في الوقت الذي بدا نجم المجموعات الغنائية على شاكلة ناس الغيوان يندثر ويذوب صيته بين ثنايا العصرنة الموسيقية وتنويع الأنماط تحاول مزاغان الغيوان التشبث بالأصالة الغيوانية و تبريق إشعاعها في مدارات أوسع وتخليد هذا النوع الموسيقي الذي أنجدب إليه جل الشباب المغربي خلال السبعينات والثمانينات .
تأسست مجموعة ''الغيوان مازغان'' مع مطلع سنة 2005 في الوقت الذي انطفأت فيه كل المجموعات وبدت من الماضي,تأسست من طرف موسيقيين من مدينة الجديدة باسم''مجموعة الحال'' نظرا للحالة التي يصبح عليها أعضاء المجموعة في أدائهم لاغاني ناس الغيوان وبعض ما اتضح أن هذا الاسم تحمله مجموعة جزائرية اختاروا من الأسماء الأخرى اسم مزاغان الغيوان تيمنا بالمدينة التي رأى الأعضاء النور فيها ' و تفاديا لأي خلط بين المجموعات الأخرى .
. تتكون المجموعة من أربعة عناصر و هم نفس العناصر الذين أنشأوا الفرقة , و هم المايسترو محمد ماحمصاني عازف الة البانجو , الحنجرة الذهبية إبراهيم الريمي عازف البندير و صاحب الصوت الباطماوي الشجي بوشعيب السحنوني مروض الطبلة أو الطام طام , المعلم لكناوي محمد الصابوني المعروف بإسم ''حمودة'', أهلت المجموعة كي تكون صامدة و قوية متصدية لجميع المحاولات الكيدية من بعض الخصوم متحدية جميع التحديات وهذا راجع للتماسك والتمازج بين جميع الأعضاء لتكون أول مجموعة لازالت مستمرة بنفس الأعضاء المؤسسين لها .
شاركت المجموعة مند تأسيسها في عدة مهرجانات محلية و وطنية , و قد تجاوز إشعاعها حدود المملكة بعد أن دأبت مجموعة الغيوان مازغان على المشاركة في أبرز المهرجانات الفنية في دولة تونس الشقيقة حيت شاركت المجموعة في مهرجانات مدن جرجيس, مدنين, باجة, دكة , طبرقة, قبلي , سبيطلة و قفصة. كما كان للمجموعة الشرف في تنشيط الأمسية الرسمية التي تنظمها السلطات التونسية احتفالا بذكرى ثورة الياسمين بمدينة سيدي بوزيد مهد ثورات الربيع العربي سنتي 2012 و 2014.
رغم كون ان المجموعة تتبنى النمط الغيواني , فإنها لم تقتصر على أغاني ناس الغيوان بل أبدعت وأنتجت أغاني جديدة تواكب العصر الحالي , فأنتجت المجموعة أول ألبوم لها سنة 2011 تحت عنوان '' نغير عليك يا بلادي'' , و تتوفر على رصيد مهم من الأغاني الخاصة بالمجموعة , رغم غياب التمويل و الدعم من الجهات المخول لها دعم المشاريع الثقافية و الفنية و من المنتظر أن تعود المجوعة لإنتاج ألبوم جديد و دلك بتعاون مع الفنان العصامي جمال بوديول.
وقد ساهم إقصاء المنظمين للمهرجانات لمثل هذا اللون الغنائي واعتمادهم على ألوان مستوردة من الخارج في ترسيخ سياسة التناسي والإهمال لدى الشباب لمواكبة أغانٍي تتساوق ومجريات الواقع المغربي والعربي والعالمي. أغاني كانت تجسد حقيقة الواقع السياسي والثقافي خلال السبعينيات مما جعل المجموعات المتبقية على الصعيد الوطني تعاني من واقع التهميش واللامبالاة و الإقصاء ومن بينها الغيوان مزاغان
وتبقى قوة الأداء لدى الغيوان مزاغان في التناغم الفريد في الإيقاع والقدرة على الاستمرار التشويقي مع الإنسجامية، والإنتقال بالإيقاع بدون حصول تقاطع،ودون إبراز التقليد الأعمى الذي تعتمد عليه بعض المجموعات المحلية التي سقطت في النمطية والاتكال سواء في المظهر وطريقة الأداء مما يجعل المتلقي يخضعها لعملية المقارنة بين الأصل و التقليد
كما ان مجموعة مزاغان الغيوان استطاعت أن تُكسب نصوصها الغنائية الجديدة طابعا فنيا مثيرا، أوّلا من حيث مضمونها ، و قوة أدائها الموسيقي، مما يجعلها تستشري داخل المجتمع المحلي والوطني وتظفر بمعجبين داخل الجديدة وخارجها وخاصة تونس الشقيقة التي دأبت على استضافتها في كل مناسبة .
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة