ككل سنة تسعى جامعة شعيب الدكالي إلى بلورة المشهد الثقافي والعلمي داخل الجامعة ومن هدا المنطلق استضافت كلية الآداب أمس الدكتورة رجاء ناجي المكاوي إحدى المكونات الأساسية في المشهد السياسي والثقافي والديني التي تفتخر بها المملكة وتدخل هذه الاستضافة في إطار الدرس الافتتاحي التي دأبت الجامعة على تنظيمه كل سنة .
ويعد هذا ا التقليد السنوي الذي أضحى موعدا تستقبل من خلاله الجامعة العديد من المفكرين والأدباء بالمغرب وخارجه لتناول القضايا الراهنة بالتحليل والمناقشة .
وكان درس هده السنة بعنوان " حرية التعبير :التفاوت بين ضوابط التنظيم وفوضى الممارسة ركزت فيه الدكتور على التفاوت في مفهوم حرية التعبير لدى الغرب ومقارنته بمفهوم الحرية في الإسلام.
ومهدت الدكتورة في درسها بالتحدث على تكوين القطب الأحادي في العالم الغربي الذي ينتهج سياسة تصدير صناعة الكذب وخلق صراعات خارج أراضيه وأعطت كمثال لذالك الصراع بين السنة والشيعة بعدما انتهى من صراعه مع الاشتراكية العالمية وأوضحت أن العالم الغربي يطبق حرية التعبير بمعايير انتقائية وسياسة الكيل بمكيالين مع وضع نقط حمراء لا يمكن تجاوزها حتى بالنسبة لمواطنيه مما يجعل الغرب يتعامل بوجهين مختلفين حسب قوة الدولة في المنتظم الدولي .
ولإبراز المفارقة بين حرية التعبير لدى الغرب وما جاء في الإسلام ركزت الدكتورة على ضوابط معينة يرتكز عليها الإسلام للتميز على باقي القوانين والأنظمة في العالم الغربي ومن أهم هذه المميزات اعتبار حرية التعبير فرض على الحاكم والمحكوم فالحاكم مطالب بتنفيذها عن طريق الشورى، وعن طريق تحقيق العدل والنظام القضائي المستقل، ونشر التعليم، وتحقيق الاكتفاء الاقتصادي وغيرها من الوسائل التي تجعلها ممكنة بحيث لا تخاف الرعية من ظلم أو فقر أو تهميش إذا مارستها، والمحكوم مطالب بها فرداً وجماعات في كل المجالات تجاه الحاكم وتجاه الآخرين،، فالمسلم مطالب بعدم كتمان الشهادة السياسية والاجتماعية والقضائية على حد سوء.وهذا المعطى لابد أن يكون مقرون بأهم الضوابط المتجلية في المشورة أو التشاور وعدم إبداء الرأي في ما نجهله وهدا ما يعني أن الإفتاء مقرون هو كذلك بالمعرفة والعلم .
و شددت الدكتورة على دور الإعلام الذي أصبح سلاحا فتاكا لدى الدول في ترويج سياساتها الخارجية, مبرزة أن هذا الإعلام خرج على منهجه المسطر واعتمد على الكذب والبهتان في ترويج المعلومة بتعمد و دون التأكد من حقيقتها .
وتعتبر الدكتورة رجاء ناجي المكاوي أستاذة الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط أول امرأة ألقت درسا دينيا بين يدي صاحب الجلالة محمد السادس في سلسلة الدروس الحسنية تشتغل في عدة مجالات سياسية واجتماعية ودينية .
.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة