مرت امتحانات الدورة الخريفية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة في ظروف أقل ما يقال عنها أنها عشوائية بكل المقاييس، إذ لاشيء يوحي بأن هناك إدارة معنية بهذا الاستحقاق وتهمها مصداقيته، حيث أن المشهد الأول من هذه الامتحانات شهد عدة اختلالات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.
+ ما قُدّم من لوائح للطلبة المسجلين لا يعكس الواقع، فالعديد من الممتحنين غير موجودة أسماؤهم (سيناريو يتكرر كل سنة) ناهيك عمن هو في مسلك معين ويرد اسمه في لائحة مسلك آخر.
+ يمكن لأي كان أن يجتاز الامتحان عوض شخص آخر في ظل غياب التحقق من هوية الممتحن.
+ يمكن لأي أستاذ أن ينظم الامتحان (امتحانه) وقت ما شاء وكيفما شاء.
+ يمكن لأستاذ أو أساتذة مشرفين على امتحان، ألا يكونوا متواجدين بالكلية أيام الامتحانات، إذ يكفيهم تفويض إجرائها إلى بعض زملائهم، لأنه يصعب عليه تجشّم عناء السفر من بلدهم الثاني فرنسا.
وهناك مشهد ثان من الارتباك والتخبط سيكون العنوان الأبرز خلال فترة إدخال النقط والإعلان عن النتائج في زمن الثورة المعلوماتية (يا حسرة)، حيث لم يعد سرا أن الامتحانات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة شعيب الدكالي قد صارت ملفا شائكا ويثير أكثر من علامة استفهام ليست وليدة اليوم، بل وجدت منذ كان الإصرار على اعتماد برنامج معلوماتي (oraclschool) متحكم فيه محليا على مستوى الكلية، مما ساعد على ترك الباب مشرعا عل مصراعيه فيما يخص عملية تغيير وتبديل النقط باستمرار (بدعوى "تصحيح" الأخطاء !؟( شهورا بعد الإعلان عن النتائج.
ووجب التذكير في هذا الصدد بالظروف التي مررت فيها صفقة برنامج oraclschool والتشبث به رغم عيوبه وأعطابه ونواقصه، وبالتالي الضرب بعرض الحائط البرنامج المعلوماتي apogée الذي اعتمدته الوزارة الوصية منذ سنة 2008 ، حيث تم التماطل في العمل به رغم أن عددا من الموظفين خضعوا لتدريبات وتكوينات بشأنه وتلقوا تعويضات مالية سخية.
إن كرونولوجيا تنظيم الامتحانات بكلية الآداب بالجديدة تتخللها عتمات وظلال وجب تسليط الضوء عليها لاستجلاء الحقيقة منذ العمل بنظام الفصول، مع ضرورة الإجابة عن الأسئلة الشائكة والإشكالية: لماذا لم يُفعّل apogée بهذه المؤسسة رغم الصفقات الهائلة التي خصصت للعتاد المعلوماتي؟ ولماذا مورس التماطل في تنزيله منذ سنة 2008 حتى سنة 2014؟ حيث بدأ العمل به بشكل محتشم، مما كشف بعضا من المستور، فلجأ من أوكلت لهم مهمة تدبير ملف الامتحانات إلى الاشتغال في نفس الوقت بالنظامين المعلوماتيين oraclschool و apogée ، مما نتج عنه غياب المصداقية وضياع مصالح الطالب الذي وجب عليه ألا يتصل بمصلحة الامتحانات (مكتوب عبارة ممنوع الدخول على الطلبة) للاستفسار عن بيان النقط أو تصحيح خطأ والاستفسار عن شهادة أو دبلوم قد يحصل عليه بعد حول من الزمن، في تعارض تام مع ما تم تسطيره في الدستور المغربي ) الفصول 154-155-156( .
ونقول مع القائل: » ترى هل يطلق وزير التعليم العالي مادة جامعية اسمها جمع الغسيل؟ « *
* جملة مقتبسة من مقال صادر بجريدة الأخبار عدد 691 بتاريخ 13 فبراير 2015 بالصفحة الأولى.
مجموعة من الجامعيين بكليةالآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة