جامعة المبدعين المغاربة تصدر ديوانا شعريا جديدا للأستاذة زينب منتصر
صدر حديثا لجامعة المبدعين المغاربة ديوان شعري للأستاذة زينب منتصر في حلة أنيقة. المجموعة الشعرية عبارة عن كتيب من 60 صفحة تحت عنوان "لعبة الإحساس"، يضم ثلة من القصائد الشعرية المتناغمة التي تتغنى بالقيم الجمالية و المشاعر الجياشة حيث تلامس الشاعرة من خلالها تيمات متعددة كالوطن، الكينونة، الهوية و الغزل.
أول ما يشد انتباه المتصفح في هذه المجموعة صورة الغلاف و هي من ابداع الفنان و القاص النغربي "لحسن اليماني" حيث جاءت الصورة كاحتفالية زاخرة وظف فيها الوانا ديناميكية تعج بالحياة.
يطالعنا اللون القرمزي كقاعدة أولية، بعدها يصطف وسطه اطار يحتوي على اشكال تعبيرية باللون الوردي الذي يرمز الى الحب و الجمال. و هي تيمة طاغية على الديوان.
داخل الاطار تدرج للون الأقحواني و البنفسجي، و الأزرق، هالة من الألوان تحيط بالصورة التي تجسد قلب الاطار و هي عبارة عن شخصين، رجل و امرأة بينهما قلب صغير مقسوم تمتد يداهما للامساك بقلب اكبر حجما الى نصفين، كل واحد منهما يمسك بالنصف الاخر. و الجسدان هنا غير واضحي المعالم لانهما يذوبان في هالة للألوان المحيطة، و كأن الفنان يريد أن يختزل المعاني الشعرية في صورة معبرة ناطقة و بطريقة حبلى بالرموز و الدلالات التي يتعذر اختزالها عادة.
العنوان مثير لانتباه القارئ "لعبة الإحساس" اذ يجعله يطرح العديد من الأسئلة من جملتها كيف ان تعتبر الإحساس لعبة؟ و كيف تتحول الاحاسيس و المشاعر الى أشياء؟ مما يدفعه و يحفزه الى تفعيل القراءة لإيجاد أجوبة شافية.
أما ظهر الكتاب فيضم قراءة مركزة حول القضايا الكبرى التي تروم القصائد الى ايصالها، حيث تميط اللثام عن المعنى و الجوهر، و تلامس الشكل و القالب العام الذي تمر فيه النظم كما جاء فيها:
أول ما يشد انتباه القارئ إلى هذا الديوان الشعري العنوان، كعتبة أولية، حيث يحفل بحس شاعري رقيق يكشف الحجاب عن خوالج الذات الشاعرة، و ما يعترك في الجوى من مشاعر و عواطف، قد تبدو للبعض محض لعبة أو شيء تافه في زمن مادي يبخس كل ما هو جميل و نبيل من إنسانيتنا، أما المحتوى فهو زاخر و مترف، و يكاد ينتظم في غرض واحد، يجعل الشاعرة تتماهى مع الأماكن و المدن و كأنها شجرة ممتدة في الزمان و المكان.
فالغزل هنا ليس فقط غزلا بالآخر، بل غزلا بالمدن و توله بالهوية العربية الاسلامية في " تشظي" و " تراتيل الحنين "، يكشف عن الوعي المتجذر لدى الذات الشاعرة بالمتغيرات التي تحدث عبر التاريخ و الوجود الانساني، بل ترسخ كينونتها و امتدادها.
الصوت الذي يصدح في هذه الأسطر الشعرية ليس صوت الأنا فحسب، بل هو صوت النحن الذي ينشد ترانيم التحرر و الانعتاق.
.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة