استبشرت ساكنة مدينة الجديدة خير عندما انخرطت عاصمة دكالة في الآونة الأخيرة في انجاز أوراش كبرى بعدما تعالت أصوات الشكايات بالحالة المزرية التي آلت إليه الشوارع والأزقة ويدخل هذا في إطار إعادة تأهيل المجال الحضري للمدينة.
وتجدر الإشارة أن هذه المشاريع الكبرى التي رُصدت لها، حسب مصادر مطلعة، أزيد من أربعين مليار سنتيم لتنفيذ مضامين برنامج التأهيل الحضري للمدينة، من اجل تقوية البنية التحتية والشبكة الطرقية الحضرية، وتسهيل عملية السير والجولان، وكذا تعزيز دور المدينة كقطب حضري جذاب ومتوازن على مستوى الجهة.
ومن ضمن المشاريع التي أعطيت انطلاقتها، أخيرا، إعادة ترميم وتعبيد الطرق بمختلف أزقة الأحياء السكنية ، وعلى مستوى الشوارع الكبرى كالمقاومة، محمد الرافعي، الحسن الثاني، ابن خلدون، شعيب الدكالي، ابن تومرت، محمد الخامس، المسيرة، التحرير، عبد الرحمن الدكالي، النخيل...، إضافة إلى إتمام عملية تكسية الأرصفة وتهيئة المدارات الطرقية، وذلك وفق عدد من الأشطر المرتبطة بالفترات الزمنية ونوعية الأشغال وعلاقتها بالسير والجولان خاصة في فصل الصيف. لكن بطء الاشغال بدأت تطفو على السطح بعض المشاكل لدى أرباب المتاجر المنتشرة بجنبات الطرقات بسبب تطاير الغبار والأتربة بداخلها، خصوصا أن من بين هذه المتاجر مقاهي ومطاعم ومقشدات ومحلات للجزارة، بالإضافة إلى اختناق مروري شديد و صعوبات لوجيستيكية وضغوط ديموغرافية.
وما زاد الطين بلة تأجيل انتهاء الإصلاحات في الساحة المحاذية للمسرح عفيفي بسبب تماطل تفويت صفقة انجاز النافورة التي من المفترض أن تتوسط الساحة الملكية لتزيدها رونقا وبهاء وحسب مصادر عليمة فان المقاول قرر عدم إنهاء الأشغال في هذه الساحة حتى لا يضطر إلى إعادة حفر قنوات الماء التي ستخصص للنافورة .
ومن جهة أخرى فقد لاحظ المتتبعون أن هناك تشوهات فيما بعد إصلاح بعض الشوارع وخاصة عند الملتقيات في بعض الأرصفة وعدم إتمامها وكذلك على صعيد شارع محمد السادس فقد أفقدت الأشجار المشوهة هناك الرؤية المنتظرة بعد اصلاح هذا الشارع وجعلت من هذا الأخير يبدو ضيقا . و على مستوى ساحة الحنصالي تعمد المسؤولون إبقاء بعض الأشجار رغم وضع أشجار النخيل التي أضفت على المكان جمالا.
وهدا يدفعنا إلى التشكيك في الرؤية التي كانت وراء هذا المشروع الضخم الذي يهدف إلى جعل مدينة الجديدة مزدهرة وتحترم الإنسان والبيئة، من خلال استقطاب شركات الدعم والخدمات الموجهة لمواكبة الصناعات المتمركزة خارج المدار الحضري، والتركيز على السياحة الداخلية وسياحة الأعمال، وجعل المدينة قطبا تجاريا كبيرا، والتحكم في التنمية المجالية والسير والجولان والرفع من جودة الخدمات العمومية والأنشطة الثقافية والترفيهية، مع حماية المدينة من الأضرار الناتجة عن الصناعات.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة