ، يمكن من خلاله تفجير طاقاته وإبداعاته و المساهمة في الرقي بالعملية التربوية بذات المؤسسة ، و لا يسعنا سوى تثمين الإدارة الحكيمة للتوتر وتمني أن يظل التفوق والنجاح حليف تلامذة أولاد عمران و التوفيق في أداء المهام لجميع الأساتذة والطاقم الإداري بالمؤسسة .
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة