صور صادمة لضريح سيدي مسعود بن احساين باولاد فرج والجماعة خارج التغطية
صور صادمة لضريح سيدي مسعود بن احساين باولاد فرج والجماعة خارج التغطية

لقد بلغ السيل الزبى  واقتلع الغرس من جذوره وذهب النور وبدت الصورة سوداء تبعث رسائل الحزن والكآبة وتنقلك إلى  مكان يرجع تاريخه إلى بداية القرن السابق إنها الصورة القاتمة التي تصدمك وأنت تتقدم بخطوات اتجاه ضريح الولي الصالح سيدي مسعود بن احساين الذي يبدو كوردة ذبلت وذبل كل شيء من حوله .

 

ما إن ركنا السيارة أنا وأصدقائي  أمام خرابة بجوار الضريح حتى تدفق علينا مجموعة من الأشخاص جعلوني أعيش لحظات من فيلم الرعب  " الأموات الأحياء " علامة البؤس والحزن تخيم على محياهم وحالتهم المتسخة تبرز الوضعية المزرية التي وصلوا إليها .فقادني فضولي أن وجهت التحية براسي إلى احدهم فاقترب مني ومد يده اتجاهي مبرزا أسنانه المهشمة-التي  بدأت تغادر مكانها بفعل تكالب الأيام- في ضحكة صامتة دون أن يتلفظ بكلمة واحدة ففهمت مقصده وسلمت له درهما وذهب إلى حال سبيله بعد ما رمى الدرهم على الأرض فتبعه الأشخاص الآخرين في لقطة يفهم منها  أننا لسنا هؤلاء اللذين كانوا ينتظروهم .هذه الواقعة جعلتني أحاول أن افهم ما وقع أمامي اللحظة خصوصا وان صديقاي لم يعير الاهتمام لما وقع و ذهبا يتجولان في جوار الضريح كونهما يزورانه لأول مرة اما أنا فابن المنطقة  وحز في نفسي ما رأته عيني من خراب وتذمر في وجوه الناس فشتان بين الصورة المختزنة في ذاكرتي  والصورة التي  أراها أمامي الآن واصلت  السير، تحت نظرات الجالسين والواقفين أمام ما يشبه بالمقاهي الشعبية والدكاكين الفارعة وجدت نفسي مكرها على تقمص شخصية الغريب الباحث عن شيء  من أجل التوغل في عالم مشوب بالحيطة والحذر، عالم لا يدخله إلا المرضى وأهاليهمإنها مآسي حية روائح كريهة من محيط سيدي مسعود، مردها إلى تواجد مطارح الأزبال على مرمى حجر من باب القبة، بقايا نفايات المنازل وأكياس الخضر والفواكه ومياه عطنة، تمتزج مع المياه العادمة الفائضة عن المطامير المستعملة لاستقبال مياه الواد الحار ، وغير بعيد عن باب القبة، أصبحت خلوة للا عائشة، عبارة عن مطرح هي الأخرى، لقنينات الجعة وبقايا المأكولات الجاهزة،ومرضى نفسانيين في حالة مزرية حتى لا نقول حمقى و المغزى الذي جعل الشخص يرمي بالدرهم ويذهب حال سبيله لدليل أنهم عقلاء يعانون من أمراض نفسية تحتاج إلى الرعاية الصحية والمواكبة الطبية  لأنهم سئموا من هذه المعانات وينتظرون الانفراج من أي شخص أتى إلى الضريح .

 

هذه الصورة القاتمة قادتني إلى البحث عن مكمن الداء فأمرت احد أصدقائي باخد صور لهذه الأماكن وهذه الحالة التي يبدو عليها الضريح الشيء الذي دفع بأحد الساكنة أن يتقدم إلينا ظنا منه أننا فريق من قناة تلفزيونية فأطلق العنان للسانه وأخبرنا بحقيقة صادمة تتجلى في استغلال احدهم موارد الضريحينسب نفسه كرها وغصبا إلى سيدي مسعودوبسطوته وجبروته رفقة أبنائه يستولي على أموال المداخيل والهبات التي تقدم إلى الضريح ويستغلها في أمور شخصية ومنافية للأخلاق كشرب الخمر والقمار في محله التجاري الذي فاق علوه علو بناية الضريح هذه الحالة أكد ها لنا  أكثر من شاهد ألتقايناه في جولتنا في جنبات الضريح .

 

والغريب في الأمر أن الجماعة القروية المسؤولة التي تعيش على صيت وتراث سيدي مسعود، لا تعير للفضاء أي اهتمام، علما أن السياحة الدينية حاضرة بقوة في مثل هذه الفضاءات، والتي تفرض عليها على الأقل الاعتناء بالفضاء الخارجي للمكان، كتعبيد الطريق خدمة للزوار وأبناء البلد في المقام الأول، حيث أصبحت المسالك المؤدية إلى سيدي مسعود، عبارة عن حفر متتالية تجبرك القيادة بحذر شديد حتى لا تقع سيارتك في إحداها .

 

تجمهر حولنا الناس وبدأت الشكايات الشفوية تتقاطر علينا من كل واحد تظهر المعانات التي يعيشها السكان الذين بدا اغلبهم يفكر ون في الهجرة إلى مكان آخر .شكايات تتمحور كلها  حول  هدف واحد هو رفع المعانات ومطالبة المسؤولين بزيارة هذا المكان للوقوف على هذه الوضعية المزرية التي وصل إليها الضريح بعض تاريخ حافل من الارتقاء والسمو الذي كان يعرفه موسم سيدي مسعود بن احساين خلال ستينات والسبعينات كان موسما يحتدى به نظرا إلى توافد مجموعة من الخيالة بزي تقليدي من أنحاء مناطق المغرب ويقيمون فيه أيام يحتفلون به بتلاوة القرآن والتبوريدة والأمداح تتخللها العاب فولكلورية والعاب السيرك فيما كان الشرفاء القواسم يقومون بالقنص بالصقور .وكانت تروج في الموسم فلاحة  المنطقة البورية والسقوية وبعض الصناعات المحلية.

 

كان الضريح القابع فوق ربوة، يطل من خلالها على ساكنة أولاد افرج، وكأنه يحرسهم من عوادي الزمن كان يوفر لزمرة من أبنائه/بناته مدخولا شهريا، يتأتى من واجب الزيارة والبركة التي يجود بها الزوار،

 

لقد ربط احد السكان انمحاء موسم سيدي مسعود بزوال البركة لكن الحقيقة أن أهل المنطقة ساهموا في هذا التدهور الذي جمد الحركة الاقتصادية نظرا للمضايقات التي  كان يتعرض لها زوار للضريح من طرف مجموعة من المشعويدين الذين كانوا يستعملون كل الوسائل التحايلية للإيقاع بهم ناهيك عن بعض المظاهر اللانسانية الشبيهة بما يقع ببويا عمر حاليا وربما اعنف منه والمتجلية برمي المريض في سرداب طبيعي  عميق  وتركه لأيام وأيام عديدة  يرمى له الأكل من الأعلى كأنه حيوان مفترس حتى يتم شفائه في اعتقاد أهله.

 

وتجدر الإشارة أن  ضريح " سيدي مسعود بن حسين " يقع بقرية أولاد فرج في الجهة الشمالية وتبلغ المساحة المخصصة له أربع هكتارات يتوسطها مبنى الضريح الذي يتكون من ثلاثة فناءات أكبرها هو الفناء الخارجي المرصف بالزليج وتتابع على جنباته مجموعة من الأعمدة ويوجد به سرداب يتم النزول إليه عبر سلم حديدي  وكان يحجإليه الزوار من كل حدب وصوب قصد  الاستشفاء  من داءالصرعوليس الضريح المنارة الوحيدة بل يوجد إلى جانبه  زوايا  مدارس  قامت بدور التعليم و التوجيه و التكوين على مدى سنين .

ويرجع التاريخ نسب سيدي مسعود إلى حسين بن عبد الرحمان بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن عبد الصادق بن أفرج بن غالب بن عبد الواحد بن محمد بن علي بن مسعود بن يحي بن إبراهيم بن يحي بن أبي القاسم ابن إدريس الأصغر ابن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي كرم الله وجهه.


كان جده مولاي عبد الرحمان فقيها جليلا وكان قبل استقراره ببلاد بن افرج كان بمدينة حوطة قبل خرابها ثم بمراكش ثم تزوج بمريم بنت أحمد الفرجية الدكالية رزق منها  بثلاث أولاد ذكور مولاي عبد الرحمان سيدي ابن احساين ومولاي الحسن ثم مات ودفن أمام مراكش ، ولده سيدي احساين ولد سيدي مسعود ودفن في بولعوان.

 

وتشير المصادر التاريخية أن سيدي مسعود نشاوترعرع في أحضان عائلة يعتبر أفرادها من العلماء المتصوفة فوالده سيدي حسين مدفون ببولعوان – كما ذكر سابقا – وجده سيدي عبد الرحمان مدفون قرب ضريح سيدي مسعود.


أما تكوينه العلمي فقد تلقاه على يد الشيخ سيدي احمد الشرقي الزاوية أبي الجعد ومؤسسها واحد كبار أولياء المغرب أواخر القرن 10 هـ / 16 م .

 وتؤكد الرواية الشفوية أن سيدي مسعود ابن احساين نشأ يتيما مرعي الغنم ، وبينما كان يرعى الغنم مر به ركب يتجه نحو سيدي احمد الشرقي بأبي جعد ، تخلى الطفل عن القطيع وتبع الركب ، ولما وصلوا إلى أبي الجعد تركوا الطفل يحرص الدواب فلما أقبلوا على الولي الصالح رفض استقبالهم بدعوى أنهم لم يأتوه جميعا ، واستغربوا وأعاد السؤال حتى تذكروا الطفل الصغير ، فابتسم الولي وأخبرهم أن ذلك الطفل هو الخير و البركة وأنه سيكون له شأن عظيم وبقي الطفل في خدمة سيدي محمد الشرقي إلى أن أمره بالرجوع إلى بلده . كما أن الرواية تحكي أن سيدي مسعود بن حسين وهو طفل بينما كان سيدي محمد الشرقي نائما مستلقيا على ظهره تسلل الطفل إليه خلسة ورضع ثديه الأيسر و الصيغة الثانية تؤكد أنه رضع أصابع يده اليسرى ثم أراد أن يتناقل إلى ثديه الأيمن فاستفاق الولي من نومه ومنعه قائلا لو فعلنا لما تركت لأبنائي شيئا.

 

\"\"

\"\"

\"\"ذ

 

\"\"

\"\"

\"\"

\"\"

\"\"


\"\"

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

\"\"

\"\"

\"\"

\"\"

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة