ودعت عاصمة دكالة السنة الميلادية 2015، واستقبلت سنة 2016، على إيقاع ووقع نازلات أليمة، خلفت ضحايا ومصابين في حوادث اعتداءات جسمانية وسير، وقعت فصولها داخل المدار الحضري للمدينة. كما عرفت أحياء وشوارع في المدينة إضرام النيران.
وعلمت "الجديدة24" من مصادر مسؤولة وجيدة الاطلاع، أن السلطات بالجديدة عاشت، ليلة الخميس-الجمعة الماضية، حالة استنفار قصوى، بسبب احتفالات رأس السنة الميلادية 2016، والتي خلدها العالم في ظرفية جد خاصة، تميزت بالتخوفات من التهديدات الإرهابية، التي دفعت بعض الدول الغربية مثل بلجيكا، إلى الاستغناء عن مظاهر الاحتفاء في الساحات والأماكن العمومية، أو إلى اتخاذ إجراءات احترازية، مثل ما حصل في فرنسا وألمانيا.
هذا، وكان عامل إقليم الجديدة اعتمد، حسب مصدر استعلاماتي مطلع، تدابير عملية استباقية واحترازية، خلال لقاءات مراكزالقيادة الأمنية الإقليمية (PC)، مع ممثلي السلطات الإقليمية والمحلية والأمنية والدركية والاستخباراتية، بغاية تفعيلها وترجمتها على أرض الواقع، من باب اتخاذ الحيطة والحذر، سيما ليلة رأس السنة الميلادية 2016، والحيلولة من ثمة دون وقوع حوادث إجرامية أو ذات طابع خاص.
وعرفت ليلة الخميس-الجمعة الماضية انتشارا للقوات العمومية، في بعض أحياء وشوارع عاصمة دكالة، تحت القيادة والإشراف المباشرة لعامل الجديدة، السلطة الإقليمية الأولى، والمنسق الإقليمي الأول للمصالح الإدارية والأمنية بالإقليم.
وتشكلت بالمناسبة 6 لجن أمنية مشتركة، تحت قيادة باشا المدينة وقياد المقاطعات الحضرية السبعة، ضمت في صفوفها، إلى جانب رجال السلطة (القياد) بالزي العسكري، أعوان السلطة المحلية من شيوخ ومقدمين، وأفراد الوقاية المدنية والقوات المساعدة والأمن الوطني، جميعهم بالصدريات العاكسة للضوء (جيليات).
وقد ساهمت اللجن الأمنية المتحركة، التي كان قادتها وأفرادها يجوبون راجلين، في إطار سياسة القرب الأمني، القطاعات الترابية داخل المدار الحضري، في زرع الإحساس بالأمن والطمأنينة لدى المواطنين. لكن ذلك لم يحل دون وقوع حوادث أليمة، استدعت تدخل 12 سيارة إسعاف، 5 منها تابعة لثكنة الوقاية المدنية بالجديدة، و7 جرى استقدامها من الجماعات المحلية (القروية)، بغية الاستعانة بخدماتها وبأطقمها، في إطار التعبئة العامة المتعلقة بحالة الاستنفار والطوارئ، التي تم استحضارها خلال لقاءات مراكز القيادة الأمنية الإقليمية، التي كانت أشغالها تدور في مقر عمالة الجديدة، تحت قيادة ورئاسة عامل إقليم الجديدة، بصفته المسؤول الأمني الإقليمي الأول، والسلطة الإقليمية الأولى.
وبالمناسبة، فقد زادت تدخلات سيارت الإسعاف، ليلة الخميس-الجمعة الماضية، داخل المدار الحضري لمدينة الجديدة، عن 30 تدخلا استعجاليا، جراء حوادث سير بسبب السكر والسياقة في حالته، وكذا، نازلات الاعتداءات الجسمانية. إذ أقلت سيارات الإسعاف الضحايا والمصابين إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، حيث تلقوا العلاجات في قسم المستعجلات.
وحسب مصدر مطلع، فإن عدد تدخلات سيارات الإسعاف كان جد مرتفع،وفاق بكثير التوقعات.
وكشف مصدر صحي أن مستشفى الجديدة استقبل، ليلة أمس الخميس، وإلى حدود الساعة ال4 من صبيحة اليوم الجمعة، 17 مصابا في حوادث سير، جلهم بسبب السكر والسياقة في حالته. كما تلقى، ليلة الخميس-الجمعة الماضية، ما يزيد عن 20 ضحية اعتداءات جسمانية، الإسعافات والعلاجات في مستشفى الجديدة. حيث أدرج 11 مصابا من ضحايا الاعتداءات، في سجلات المستشفى.
وتجدر الإشارة إلى أن ثمة ضحايا اعتداءات جسمانية آخرين، فضلوا عدم الالتحاق بالمصالح الأمنية، وعدم تسجيل شكايات في الموضوع، لاعتبارات خاصة أو شخصية.
ولم تخل مظاهر الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة في مدينة الجديدة، من حوادث غريبة وطريفة، رغم خطورة عواقبها. حيث وقع، على ما يبدو، عند بعض المراهقين والأطفال، خلط بين ذكرى عاشوراء ورأس السنة الميلادية. وقاموا من ثمة بتخليد الذكرى أو بالأحرى الذكرتين، على طريقتهم الخاصة، وذلك بإضرام النيران في عجلات مطاطية، وسط أحياء وتجمعات سكنية، وقطعوا بها طرقا تعرف ليل-نهار حركات سير ومرور دءوبة، في شارع النصر، في شطره الساحلي المحاذي لحي "سيد الضاوي"، وفي شارع "بندونغ"، بمحاذاة "القصر الأحمر" (...).
هذا، وعلق مصدر مسؤول عن النيران التي أضرمها شباب طائش وسط أحياء وتجمعات سكنية، وفي شوارع وطرق بعاصمة دكالة، بكونها كادت تتسبب في عواقب وخيمة على السكان والمارة ومستعملي الطريق، وعلى حركات السير والمرور التي تمت عرقلتها. وهذا ما كان بالإمكان تفاديه لو أن القطاعات الترابية الخاضعة لنفوذ الأمن الوطني، شملتها التغطية الشرطية، التي كان يتعين أن تؤمنها الدوريات الأمنية الراكبة والراجلة، تحت الإشراف الفعلي لرئيس الأمن الإقليمي، ومساعديه من مصالح الاستعلامات العامة والأمن العمومي والشرطة القضائية، ورؤساء الدوائر الخمسة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة