شكاية طريفة باختفاء سيارة من الباركين تستنفر الدرك الملكي بسيدي بوزيد
شكاية طريفة باختفاء سيارة من الباركين تستنفر الدرك الملكي بسيدي بوزيد

تلقت الفرقة الترابية للدرك الملكي بمركز سيدي بوزيد، مساء الأحد الماضي،  شكاية تقدم بها رب أسرة،  مفادها أنه حل بمعية أسرته، على الساعة العاشرة من صباح اليوم ذاته، بمنتجع سيدي بوزيد، حيث استوقف سيارته الخفيفة من نوع "فيات أونو"،  على  جنبات الشارع الرئيسي ذي الاتجاه الوحيد. إذ نزلوا جميعا إلى الشاطئ، حيث قضوا أوقاتا جميلة  في الاستمتاع بالبحر والشمس والرمال الذهبية.

 

وعندما حان وقت الرجوع إلى الجديدة، توجه الأب وأسرته، على الساعة الثالثة والنصف مساءا، إلى العربة، غير أنه لم يعثر لها على أثر. وظل يبحث عنها طولا وعرضا، قبل أن يقرر الالتحاق بمركز الدرك، ويبلغ عن اختفائها، ظنا منه أن أحدا سرقها.

 

رجال الدرك تعاملوا مع الشكاية بما يلزم من حزم، سيما أن الأمر يتعلق ب"تبخر سيارة في الطبيعة"، ما يعني أن الاختفاء قد يكون بفعل فاعل، أي أنها تعرضت للسرقة الموصوفة، باستعمال مفاتيح مزورة.

 

قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة من تدوين تصريحات المشتكي، وإشعار مصالح القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، والقيادة العامة للدرك الملكي بالرباط، وإصدار برقية بحث، يتم تعميمها على المصالح الدركية والأمنية بالمغرب، رافق الدركي المكلف بالبحث صاحب السيارة إلى المكان الذي صرح أنه استوقف فيه عربته. وبالفعل لم يعثرا عليها. والغريب أن الدركي لم يكن يتوفر إلا على بيانات لا تتعدى نوع السيارة، لأن صاحبها  كان يجهل ترقيمها المعدني.

 

وطيلة زهاء 3 ساعات متتالية، ظل الدركي وصاحب السيارة المختفية، في عقده الخامس، وهو متدين وفوق كل الشبهات، يتفحصان السيارات المستوقفة على طول الشارع المطل على الشاطئ الرملي. لكن دون جدوى. وبعد أن يئس الدركي من العثور على العربة، قصد حارس ال"باركين"، واستفسره عن السيارات من نوع "أونو فياط" التي كانت مستوقفة، منذ صباح الأحد (...)،  فرد عليه بالنفي، باستثناء سيارة واحدة، رمادية اللون، وهي سيارة تحمل لوحة معدنية ذات ترقيم بالدارالبيضاء،   لم يعرها رب الأسرة البتة أي اهتمام، ليقينه بأنها ليست سيارته.

 

لم يكن ثمة من خيار أو  ما يخسره الدركي، حيث طلب من السائق مفاتيح عربته، وشرع في فتح بابها الأيمن الأمامي. الأمر الذي لم يكن عصيا. وبداخل "لابوات أكون"، عثر على أوراق السيارة التي تحمل البيانات الخاصة برب الأسرة، المبلغ عن اختفاء عربته. ومع ذلك، كانت ردة فعل  رب الأسرة  أن سيارته بيضاء اللون، وأن هذه العربة لونها رمادي. وتهكم من كان حوله، وقال له أن بعضهم قد يكون وضع له وأوقعه في مقلب من مقالب "الكاميرا الخفية".

 

النازلة من الطرائف التي عاشها الدركي والفرقة الترابية بمركز سيدي بوزيد، والتي قد تدخل، حسب تكييف وقائعها، في نطاق إزعاج السلطات والوشاية الكاذبة. غير أن ذلك أمر مستبعد جدا، نظرا لحسن نية رب الأسرة، الذي كان جادا وجديا في تبليغه، ومواقفه وردة فعله الجديرة ب"سكيتش هزلي"، أو حقا بمقلب من مقالب "الكاميرا الخفية".  

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة