قضت سيدة في مقتبل العمر نحبها، في حدود الساعة التاسعة من صباح اليوم السبت، إثر سقوطها في ظروف غامضة، من سطح عمارة سكنية بالجديدة، بعلو يناهز 16 متر. وفور إشعارها من قاعة المواصلات، انتقلت إلى مسرح النازلة، الضابطة القضائية لدى مصلحة المداومة، وتقنيو الشرطة العلمية، إلى جانب السلطة المحلية.
حيث أجروا المعاينات والتحريات الميدانية. وانتدبت السلطات سيارة لنقل الأموات، أقلت جثة الضحية إلى المركز الاستشفائي الإقليمي، حيث تم إيداعها في مستودع الأموات، لإخضاعها للتشريح الطبي، الذي من شأنه أن يحدد أسباب الوفاة الحقيقية.
وقد ذهب بعضهم إلى اعتبار الوفاة ناجمة عن سقوط عرضي. الأمر الذي قد يكون مستبعدا من الوجهة الواقعية. فالضحية وهي متزوجة (بدون أبناء)، تقطن بالطابق الثاني، وسقوطها كان من سطح العمارة المتكونة من 4 طوابق. ووجودها صباحا في سطح العمارة المشترك بين قاطنيها، ليس ثمة من أسباب تبرره، من قبيل قيامها ببعض الأشغال المنزلية، من قبيل نشر الغسيل. كما أن المكان الذي عثر فيه على جثة الضحية و"سندالتيها"، كان يبعد بحوالي 5 أمتار عن حائط المنزل السفلي. كما أن حائط سطح العمارة هو بعلو حوالي متر، ما يحول دون أي سقوط عرضي، خارج عن الإرادة والرغبة.
وبعد انتهاء المتدخلين الأمنيين والسلطة المحلية من قيامهم بالإجراءات القانونية، ومغادرتهم مسرح النازلة، بقيت "سندالتا" الضحية (الصورة)، وبقع دمها شاهدة على المأساة التي اهتزت على وقعها، صباح اليوم السبت، عاصمة دكالة. وبعد مرور وقت طويل، عاد ضابطان من المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية على متن دورية راكبة إلى المكان الذي عثر فيه على الجثة، خصيصا من أجل سحب "السندالتين". فيما قام مواطنون بإخفاء بقع دم الضحية بالتراب. وقد كان يتعين على السلطة المحلية ممثلة في قائد المقاطعة الحضرية ذات الاختصاص الترابي، وأعوانه من شيوخ ومقدمين، أن يقوموا بصب البنزين على ما يعتبر في الثقافة العامية ب"دم المغدور"، وإحراقه، حتى لا تعمد بعض الساحرات والمشعوذات إلى استعماله في أفعال شيطانية، سيما في هذه الظرفية التي تتزامن مع ذكرى "عاشوراء".
هذا، ومن المنتظر أن تحيل مصلحة المداومة الإجراء المسطري الجزئي الذي أنجزته علاقة بنازلة "السقوط المميت"، على المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، بغية تعميق البحث لتحديد ظروف وملابسات وأسباب الوفاة، التي تبقى مفتوحة على جميع الاحتمالات، بما فيها فرضية الانتحار، أو فعل فاعل.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة