تخليدا للذكرى الثانية لوفاة مرشد جماعة العدل والاحسان الراحل عبد السلام ياسين، نظم فرع الجماعة بالجديدة، ليلة أمس الجمعة ، ندوة فكرية تحت عنوان "مداخل التغيير عند جماعة العدل و الإحسان".
أطر هذه الندوة التي حضرها عدد من ممثلي الأحزاب و الهيئات النقابية و الجمعوية و الإعلامية بمدينة الجديدة، كل من الدكتور عبد الصمد الرضى عضو الهيئة العامة للدعوة و التربية بالجماعة، و الدكتور مصطفى الريق عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية.
وافتتحت الندوة بكلمة للأستاذة فتيحة اليماني رحبت من خلالها بالحضور خاصة ممثلي الأحزاب و الهيئات النقابية و الجمعوية و الإعلامية التي كانت مدعوة لهذه الأمسية ، حيث ذكَّرت بسياق الندوة و أهدافها و المتمثلة أساسا في مد جسور التواصل و التعاون مع كل الفاعلين في هذه المدينة.
وقد تطرق الدكتور عبد الصمد الرضى، الاستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش، خلال كلمته، لمداخل التغيير التربوي بجماعة العدل والاحسان حيث تحدث عن البدايات الأولى لعبد السلام ياسين في سنوات السبعينات، حيث كان الشيخ ياسين قد ألًّف عدة كتب، دعا فيها الزاوية الصوفية الى ضرورة التغيير وعدم الاكتفاء بالعمل داخل الزاوية وضرورة التغيير والخروج للعمل السياسي، كما تحدث الاستاذ عبد الصمد رضى عن التصور لبناء مشروع تغييري و معالم في الوسائل و الآليات لخصها الدكتور المحاضر في دوام التربية و توازنها في كل تفاصيل المشروع الذي أعدته الجماعة منذ نشاتها، والمبنية على عدة مبادئ أساسية وهي التدرج و الوضوح والسلمية و التغلغل في المجتمع و الاجتهاد الجماعي.
من جهته أكد الدكتور مصطفى الريق عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة فقد تطرق لمداخل التغيير السياسي عند الجماعة ملخصا إياها في معالم كبرى وهي:
1- البداية الصحيحة، بمعنى تشخيص دقيق و متفحص للواقع و تحديد مكامن الداء.
2- تبني خط سياسي ثالث في التغيير يعتمد شعار "القوة في غير عنف و الرفق في غير ضعف" حيث تتلخص مميزات هذا الخط في امتلاك الإرادة و استقلال القرار و الرهان على الإرادة الشعبية بعدما أكدت التجارب و الوقائع، يضيف الاستاذ، فشل التغيير بالعنف او التغيير من داخل المؤسسات بالشروط الحالية.
هذا وقد عرفت هذه الندوة عدة مداخلات من طرف الحاضرين و الحاضرات الذين ثمًّنوا انفتاح الجماعة على محيطها الخارجي مؤكدين على أهمية مثل هاته اللقاءات لتقريب وجهات النظر و التنسيق مع باقي الفرقاء السياسيين بمختلف تلاوينهم.
ورغم ان اغلب المداخلات عبرت عن تضامنها مع الجماعة فيما تتعرض له من مضايقات وحرية تعبير لكن ذلك لم يخلو من انتقادات حول كل ما يتعلق بالشق السياسي للجماعة وما يتعلق بمشروعها السياسي، حيث أكد بعض المتدخلين على ضرورة أن تعيد النظر في مشروعها السياسي في ظل ما يعيشه المغرب الذي يضم العديد من التيارات السياسية بمختلف انتماءاتها. وقد اكدت احدى المتدخلات المنتمية الى حزب العدالة والتنمية، أن كانت تتمنى لو أن شعار الندوة تغيَّر وأصبح " مداخل التغيير عند جماعة العدل و الإحسان" في إشارة واضحة من هذه المتدخلة الى أن الجماعة وكما انها تدعو الى التغيير فهي أيضا مطالبة بالتغيير في رؤاها السياسية.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة