أسدل الستار، اليوم الاثنين بالجديدة، على القافلة الفلاحية الخامسة للخضراوات الموسمية 2014، التي نظمت تحت شعار "تبادل الخبرات من أجل رفع أداء الفلاحة الوطنية".

وتجسد هذه المبادرة، التي جابت مناطق برشيد (الجقمة) وملوية العليا (أغبالو نسردان) والرباط الغرب اللوكوس (لعوامرة) ومكناس سايس (الحاجب) والشرق (بركان)، نموذج الشراكة المتمثلة في "الباقات التعاقدية" التي تجمع المجمع الشريف للفوسفاط ومؤسسته وموزعي الأسمدة بالسوق الوطنية، حيث تمكن الفلاح الصغير من الاستفادة، بشكل مباشر، من أنشطة موزعي الأسمدة الفوسفاطية الذين يلتزمون بتأطيرهم وتدريبهم على أفضل الممارسات التقنية والميدانية للتسميد، من خلال سلسلة من التجارب والبحوث الخاصة بتطوير صيغ جديدة للأسمدة ومواكبة الفلاحين في مجال استعمالها بكيفية معقلنة.

وقال الحسين الكورنو، مدير المبيعات بشمال أمريكا والمكسيك وأوروبا الشمالية والسوق الوطنية بالمكتب الشريف للفوسفاط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الهدف من هذه القافلة، التي نظمت بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري، وأهم موزعي الأسمدة بالمغرب، والمندرجة ضمن مخطط (المغرب الأخضر)، هو توعية الفلاحين وتحسيسهم بضرورة استعمال الأسمدة بشكل عقلاني، وحثهم على إجراء تحاليل للتربة من أجل الرفع من المردودية والنهوض بالقطاع الفلاحي.

وبعد أن أشار إلى أن هذه القافلة في مراحلها الستة، دخلت في اتصال مباشر مع أزيد من 2000 فلاح صغير بالمناطق المنتجة للخضروات الموسمية، أكد السيد الكورنو أن هذه المبادرة مكنت هؤلاء الفلاحين من فهم نوعية تربة أراضيهم وأنجع الطرق لتحسين مردودية محاصيلهم الزراعية.

وبخصوص القوافل الفلاحية الخمسة الأخيرة (الحبوب 2012)، والخضر والفواكه (2013)، والزيتون (2013)، والحبوب والقطاني (2013)، والخضروات الموسمية (2014)، أكد السيد الكورنو أنها جابت 40 منطقة فلاحية بالمملكة، وساهمت في توعية وتحسيس ما يقارب 20 ألف فلاح ومزود للأسمدة وذلك من خلال تنظيم أزيد من 210 يوم تكويني، إضافة إلى توزيع أزيد من 100 طن من الأسمدة بشكل مجاني، وإنجاز تجارب ميدانية همت 130 قطعة أرضية فلاحية، أبرزت الدور المحوري الذي تضطلع به تقنيات الاستعمال المعقلن للأسمدة في تحسين المردودية الفلاحية.

وأكد، في هذا السياق، أن المختبر المتنقل الذي يواكب القافلة مكن من إنجاز 477 تحليلة للتربة مما سهل إجراء 100 تجربة مخبرية زراعية همت بالأساس 42 تركيبة جديدة لأسمدة الأزوت والفوسفور والبوطاس الملائمة لطبيعة المزروعات والأراضي الفلاحية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة مكنت أيضا الفلاحين من تحديد حاجياتهم من الأسمدة للرفع من مردودية محاصيلهم بفضل تبادل التجارب والمواكبة عن قرب.

ومكنت نتائج استعمال الأسمدة، بشكل عقلاني، بجهة بني ملال، يضيف المسؤول، من خلال تحسيس الفلاحين بأهمية إتباع توصيات الممارسات الفلاحية الجيدة من جهة والاستعمال المعقلن لها من جهة أخرى، من الرفع من إنتاج الحبوب ما بين 62 و75 قنطار في الهكتار المسقي مقابل 55 إلى 60 قنطار سابقا، و45 قنطار للهكتار الواحد في الأراضي البورية مقابل 35 قنطار سابقا، موضحا أن المجمع عمل على الرفع من كميات الأسمدة التي يوجهها للسوق الداخلي من أجل دعم الفلاحة الوطنية، حيث خصص برسم السنة الجارية ما بين 550 و600 ألف طن من الأسمدة للقطاع الفلاحي المغربي مقابل 491 ألف طن سنة 2012 و448 ألف طن سنة 2011، فضلا عن مواكبة هذه الدينامية بالتوقيع على 14 باقة تعاقدية سنة 2013 مع الموزعين.

يذكر أن المجمع الشريف للفوسفاط سيطلق خلال شهر مايو 2014 القافلة الثانية على أربعة مراحل وستهم أشجار النخيل، في حين ستهم القافلة الثالثة، التي ستنظم ما بين شتنبر ونونبر 2014، زراعات الحبوب والقطاني وستجوب 10 مناطق جديدة.

حضر اختتام هذه القافلة الفلاحية والي جهة دكالة عبدة عبد الفتاح البجيوي، وعامل إقليم الجديدة معاد الجامعي، ورئيس الجهة بوشعيب عمار، ورئيس المجلس الإقليمي للجديدة والمدير الجهوي للفلاحية عبد الرحمان النايلي ومسؤولين بالمجمع الشريف للفوسفاط وأطر فلاحية وعدد من الفلاحين والمنتخبين بالجهة.