-
الجديدة تحتفل بالذكرى العشرين لإدراج إدراج المدينة البرتغالية مازاغان ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو
بمناسبة الذكرى العشرين لإدراج المدينة البرتغالية مازاغان ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، تستعد هذه المعلمة التاريخية الفريدة لاحتضان حدث استثنائي باعتبارها جوهرة معمارية وشاهداً على التاريخ المشترك بينالمغرب وأوروبا، سيتم الاحتفاء بها من خلال يوم مستفيض بالنقاشات والأنشطة الثقافية التي تسلط الضوء على تحديات الحفاظ على التراث وضمان نقله للأجيال القادمة.وسيتميز هذا الحدث ببرنامج غني ومتنوع، يهدف إلى توحيد جهود الفاعلين في مجال التراث وزيادة الوعي العامبأهمية الحفاظ عليه.* حدث ثقافي بارز لتعزيز وصون التراث..تحت رعاية عمالة إقليم الجديدة، وبشراكة مع المديرية الإقليمية للثقافة بمدينة الجديدة وسيدي بنور وجامعة شعيب الدكالي تنظم جمعية ذاكرة دكالة للحفاظ على التراث هذا الحدث الكبير لإحياء الذكرى العشرين لإدراج المدينة البرتغالية مازاغان ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. وتحت شعار «إرث للمستقبل: الحفاظ على التراث في مواجهة تحديات المستقبل» ، سيجمع هذا اللقاء شخصيات بارزة من الأوساط الأكاديمية والثقافية والمؤسساتية، حيث ستتيح هذه المناسبة فرصة للنقاش والتفكير الجماعيحول تحديات الحفاظ على التراث ودوره في التنمية المحلية.* موعد بارز للحفاظ على التراثمنذ إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو سنة 2004 ، أصبحت المدينة البرتغالية مازاغان رمزاً للحواربين الثقافات ودليلاً استثنائياً على التاريخ المغربي الأوروبي المشترك. وتعد هذه الاحتفالية مناسبة لتعزيز الإشعاع الثقافي والسياحي لهذه التحفة المعمارية، وكذا لتوعية الرأي العام بأهمية حمايتها من التحولات الاقتصادية والحضرية.*الجلسة العامة برئاسة السيد أندري أزولايسيتميز الحدث بجلسة عامة رئيسية يؤطرها السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث سيقدم رؤيته حول أهمية التراث المغربي ودوره في الحوار بين الثقافات، مع تسليط الضوء على ضرورة نقل القيم التاريخية والحضارية للأجيال القادمة.* برنامج غنى وتفاعليخلال هذا اليوم المميز، سيتم تنظيم مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى تعميق التفكير حول أهمية الحفاظ على التراث وتثمينه•. موائد مستديرة : مناقشات حول التحديات الراهنة في الحفاظ على التراث وآفاق إدماجه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. عرض فيلم : رحلة بصرية تسلط الضوء على عشرين عاماً من الاعتراف الأممي بالمدينة البرتغاليةمازاغان.معرض توثيقي : استعراض تاريخي لمسار تطور المدينة البرتغالية وتسليط الضوء على الجهود المبذولة للحفاظ عليها.جولات إرشادية : اكتشاف تاريخ ومعمار المدينة البرتغالية من خلال جولات ثقافية مصحوبة بمرشدين.* لقاء أدبى عشية الاحتفالفي إطار فعاليات هذا الحدث، سيتم تنظيم لقاء أدبي مميز يوم 19 فبراير 2025 في تمام الساعة 19:00 بفندق "ميا هوتيل مازاغان باي". وستقدم الكاتبة نعيمة لهبيل التاجموعتي مؤلفها الجديد «من هو البكاي؟» (منشورات موسم، 2024) ، مما سيفتح المجال لنقاش ثري حول دور الأدب في الحفاظ على الذاكرة والتراث الثقافي.* التزام جماعي من أجل مستقبل التراثيمثل هذا الحدث فرصة لتعبئة الفاعلين المحليين والدوليين من أجل إدارة مستدامة ومسؤولة للتراث. كما يهدف إلى ترسيخ مكانة إقليم الجديدة كقطب رئيسي للسياحة الثقافية وحماية التراث، من خلال إشراك مختلف المتدخلين على المستويات المحلية والوطنية والدولية.
-
اكتشاف أثري مهم بساحل بمدينة الجديدة (حطام سفينتين أثريتين).
تم مؤخرا اكتشاف حطام سفينتين أثريتين بساحل مدينة الجديدة، حسب ما تم الإعلان عنه من طرف المركز الوطني للدراسات والأبحاث في التراث المغمور بالمياه، التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل.وهذا الاكتشاف يعطي إضافة مهمة لتاريخ مدينة الجديدة عموما والتاريخ البحري للمدينة على وجه الخصوص، بحيث كان يعتبر ميناء الجديدة خلال القرن التاسع عشر من أهم الموانئ بالساحل المغربي، إن لم يكن أهمها.ويدخل هذا الاكتشاف في مجال التراث المغمور بالمياه، المحمي باتفاقية اليونسكو الموقعة بباريس سنة 2001 والتي صادقت عليها المملكة المغربية والمنشورة بالجريدة الرسمية عدد 6098 الصادرة بتاريخ 8 نونبر 2012. حيث تشكل هذه الاتفاقية حماية قانونية للتراث الثقافي المغمور بالمياه.وحسب المركز الوطني للدراسات والأبحاث في التراث المغمور بالمياه فإنه يُرجح أن السفينتين تعودان للنصف الثاني من القرن التاسع عشر.وهي مناسبة نوجه فيها الدعوة للمهتمين والباحثين إلى استثمار هذه المعطيات التاريخية التي تشكل إضافة نوعية للتاريخ البحري المغربي عموما والجديدي خصوصا. وذلك من خلال تسليط الضوء على المكانة المرموقة لميناء الجديدة خلال القرن التاسع عشر.ذ هشام المراكشياستاذ القانون بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة.
-
احتفاء الرئاسة العامة لشؤون الحرمين بمؤسسة شعيب الصديقي الدكالي
بمناسبة اهدائها الاصدار الأخير لمؤسسة شعيب الصديقي الدكالي "التذكير و الإخبار بتراجم علماء و صلحاء و أدباء دكالة الأخيار " ، احتفت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين ممثلة بالشيخ الدكتور عطية السهيمي، في مكة المكرمة، بمؤسسة شعيب الصديقي الدكالي، ممثلة في رئيسها ذ مولاي أحمد الصديقي. و قد تم بهاته المناسبة اهدائه من مجموعة من الكتب الشرعية. و للتذكير فالمؤسسة تحمل اسم مفتي الحرمين، الوزير العلامة المحدث المصلح،شيخ الاسلام ابي شعيب الصديقي الدكالي،أول وزير للعدلية و للمعارف، و أول رئيس للمحكمة العليا، في بلادنا..
-
زيجة مباركة بين المدفع والزُّواكة.. عرس مفتوح طيلة شهر رمضان بالجديدة
مدفع رمضان أسلوب يستخدم لإخبار العامة بحلول موعد الإفطار وفك الصوم في شهر رمضان حيث يقوم جيش البلد بإطلاق قذيفة مدفعية لحظة مغيب الشمس. وهو أسلوب أو عادة لم تصدر بناء على فتوى فقهية ولا أمر بها أمير أو حاكم عربي وإنما ولدت عن طريق الصدفة، فاستحسنها الناس وحافظوا عليها ولا زالت حتى اليوم تتبع في العديد من الدول الإسلامية. كما كان يلجأ إليه للتبشير بحلول عيد الفطر السعيد .كان المسلمون في شهر رمضان أيام الرسول (ص) يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت النوم. وعندما بدأ استخدام الآذان اشتهر بلال بن رباح وعبد الله بن أم مكتوم بجودة آذانهما. وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ ومع زيادة الرقعة الإسلامية وانتشار الإسلام، أن يبتكروا وسائل مختلفة إلى جانب الآذان للإشارة إلى موعد الإفطار إلى أن ظهر المدفع إلى الوجود في القرن 15 الميلادي.كانت القاهرة عاصمة مصر أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان.. فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هجرية (10يونيوه 1461 ميلادية) أراد السلطان المملوكي الظاهر سيف الدين خشقدم (1467/1413) أن يجرب مدفعا جديدا وصله هدية من ملك إيطاليا، فصادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط ظن الناس معه أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حل. فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها. وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار.واستمرالوضع على هذه الحال حتى القرن 19 في عهد الخديوي إسماعيل الذي أصدر قرارا رسميا باستخدام المدفع للإعلان عن ثلاث مناسبات: الإفطار، بداية السحور ثم الإمساك. وبعده حلت ابنته الحاجة خديجة التي اصدرت بدورها (فرمانا) آخر أي قرارا لاستخدام المدفع في المناسبات المذكورة زائد مناسبتين اثنثين: الإعلان في آخر يوم من أيام شعبان عن حلول شهر رمضان في اليوم التالي، ثم في آخر يوم من نفس الشهر للإخبار بحلول عيد الفطر السعيد وفى الأعياد الرسمية .بعد ذلك بدأت الفكرة تنتشر في أقطار الشام أولا، القدس ودمشق ومدن الشام الأخرى ثم إلى بغداد في أواخر القرن 19 م .. وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت حيث جاء أول مدفع إليها في عهد الشيخ مبارك الصباح عام 1709. ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب إفريقيا وشمالها بدول المغرب العربي وضمنها المغرب بطبيعة الحال. وكانت أول المدن المغربية التي انطلق فيها مدفع رمضان هي فاس ومراكش لتليها بقية المدن.وللإعلان عن نفس المناسبات في شهر مضان، يتم استخدام آلة أخرى بعدد من المدن المغربية ضمنها الجديدة ألا وهي النّفير أو ما يسميه العامة بالزُّواكة، التي توجد أبواقها الثمانية فوق مسرح محمد سعيد عفيفي. وهي من مخلفات الاستعمار الفرنسي وكان يستخدمها للإعلان عن الكوارث الطبيعية كالحرائق والفياضانات مثلا أو الزلازل، وأيضا لإنذار مواطنيه بما قديتعرضون له من هجوم المناضلين المغاربة من أجل الحرية والاستقلال.لنتابع جميعا هذه الفرجة الممتعة من خلال هذا الزواج الممتع بين المدفع والزواكة بالجديدة، عبر الروبورتاج التالي :
-
بورتريه: عبد الرحمان كامل مفتش الشرطة 'البرلماني''.. ساهم في ركائز التشخيص القضائي بالجديدة وأهلها اختاروه ممثلا لهم
عبد الرحمان كامل الذي أطلق صرخته بالجديدة، بصم على مشوار حافل من العطاء في سلك الأمن الوطني، وكان من إحدى الدعائم الأساسية لمصلحة التشخيص القضائي بأمن الجديدة، رجل حتى وبعد اختياره التقاعد من سلك الأمن، رسم لنفسه آفاقا أخرى في الحياة، كان رصيده في ذلك انضباطه الشديد واحترامه للمواعيد، فسطع فاعلا اقتصاديا وكيلا لشركة “رونو” ومسيرا للمخيم الدولي للسياحة ورئيسا للدفاع الجديدي ونائبا برلمانيا للجديدة لثلاث ولايات، انتزع فيها للجديدة المستشفى الجديد بمؤازرة من الراحل المصطفى ساهل، ومركب عدالة يليق بالمتقاضين .عندما اشتد عوده، اختار أن يكون رجل أمن في 1960، هو الاختيار الذي يؤكد بصدده ” ليست الصدفة ما قادتني أن أكون أمنيا، بل أذكر حادثا في مرحلة الاستعمار بالبيضاء أثر في نفسيتي وكنت لحظتها رفقة الوالدين، ويتعلق بطريقة وحشية تعامل بها أمنيون فرنسيون مع مواطن مغربي، وأيضا التعامل اللاإنساني لـ” فاما”، وهو شرطي فرنسي، كان يكيل العذاب لأهل الجديدة، ومنذ ذلك الوقت كنت أحلم أن أكون مكان هؤلاء المعمرين، شرطيا يساهم في ترسيخ الأمن وليس تعذيب الناس ، وتقدمت إلى مباراة الأمن سنة 1960 وبعدها خضت تدريبا بمدرسة الشرطة بالبيضاء وآخر للتشخيص القضائي بالإدارة العامة بالرباط “.عندما عين كامل بأمن الجديدة في 1962 كان أصغر الأمنيين، ويسترجع هذه اللحظات ” لما جئت الجديدة وجدت الكثير من الأمنيين المجربين، وكان لي الشرف أنني اشتغلت مع مجموعة من البارزين ،ومنهم رؤساء أمن ضمنهم لماتي وبلكناوي والعوفير والحسوني، وفريق أمني أذكر منهم الحاج المديوري الذي سيصبح في ما بعد الحارس الشخصي للمرحوم الحسن الثاني، ومامي ويقولتي وعبد الله بوبجة ولمكير وعلال ومنتصر وفرحات وعبد الرحمان خلقي وعبد القادر تكرادي، وكنت إضافة إلى ذلك لاعب كرة متميزا في فريق الشرطة، الذي كان يلعب فيه الحاج المديوري قبل انتقاله إلى الرباط، وهنا كان اندماج للدفاع الجديدي مع فريق الشرطة “.لما جاء كامل لمصلحة التشخيص القضائي كانت الجديدة مدينة صغيرة لا يتعدى سكانها 25 ألف نسمة، وليست بهذا الامتداد العمراني الحالي ولا بهذه الكثافة السكانية”. كانت الجديدة مدينة صغيرة ولم تكن فيها جرائم كثيرة، ومنها جريمة اهتزت لها المدينة في ذلك الوقت ، تتعلق بسرقة 8 ملايين سنتيم من الوكالة الرئيسية للبريد، وكنا نسلك في الوصول إلى الفاعلين مسلك البصمات، وأيضا تسخير ما راكمناه من تجارب، وتجدر الإشارة إلى أن سجن “الصوار” بالملاح سمي كذلك لأن مصلحة التشخيص القضائي، كانت تحرص على أخذ صور فوتوغرافية لكل سجين يحمل لوحة عليها رقم اعتقاله”.في سنة 1974 خرج كامل من سلك الشرطة بكيفية تطوعية، وهو الذي كان من دعائم التشخيص القضائي بالجديدة، ولأن الرجل بصم على مسار مهني منضبط ، من خلاله كسب احترام وود الجديديين، آمن بأن التقاعد الاختياري، ما هو إلا استراحة محارب، حيث وظف ذلك الرصيد الكبير من الاحترام، للعودة إلى المجتمع فاعلا اقتصاديا، ومسيرا منضبطا في الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم ” لقد كنت لاعبا في الدفاع و سيرت مع مجموعة من الرؤساء، وضمنهم إدريس شاكيري ومحمد فكان واليزيد الشركي، ثم ترأست الدفاع الجديدي وأرسيت بها نظام تسيير يرتكز على انضباط اللاعبين والشفافية في الإنفاق المالي، وهو ما جعل كل الفعاليات تودعني في جمع عام 2000، بصفة رئيس شرفي للدفاع الحسني الجديدي”.انضباطبين 2000 و2012 صوتت عليه الجديدة نائبا برلمانيا لها لثلاث ولايات متتالية، وكان نائبا برلمانيا لم يخرق أبدا الانضباط الذي تربى فيه في أحضان الأمن، إذ يعد صاحب رقم قياسي في الحضور إلى جلسات البرلمان ولجانه، ولم يسجل عليه أي تغيب طيلة 10 سنوات، ولعل تكريم العامل الجامعي للرجل في حفل رسمي بحر 2014، اعتراف له بمساره المنضبط على أكثر من واجهة..
-
''السوليما'' بمدينة الجديدة.. حكايات، حنين وذكريات
كان بمدينة الجديدة أربع قاعات سينمائية بُنيت وأُغلقت أو هُدِّمت حسب الترتيب التاريخي التالي:1 – “سينما باريس” وسط شارع الحنصالي لمالكتها الفرنسية “مدام ديفور” بُنيت سنة 1920 وكنا نسميها “سينما ديفور”. هذه السيدة هي أول من فتحت عيني على النقد السينمائي في سبعينيات القرن الماضي حين كانت تطلب إلي كتابة ملخص قصير عن بعض الأفلام التي أشاهدها مقابل فرجة مجانية بين الفينة والأخرى، كما كانت تمدني بالمجلات السينمائية المتخصصة وعلى رأسها مجلة Première الفرنسية الشهيرة. أغلقت سينما باريس سنة 2003.2 – سينما “الريف”. كانت توجد بشارع الحنصالي أيضا غير بعيد عن سينما باريس، سُميت حين بنائها سنة 1936 باسم سينما “ميتروبول”. ثم تحولت إلى “سينما التاج، وقد حملت بالفعل مجسم تاج في مدخلها فوق الإطار الخشبي الذي كان يُعلق به ملصقا الفيلمين المعروضين، كما يبدو ذلك واضحا في الصورة المرفقة. ثم أصبحت فيما بعد “سينما الريف” التي حلت محلها الآن (قيصارية الريف) حيث هُدمت في بداية تسعينيات القرن الماضي، مثلما حلت (قيصارية باريس) محل “سينما باريس”.3 – سينما “مرحبا” بُنيت سنة 1952 بشارع الجامعة العربية الذي تحول الآن إلى شارع محمد السادس، وأُغلقت سنة 1999. وعلى غرار) قيصاريتَيْالريف وباريس، حل محل سينما مرحبا مركز تجاري يحمل اسم (مركز مرحبا).المرحوم السيد محمد القومي/ مالك “سينما مرحبا” بنى في مستهل تسعينيات القرن الماضي، قاعة سينمائية تحمل نفس الاسم بآزمور، ذات هندسة جميلة غير بعيد عن ضريح مولاي بوشعيب. اشتغلت لزمن ليس بالهين لكنه اضطر لإغلاقها لأسباب عدة في نفس الآونة التي أغلق فيها نظيرتها بالجديدة، أي في متم التسعينيات. ولا تزال بناية “مرحبا آزمور” إلى الآن قائمة بشاشتها، كراسيها كما آلة تشغيل أفلامها 16 و35 ملم.4 -سينما “الملكي” لصاحبها المرحوم ابّا موسى بنيعگوب المعروف ب (بوحلُّوفة) وسميت أيضا باسمه. بنيت في مستهل سبعينيات القرن الماضي وأغلقت في تسعينياته. توجد، أو بالأحرى ما تبقى من بنايتها المنخورة من الداخل، في حي شعبي بزنقة الساقية الحمراء – زنقة ليل Lille سابقا – في درب غلف أمام مخبزة الملكي ولصق حمام بوحلوفة الذي تعود ملكيته لنفس الشخص. والطريف أن بعض العمال الذين كانوا يشتغلون في الحمام عملوا أيضا في السينما، فكم مرة وأثناء عرض الفيلم، كان أحدهم يدخل لينادي زميلا له بصوت مرتفع كي يلتحق بالحمام لحك ظهر زبون أو تدليكه أو ما شابه!لمزيد من المعلومات، مشاهدة عدد من الشخصيات ذات صلة بهذه القاعات السينمائية، واسترجاع كثير من الذكريات متعلقة بها، يُرجى فتح الرابط التالي:.
-
من الذاكرة.. يوم فازت الجديدة بجائزة أنظف مدينة في المغرب سنة 1979
الشاحنة رفقة هذا المقال هي الجائزة التي أهديت لمدينة الجديدة سنة 1979 ، لما اختيرت في المباراة الوطنية للنظافة، أنظف مدينة عبر ربوع الوطن بكامله. لا نريد أن نستحضر هذه اللحظة من الزمن المنسي لهذه المدينة بقصد التشفي في الحاضر الذي يوده كل الجديديين على الأقل أن يكون في النظافة كالماضي .لقد فازت المدينة ببطولة النظافة في ذلك العهد التي امتلكت فيه فريقا قويا لكرة القدم، استعصى عليه لقب البطولة والكأس .حتما لما نستوقف سنة 1979 لم تكن المدينة بمثل هذا الامتداد العمراني الكبير ، أو كما كان يقول سكانها الأصليون "ريال من الجاوي يبخر الجديدة " ، لكن كانت مدينة نظيفة بحدائق غناء .فازت المدينة بجائزة النظافة لم تكن يومها تتوفر على تدبير مفوض لأي شركة ولم يكن لها أسطول شاحنات ولا آليات ، الذي كانت تتوفر عليه ساكنة متشبعة بثقافة "النظافة" ، كانت كل النساء وفي كل صباح يكنسن أبواب منازلهن، وينتظرن عربات تجرها بغال للتخلص من النفايات في الصباح الباكر وقبل طلوع الشمس وكلنا نذكر "كوبوي" ذلك الشخص الذي كان يسوق عربة بحصان أبيض اللون، ويستأذن دخول أحياء المدينة بإطلاق صوت "الكورنيطة "على شاكلة العسكر ، ولا زلت أذكر أن خلف هذا النفر القليل من رجال النظافة يتحرك شخص بلباس البلدية على متن دراجة موبيليت بيضاء اللون ، هو الشاف "موسى " رحمة الله عليه ، كان قاسي الملامح في غلظة ألفها الناس لدرجة أنهم يتحاشون غضبة منه قد تؤدي بهم إلى تأدية "مورطة " قدرها 101 ريال آنذاك ، كانت تفرض حتى على الذين يقطعون الطريق بكيفية عشوائية .كان "الشاف موسى" يطبق بالحرف تعليمات "مدام تكناوت "رئيسة قسم النظافة والصحة ببلدية الجديدة التي كان مقرها وإلى غاية سنة 1982 بمقر المقاطعة الحضرية الثانية الحالي .في ذلك الوقت المنسي كانت جائزة النظافة أحد القنوات الأساسية التي سوقت من خلالها المدينة نفسها بشكل كبير لدى شريحة من هواة السياحة الداخلية واستثمرها المجلس البلدي الذي كان يترأسه محمد أرسلان الجديدي في اتجاه تلميع صورة المدينة أمام زوارها .أما اليوم فقد أجاريكم القول بأن الجديدة يمكن أن تتبارى على جائزة "أزبل " مدينة في المغرب، جراء إضراب عمال نظافة من حقهم أن يطالبوا بتحسين أوضاعهم وظروف عملم ، لكنه إضراب اختار توقيتا له فصل الصيف الذي تضاعف فيه المدينة نفاياتها بالشكل الذي تضاعف فيه سكانها .لكن التحدي الآن يكمن في سؤال عريض ، هل نستطيع بشركة عملاقة بأسطول شاحنات وب 300 من العمال وبأكثر من 700 حاوية وبدراسة دقيقة لمجال إنتاج الأزبال بالمدينة ، هل نستطيع تحقيق إنجاز آبائنا وأجدادنا لما فازوا بجائزة النظافة سنة 1979 ؟أكيد نستطيع عندما تتحمل الشركة كامل مسؤوليتها في تطبيق كناش التحملات، ويتحمل رجال الإدارة الترابية مسؤولية التصدي لكل أشكال السلوكات التي تقوم بترييف المدينة ، وتكون للشرطة الإدارية البلدية صرامة "الشاف موسى ومدام تاكناوت " ، وأتحمل أنا وأنت وهو مسؤولية "إحياء ثقافة النظافة "التي كانت من شيم أسلافنا ..... أكيد نسترجع الجائزة ونحافظ عليها ..
-
مولاي عبد الله أمغار.. عبدي الولادة، دكالي النشأة، شريف إدريسي علوي الأصل
اسمه الأصلي هو محمد أبو عبد الله.. ولد في مستهل القرن 6 الهجري / القرن 12م – بمدينة أيير Ayir الواقعة شمال مدينة آسفى بحوالي 50 كلم تجاه الوليدية على البحر، بحيث لم يتخلف منها حاليا سوى بقايا أبراج البرتغاليين الذين كانوا يحتلون عددا من المدن الساحلية ضمنها الجديدة / مازغان سنة 1502، ثم آسفي 1508 بعدها أيير 1512. وكان الاسم الذي أطلقه البرتغاليون على أيير هو “دار الفارس” Casa da caballero تميزت بإنتاج وترويض أجود الخيول العربية والبربرية.ومولاي عبد الله هذا، أصله من قبائل صنهاجة الأمازغيين، حيث رحل جده المولى اسماعيل أمغار (وتعني الشيخ والكبير) بن محمد في القرن 5 الهجري / ق11م إلى مدينة “تيط” أي مولاي عبد الله حاليا، ليقيم فيها ممتهنا التدريس الذي ورثه عنه ولده جعفر إسحاق المذكور، ثم من بعهد حفيده محمد أو عبد الله المشهور بمولاي عبد الله “حتى فتح الله على ابنه أبي عبد الله محمد أمغار، فظهر عليه صلاح وولاية واجتهاد في العلم والعبادة حتى بلغ مبلغا لا يبلغه إلا الأفراد العارفون” حسب ما أورده الفقيه الكانوني. كما وصفه ابن الزيات في التشوف بأنه: “كان من كبار الصالحين في عصره”. فعلى يده تتلمذ عدد من الفقهاء والصوفيون والعلماء ضمنهم الولي سيدي امحمد أوصالح دفين آسفي وأبو شعيب السارية دفين أزمور.أما أصل مولاي عبد الله العريق فهو شريف إدريسي علوي يمر عبر عبد الله بن إدريس باني فاس ليصل نسبه إلى الى الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن مولانا علي ابن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذه شجرة نسبه كما أوردها الكانوني وغيره وهي مدونة في لوحة معلقة بضريحه حاليا.مولاي عبد الله محمد بن أبي جعفر إسحاق بن أبي الفذ إسماعيل بن محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عبد الله بن ابراهيم بن يحيى بن موسى بن عبد الكريم بن مسعود بن صالح بن عبد الله بن عبد الرحمان بن محمد بن أبي بكر بن تميم بن ياسر(أو ياسين) بن عمر بن أبي القاسم عمر بن يحيى بن أبي القاسم بن عبد الله بن ادريس باني فاس بن عبد الله بن الحسين المثنى بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضي الله عنهم”. بقلم خالد الخضريموقع الخضري على شبكة الإنترنت: https://khalidelkhodari.com/ .
-
''الطازوطا''.. من بنايات تراثية بالأحجار في دكالة إلى فضاءات سياحية جذابة
تنفرد دكالة دون غيرها باحتضانها لمجموعة من البنايات تسمى “التازوطا”، وهي بنايات من الأحجار الجافة تحولت مع الزمن من بنايات تراثية إلى فضاءات سياحية جذابة.وتتمركز هذه البنايات، التي تتعدد استعمالاتها، بجماعتي أولاد رحمون والشعيبات بطريق أولاد افرج شرق مدينة الجديدة، وبجنوب المدينة بجماعة أولاد عيسى.وفي هذا الصدد، قال أحمد حكار، صاحب موقع “التازوطا” الواقع بتراب الجماعة القروية للشعيبات، لوكالة المغرب العربي للأنباء إن “التازوطا” هي بناية قديمة جدا فرضتها ظروف العيش وتوفر المنطقة على المواد الأولية (الأحجار الجافة) التي كانت تستخرج من الأرض أثناء تنقيتها.وأشار السيد حكار، إلى أن هذه البنايات كانت تستعمل في بدايتها في السكن، قبل أن تتحول مع تطور المساكن إلى استعمالها في تخزين المواد الغذائية والأعلاف وتربية المواشي.وأضاف أن هذه النوعية من البناء “كانت تتطلب خبرة ودراية خاصة، إذ كانت تعتمد على الأحجار الجافة فقط، مع انفرادها بخصائص هندسية فريدة”.وتابع بالقول إن “التازوطا تبنى بطريقة دائرية ومائلة نحو الخارج، بما يضمن السلامة والأمان لمستغليها، إذ في حالة انهيارها، تتساقط الأحجار تباعا بالخارج”.وسجل أن هذه البنايات توجد فقط بدكالة بالمغرب والبرتغال وصقيلية واليونان.ويتميز السكن ب”التازوطا”بمميزات لا يتوفر عليها غيرها، فهي تتكون من طابقين، وتتوفر على سمك مترين تقريبا في الأرض ومثلهما في الأعلى وهو ما يضمن مواصفات سكنية تتميز بالدفء في فصل الشتاء البارد جدا والبرودة في الصيف الحار جدا.كما تتوفر “التازوطا” على منفذ علوي، وأخر جانبي للتهوية خاصة في فترة الصيف.من جانبه قال أحمد الراجي، أن والده كان يتوفر على ثلاثة من “التازوطات” وكان يستعملها في السكن، وأنه اليوم يستعملها في تربية الأغنام وتخزين الأعلاف.وأوضح أن أغلب هذه البنايات الموجودة بدوار أولاد سالم الواقع بجماعة الشعيبات سائرة في طريق الانهيار، منبها إلى أن رجل يسمى “با أحمد” الذي كان آخر المعلمين العارفين بكيفية بنائها وترميمها، قد توفي منذ عشر سنوات تقريبا.وفي الاتجاه ذاته، أكدت السيدة مليكة مطالبي، التي تسهر على تسيير الموقع المذكور، أن المشروع على بساطته، استطاع خلق إشعاع سياحي امتد صيته إلى خارج المغرب، حيث أصبح بعض الأجانب زبناء أوفياء له، لأنهم يترددون عليه صيفا وشتاء.وتابعت أن بعض السياح الأجانب، الذين يترددون على منتجع “مزاغان” السياحي، يستغلون الفرصة ويقفزون إليه لتمضية ليلة أو ليلتين.وقالت إن المشروع استطاع، خلق فرص شغل محلية دائمة، إذ تشتغل أكثر من عشرين فتاة وامرأة معها من أجل تهيئ طعام “الكسكس” و”الثريد” و”المسمن” وكل ما يرغب فيه زبناء الموقع السياحي من أكل.من جهتها ذكرت السيدة نجوى منديب، مهندسة بالمجلس الجماعي للجديدة وتتوفر عائلتها على عينة من (التازوطا) بتراب جماعة أولاد عيسى، بأهمية هذه البنايات، وفرادة هندستها، منبهة إلى ضرورة صيانتها من التدمير خاصة وأنها تعتبر إرثا ثقافيا محليا في غاية الأهمية والخصوصية.وشددت على البعد الثقافي ل”التازوطا” الذي ينأى بها عن أن تكون مجرد تشكيل من الحجارة الحافية، وألحت على ضرورة المحافظة على طبيعتها لتطوير أي سياحة خضراء.ودعت السيدة منديب المديرية الجهوية للثقافة إلى ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام لهذه النوعية من البناء، الآخذة في طريقها إلى الزوال، سيما أن أخر البنائين المتخصصين في هذا المجال، توفي منذ أكثر من عشر سنوات..
-
لاستدرار وطلب الغيث.. عودة أسطورة ''تغنجة'' و 'الصدقة'' كتقليدين احتفاليين قديمين ببعض مناطق دكالة
على بعد حوالي عشرة أيام فقط ، ستنتهي ،بتاريخ 2 فبراير المقبل، فترة أو منزلة " الليالي " ، بدأت مكامن الخوف ولواعج الحزن تتسرب إلى نفوس أولئك الذين ترنو عيونهم ،في كل دقيقة، وتشرئب أعناقهم باستمرار إلى السماء، أملا في قطرة غيث تسق العباد و البلاد، إنهم أبناء العالم القروي و على رأسهم الفلاحون، باعتبارهم الفئة الأكثر تضررا من تأخر و انحباس المطر، لا سيما وأن الموسم الفلاحي ، بحسب خبرتهم وتجربة أجدادهم، مرتبط بنزول المطر في هذه الفترة أو المنزلة( الليالي )،التي تعتبر حاسمة في مصير الموسم الفلاحي . ولعل هذه الظروف الصعبة، جعلت الناس: من أطفال، شباب، شيوخ، رجال ونساء، يرفعون أيديهم في كل حين، إلى السماء، طلبا للغيث و هم يرددون أدعية ، منها: " اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً مريعاً خصيباً نافعاً غير ضار عاجلاً غير آجل " وأصبحت الصلوات الخمس اليومية، تختتم بهذا الدعاء. غير أن سكان بعض المناطق بالعالم القروي ، و أمام تأخر المطر، يضطرون للرجوع إلى طقوس و عادات ثم تقاليد أجدادهم ، المرتبطة بطلب الغيث، و ضمنها خرفات وحكايات وأهازيج شعبية موروثة أيضا عن الأجداد، كتراث ثقافي شعبي، تحتفظ به جل البلدان العربية، و منها المغرب، وخاصة بالمناطق القروية. ومن هذه الخرفات و الأساطير نذكر على سبيل المثال لا الحصر، أسطورة " تغنجة "وهي اسم لشخصية أسطورية ، على شكل عروس خرافية ، لازالت تعيش وتعشش في المعتقد الشعبي المغربي،وأصلها كلمة أمازيغية، معناها معلقة مصنوعة من الخشب، كانت تلف بقطع من الثوب ،حتى تصبح على شكل مجسم عروس، وتربط بقصبة لتكون طويلة، وتحمل من طرف طفلة صغيرة، غالبا ما تكون يتيمة، يتجمهر حولها الفتيات و الأطفال الصغار الأبرياء من كل الذنوب و المعاصي ، ليجوبوا بها ، جوانب الدوار بالبوادي، وأزقة الأحياء الشعبية بالمدن، مبتهجين بهذه المناسبة التي توارثتها الأجيال ، أبا عن جد، منشدين مجموعة من الأهازيج شعبية منها " تغنجة... تغنجة.. يا ربي تصب الشتاّ ".وبمناسبة تأخر المطر، خلال هذا الموسم الفلاحي، عاد سكان بعض المناطق بالعالم القروي، إلى الاحتفال بأسطورة " تغنجة" عساها أن تشفي غليلهم، وهم واعون كل الوعي، بأنها ليست شركا بالله سبحانه و تعالى، وإنما هي تقليد وعرف و عادة، سار على نهجها أجدادهم ، منذ قدم الزمن الجميل. و في هذا السياق، وحسب مصادر موثوقة، أن سكان أحد دواوير قبيلة أولاد حمدان التابعة لإقليم الجديدة، خلدوا ، نهاية الأسبوع الماضي، الاحتفال ب " الصدقة " و أيضا بأسطورة " تغنجة " . و روت نفس المصادر من عين المكان، أن هذا الاحتفال اقترحه شباب و نسوة الدوار، تيمنا بتقاليد أجدادهم وآبائهم، حيث اجتمعوا، مباشرة بعد صلاة الظهر، وقرروا جمع ما يسمونه في ثقافتهم الشعبية ب " الصدقة " وهي جمع مساهمات و تبرعات ، نقدية أو عينية، لتحضير وجبة عشاء بالكسكس ، يحضرها جميع سكان الدوار، من أجل طلب المطر. و تنفيذا لهذا القرار، خروج الشباب و نسوة الدوار مصحوبين ببعض الرجال والأطفال و الفتيات ، تتقدمهن فتاة صغيرة و هي تمسك بيديها قصبة طويلة تحمل عروسة " تغنجة " التي صنعتها إحدى نسوة الدوار، وسار الجميع يجوب أرجاء الدوار مشيا على الأقدام، إلا رجلا واحدا كان يمتطي دابة و قد وضع على ظهرها الخرج أو ما يسمى ب ( الشوار)، لكي يجمع فيه تبرعات المساهمين من الحبوب، شعيرا أو قمحا... وخلال تلك الجولة ،كان الجميع يضربون موعدا بينهم ، على أساس الاجتماع، مباشرة بعد صلاة المغرب بمسجد الدوار، لتناول وجبة العشاء أو وجبة " الصدقة " . ولما انهوا الجولة بجميع أرجاء الدوار، تكلف الرجال بشراء المواد الغذائية، من خضر، لحم، كسكس، سكر وشاي...و غير ذلك، في حين توجهت النسوة صوب مسجد الدوار، وبمساعدة شبابه، نصبن خيمة شعبية أمام المسجد، و شرعن يحضرن وجبة العشاء، بينما الصبية استمروا يرددون الأرجوزة الشهيرةالتي حفظنها عن آبنائهم و أجدادهم " تغنجة... تغنجة.. يا ربي تصب الشتاّ " و " السبولة عطشانة غيتها يا مولانا.. " . و مباشرة بعد صلاة المغرب ، حضر جميع سكان الدوار في جو روحاني ديني ، تخللته قراءة بعض آيات الذكر الحكيم ، و التي كان المجتمعون يختمونها بالدعاء إلى الله عزو جل، بأن يسقي عباده وبهيمته وينشر رحمته و يحي بلده الميت. وبجانب ذلك كان الأطفال و الفتيات أيضا منشغلين بطلب المطر وهم يطوفون بالقرب من المسجد و يحملون عروسة " تغنجة " .وبعد تناول وجبة العشاء ختم المجتمعون من سكان الدوار هذا الاحتفال التقليدي، بدعاء جماعي إلى الله عز وجل ، طالبين المطر و هم يرددون " اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً مريعاً خصيباً نافعاً غير ضار عاجلاً غير آجل " . و تجدر الإشارة إلى أن الدين الإسلامي، يعتبر هذه الأساطير، مجرد خرافات ،حكايات و أهازيج شعبية قديمة قدم البشرية، و قد أبطلها وجعل الدعاء والتضرع إلى الله الوسيلة الوحيدة لاستنزال المطر. أما كيفية الاستسقاء فنجدها في السنة النبوية الشريفة ، حيث ثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، انه استسقى في عدة مقامات ، منها ذات مرة على المنبر في أثناء خطبته وقال(ص) : " اللهم اغثنا، اللهم اغثنا، اللهم اسقنا " .