استفاقت ساكنة الجديدة، الاسبوع الماضي، على مجزرة في حق العشرات من الأشجار المعمرة، بشارع شعيب الدكالي، قرب مستشفى محمد الخامس بوسط الجديدة، يزيد عمرها عن ستة عقود.
و تذكر تصريحات بعض المواطنين الغاضبين، بأن إعدام الأشجار كان قد طال شوارع أخرى في وقت سابق، منها الشارع المحاذي لمجمع الصناعة التقليدية وشارع الحسن الثاني. وبرر المجلس البلدي قراره القاضي بإعدام الأشجار، تحت غطاء عملية تأهيل الشوارع والأرصفة بالإسمنت.
و أفاد جمعويون أنه منذ الشروع في تنفيذ هذه الجريمة في حق البيئة، والرأي العام بكل مكوناته يستنكر هذا الفعل الشنيع، ويتساءل عن الدافع الحقيقي الذي يقف وراءه، فهل الأمر يتعلق بتأهيل الأرصفة كما يقال، أم أنه يرتبط باعتبارات أخرى غير معلن عنها؟
وتابع الفاعلون الجمعويون أن هناك عداء ضد الأشجار ولكل ما هو جميل وأخضر بالمدينة، مستدلين بالإهمال الذي بات تعرفه الحديقتين اليتيمتين بالمدينة، ومعها الأشجار التي كانت موزعة على الشوارع، فتم التخلص منها لتبقى المدينة شبه عارية من التشجير، مؤكدين أن هناك أشجارا أخرى معمرة في مدينة الجديدة، مضى على وجودها عشرات السنين، اختفت بقدرة قادر من مكانها، لا بسبب شيخوختها، وإنما بفعل من يعتقد أن هذه الأشجار تؤثر على جمالية عمارته أو دكانه، أو تحول دون وصول الزبائن إليه، و مع ذلك، غالبا ما تلزم الدوائر المسؤولة الصمت المطبق، وكأن جريمة اقتلاع الأشجار وتشويه المنظر العام لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة