تعالت في الآونة الأخيرة أصوات التذمر والاحتجاج نتيجة الحالة الكارثية التي وصلت إليها مختلف الطرق الرابطة بين مركز أولاد افرج وباقي المناطق والمدن المجاورة، حيث عبر عدد من سائقي السيارات والشاحنات عن استيائهم من وضعية الطرق التي تسببت في أوقات سابقة في وقوع حوادث سير مميتة، ولا تزال تشكل خطرا على أرواح المواطنين إلى حدود الساعة، إضافة إلى الأعطاب الميكانيكية التي تحدثها هذه الطرق في العربات بمختلف أنواعها.
وللوقوف على حقيقة الأمر وصحة الشكايات، قامت الجديدة24 بمعاينة مختلف الطرق المجاورة لقرية أولاد افرج في أوقات متفرقة من السنة، وأخذت صورا حية لنقلها إلى من يهمهم الأمر سواء محليا أو مركزيا وحتى وطنيا للتعريف بمنطقة يصفها البعيدون عنها بـ"بلاد الخيرات"، في حين ينعثها القريبون منها بالقرية المنسية على عدة أصعدة.
الطريق المؤدية إلى مدينة الجديدة والتي تعرف حركة سير كبيرة طوال اليوم، ينتقل عرضها من 12 متر إلى أقل من 5 أمتار مباشرة بعد الخروج من المركز، مما يعني لدى مستعملي الطريق انطلاقة مغامرة من عدة كيلومترات جراء ضيق الطريق وما تعرفه من حفر ومطبات، إضافة إلى وجود عربات مجرورة تزيد من معاناة السائقين طوال الأسبوع وبشكل كبير صباح يوم الأحد.
الطريق المؤدية إلى الدار البيضاء عبر بنمعاشو تعرف هي الأخرى حالة اهتراء تزداد يوما بعد يوم رغم الإصلاحات الترقيعية لملء الحفر بأتربة سرعان ما تزول مع أولى قطرات المطر، ورغم مساهمة شباب الدواوير المجاورة بما لديهم من وسائل متواضعة لترميم الطريق مقابل دريهمات يجود بها مستعملو هذه الطريق تشجيعا للمقاولين المتطوعين على عملهم النبيل، حيث عُرفت هذه الطريق لدى سكان المنطقة بخطورتها وتسببها في إزهاق أرواح عدد من مستعمليها.
ورغم إعلان الجهات الوصية عن عزمها ترميم الطريق وتوسيعها وجعلها في مستوى تطلعات الدكاليين خاصة ومستعمليها بشكل عام، إلا أن الأوضاع لا تزال على حالها والأشغال لم تنطلق بعد لأسباب تبقى مجهولة.
الطريق المعبدة المؤدية إلى منطقة بئر بوعلي (القواسم) تعرف وضعية خاصة لتواجد قنوات السقي على طول الطريق، حيت تتسرب المياه وتغطي مساحات كبيرة وفي عدة نقط من الطريق، مما يتسبب في قطعها على المارة أو غرق العربات التي تعلق وسط الأوحال إذا تعلق الأمر بسائق غريب على المنطقة ولا يعرف حجم المصيدة التي تنتظره وسط المسبح الطرقي طوال السنة، ورغم الإصلاحات الترقيعية وملء بعض النقط بالحجارة وتكسيتها بالأتربة، إلا أن كل تلك المجهودات تذهب أدراج الرياح مع أولى قطرات المطر أو مباشرة بعد تسرب المياه الجارية بقنوات السقي.
الطريق المؤدية إلى مدينة سطات عبر بولعوان تعرف إصلاحات بين الفينة والأخرى وتردد أسطول مقاولاتي كبير كل سنة، ليس بهدف تعبيد الطريق أو توسيعها وترميمها بشكل نهائي، وإنما لاستغلال ما تجود به جنبات الطريق من تربة رملية وتوظيفها لترقيع الطرق وملء الحفر، حتى إذا تزامنت هذه العملية مع تساقطات مطرية صارت جنبات الطريق نقطا سوداء على السائقين، وسير أحدهم عليها ولو بسرعة متوسطة يعني انزلاقه المفتوح على كل الاحتمالات من موت أو نجاة أو وقوع خسائر مادية في السيارة، باعتبار أن الطريق لا تتسع لعربتين متعاكستين، الشيء الذي يحتم على إحداهما التزام أقصى اليمين على الحافة لفسح المجال للأخرى خصوصا إذا كانت من صنف الشاحنات والحافلات وسيارات الأجرة الكبيرة.
أما الطريق الرابطة بين أولاد افرج والعونات عبر خميس متوح، فحالها لا يختلف كثيرا عن حال سابقاتها، إلا أن جودتها لمسافة معينة تشجع السائقين على السير بسرعة متوسطة أو كبيرة، قبل أن يتفاجؤوا بحفر شبيهة بالقبور وسط الطريق، وهو ما يتسبب للعديد منهم في خسائر في العجلات وأسفل المحرك وتوقف السفر نتيجة فقدان الزيوت الضرورية لعمل السيارة (كما تبين الصورة)، خصوصا في فصل الشتاء الذي تمتلئ فيه الحفر بالمياه ويتعذر على السائقين الانتباه إلى ذلك.
وفي تصريح لأحد المتتبعين لأحوال المنطقة، فإن المسؤولين على إصلاح الطرق لا يتكبدون عناء تعبيدها بطبقات سميكة من الإسفلت (الزفت) لإتقان العملية وحل المشكل بصفة نهائية، وإنما يفضلون نهج سياسة "من لَحيتو لَقَّم ليه" في إشارة إلى ترقيع جنبات الطريق بالأتربة المجاورة لها وذلك كل سنة لأسباب لا يعلمها إلا الله والقائمون على شؤون الطرق حسب ذات المتحدث.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة