بعد المائدة المستديرة التي نظمها المنتدى الوطني للمدينة بمدينة مكناس يوم 20 دجنبر 2014 بمناسبة انعقاد دورة المجلس الوطني في موضوع "المدينة: من التدبير التمثيلي الى الحكامة التشاركية"، ينظم المنتدى الوطني للمدينة الذي يترأسه أستاذ السوسيولوجيا و الفاعل الحقوقي المريزق المصطفى،قافلة تحت شعار : من أجل مدينة مواطنة عبر ندوات موضوعاتية يؤطرها خبراء و باحثون و فاعلون مدنيون و أطر من مؤسسات مختصة إلى كل من المدن التالية:
تازة- الحسيمة-العرائش- وزان- بولمان- الدار البيضاء- مراكش- الجديدة -تطوان- الداخلة-آكدير- الشاون- القنيطرة- بني ملال-وجدة/السعيدية.
و تأتي هذه المبادرة المواطنة في إطار التحضير التشاركي للمؤتمر الدولي الثالث للمدن المزمع عقده أيام 10 و 11 أبريل 2015 بالعاصمة الآسماعيلية بمكناس من طرف المنتدى الوطني للمدينة.
تصريح المريزق المصطفى، رئيس المنتدى الوطني للمدينة
نحن على أبواب المؤتمر الدولي الثالث المزمع تنظيمه أيام 10 و 11 يناير 2015 بمدينة مكناس، و الذي سينعقد حول "المدينة: من التدبير التمثيلي إلى الحكامة التشاركية"، حيث اخترنا التحضير لهذه المحطة الدولية الجديدة بمقاربة تشاركية من خلال تنظيم قافلة تحت شعار "من أجل مدينة مواطنة" ستحط الرحال في العديد من المدن و من بينها مدينة الجديدة.
ان الهدف من هذه القافلة المواطنة هو فتح نقاش صريح و موضوعي مع العنصر البشري الذي يعتبر حجر الزاوية في كل تدبير محلي و جهوي ووطني، و هو كذلك تقييم للسياسات العمومية المرتبطة بتدبير الشأن العام و السياسات الحضرية في المجال الديمغرافي و الطبيعي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي.
إنها مناسبة للوقوف عل مكامن الضعف و القوة من أجل طموح ممكن يربط بين نمط الحكم الديمقراطي في المدينة و بين الحكامة كتدبير تقني أفضل للموارد المادية و البشرية المتوفرة لدى كل جماعة ترابية.
قافلة المنتدى هي فرصة لتحرير الطاقات المحلية، و النهوض بالكفاءات المغمورة و تشجيعها على تحمل المسؤولية في بناء مدينة ديناميكية، مفتوحة، خضراء و عادلة.
إنها فرصة تاريخية لإستثمار الإمكانيات المتاحة للتفكير الجماعي في مشاريع قابلة للتنفيذ في المدن المغربية التي تعاني من جودة الحياة و من عجز بنيوي في البنيات التحتية، و كشف الاستغلال الفاحش للخيرات و الموارد الناجم عن الانحرافات في التسيير و التدبير.
في كل مدينة ستحط الرحال بها قافلة المنتدى، سيتم دراسة الواقع الحالي من طرف خبراء و مختصين و ممثلين للمؤسسات و المصالح الحكومية و غير الحكومية نظرا لما تشهده المدينة المغربية حاليا من تحولات عميقة (ديمغرافية، بيئية و سوسيو اقتصادية) أثرت على حياة الأفراد و الجماعات و سارت تفرض تعاطي عقلاني مع تنظيم و تدبير مجالات العيش المشترك.
و في الأخير، إذا كان التدبير التمثيلي للمدينة يعتبر شكلآ من أشكال الديموقراطية التمثيلة، ، فإن تحقيق الحكامة الجيدة في تدبير المدن بات يتطلب نهج مقاربة جديدة تتحدد في المقاربة التشاركية، و ذلك من خلال الأخذ بعين الاعتبار كل أشكال المبادرة المواطنة في تسيير وتدبير جيد للمدن. وعليه، فإن المنتدى الوطني للمدينة، يهدف بمبادرته هذه إلى التفاعل الايجابي مع روح الدستور من خلال ما تضمنه من مقتضيات تخص التدبير التشاركي على مستوى المدن، وذلك حينما نص على أن " مجالس الجهات ،والجماعات الترابية الأخرى، آليات تشاركية للحوار والتشاور، لتيسير مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات تقديم عرائض، الهدف منها مطالبة المجلس بإدراج نقطة تدخل في اختصاصه ضمن جدول أعماله"، كما أنه (المنتدى الوطني للمدينة) يستحضر بمسؤولية مسودة مشروع القانون التنظيمي حول الجماعات التي خصصت بابا للآليات التشاركية للحوار والتشاور، و التي أشارت إلى أنه يحدث لدى مجلس الجماعة هيئة استشارية تهدف إلى إقامة شراكة مع فعاليات المجتمع المدني تخص القضايا المتعلقة بالمساوة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع.
و انطلاقا من كل هذه المعطيات، فإن قافلة المنتدى الوطني للمدينة ستطرح في كل المدن التي ستزورها التساؤلات التالية:
إلى أي حد يمكن اعتبار التدبير التمثيلي و الحكامة التشاركية آليتين أساسيتين لتحقيق الحكامة الجيدة؟
إلى أي حد يمكن إعمال الديموقراطية التشاركية على مستوى تدبير المدن أن يحقق الحكامة الجيدة؟
ما هي الصور التي يمكن من خلالها أن تتجلى الديموقراطية التشاركية؟
هذه الأسئلة وغيرها سنطرحا للنقاش خلال جولاتنا التشاورية و التشاركية في إطار مائدة مستديرة نتوخى منها تكوين صورة حول التدبير التمثيلي والحكامة التشاركية ومدى تحقيقهما، و كل الخلاصات و التقارير التركيبية سنحملها للمؤتمر الدولي للمدن المقبل.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة