احتضنت قاعة العروض بالمعهد الفرنسي بالجديدة معرضا تشكيليا من نوع خاص .معرضا يؤكد مقولة " أن الموهبة الفنية قد تنفجر في أي لحضة وقد تزيد من شان صاحبها ".
منذ قدومه إلى الجديدة قادما من مراكش متخصصا في المتاحف والتاريخ تميز رضوان خديد بحضوره الدائم لجميع الندوات والمحاضرات التي تقام هناك وهناك تارة مشاركا وتارة مستمعا وتارة أخرى مناقشا لكنه اليوم يخلق المفاجئة ويلبس عباية أخرى ستزيده تألقا, هذه العباية التي تحتاج من صاحبها سنين حتى تكون على مقاصه لكن رضوان خديد أبان عن حنكة قلما نجدها في احد بحيث فاجأ الحضور بلواحات فنية من إبداعه تلخص في كونها تجلب الناضر وتتوه به في عالم مليء بالمتناقضات والثنائيات .
لقد اختار هذا الفنان أن يشتغل في صمت سكوتي بعيدا عن تربصات العيون الجانحة المزوقة بكحل من رماد نظراتها تزيل الأبيض من الفراغ .
ربما قد يتساءل احدهم أني بالغت في وصف هذا الفنان المتمرس رغم حداثته في هذا الميدان سأرد عليه بالأعمال التي عرضها هذا الفنان التي تبرهن عن تنوع فنية المواضيع و تعامله مع اللون والشكل باحترافية مطلقة حيث تجاوزت لواحاته الرؤية الأحادية, فمن التجريد الخام المحض إلى التجريد المشخص ومن اللون المتمازج إلى اللون المنفرد الأحادي ومن الواقعية التاريخية إلى الواقعية الحديثة مما يجعلنا نشعر بتواجدنا في أكثر من معرض ولعل الشهادة التي أدلت بها مديرة المعهد الفرنسي في حق رضوان خديد لدليل على أن هذا الأخير تخطى الصفوف والدرجات الأولى في المدرسة الفنية بقفزة عالية أدت به إلى الاصطفاف في صفوف الفنانين المتميزين والمرموقين
إن المتأمل في لوحات هذا الفنان قد يصاب بنوع من التبعية البصرية وتياهان في مضمونها لما تحتويه من رموز ذات إيحاءات تماثلية تتجاوز الرؤية العادية والتفسير السطحي خاصة إذا تمعن في المجازفة في كسب ثقة المتلقي بالمزج بين التأطير التقليدي والتشكيل الحداثي.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة