أحال الوكيل العام باستئنافية الجديدة، مساء اليوم الجمعة، المشتبه في قتله التقني الكهربائي، على قاضي التحقيق الجنائي، والذي باشر معه جلسة الاستماع الأولي، قبل أن يأمر بإيداعه رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي . فيما أخلى الوكيل العام سبيل شخصين آخرين، ورد اسماهما على لسان المشتبه به، بكونهما كان يجالسانهما في حانتي خمر بمنتجع سيدي بوزيد، إحداهما تحمل اسم حيوان شرس. كما أدى صاحبا محلي الخمور كفالتين، بقيمة 20 ألف درهم لكل واحد منهما.
وكان عناصر المركز القضائي بسرية الدرك الملكي، اقتادوا، في حدود الساعة الثانية و15 دقيقة من ظهر أمس الخميس، المشتبه به تحت حراسة مشددة، إلى مسرح الجريمة، على بعد أقل من 300 متر شمال مدخل منتجع سيدي بوزيد، عبر الطريق الساحلي. حيث أعاد تمثيل وقائع جريمة القتل، بحضور الأستاذ الدميني، نائب الوكيل العام بمحكمة الدرجة الثانية بالجديدة.
هذا، وكانت الأبحاث والتحريات التي باشرتها الفرقة الترابية للدرك الملكي بسيدي بوزيد أفضت، الأربعاء الماضي، إلى فك لغز جريمة القتل البشعة التي وقعت فصولها الدموية، في الساعات الأولى من صبيحة الثلاثاء المنصرم. وقد حاول الجاني تضليل المحققين والعدالة، بعد أن غير معالم جنايته إلى حادثة سير مع جنحة الفرار.
هذا، وكان مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد أشعر، في حدود الساعة الخامسة من صبيحة الثلاثاء الماضي، بوقوع وفاة ناجمة عن حادثة سير على على الطريق الساحلي الرابط بين عاصمة دكالة ومنتجع سيدي بوزيد، وتحديدا عند المدخل الشمالي للمنتجع . وانتقلت لتوها دورية راكبة إلى مسرح النازلة، حيث باشرت المعاينات والتحريات الميدانية، واستجمعت الأدلة التي جعلت قائد الفرقة الترابية يجزم بأن الأمر يتعلق بجريمة قتل، وليس حادثة سير، كما أراد الفاعل أن يوهم بذلك المحققين.
وقد تمت إحالة جثة الضحية على المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، حيث أودعت في مستودع حفظ الأموات، لإخضاعها بتعليمات من النيابة العامة المختصة، للتشريح الطبي، الذي أبانت نتائجه أن الوفاة لم تكن طبيعية، أو ناتجة عن حادثة سير.
وفي إطار التحريات الميدانية، انتقلت الضابطة القضائية من دركية سيدي بوزيد، إلى مصلحة حوادث السير (SAC) بأمن الجديدة، بعد أن تناهى إلى علم قائدها أن شخصا كان يتولى قيادة سيارة خفيفة من نوع "ستروين"، ارتكب، صبيحة الثلاثاء الماضي، تزامنا مع العثور على جثة الضحية، حادثة سير على الطريق المؤدي من الجديدة إلى الجرف الأصفر، وتحديدا على مقربة من مسجد إبراهيم الخليل، داخل المدار الحضري للجديدة. حيث لاذ السائق بالفرار، بعد أن تخلى عن عربته.
وقد عمق المحققون لدى مركز درك سيدي بوزيد البحث، بعد استقدام المشتبه به الذي يشتغل مستخدما في المنطقة الصناعية بالجديدة، إلى مركز الدرك بسيدي بوزيد. حيث حاصروه بالأسئلة المحرجة. ولم يجد بدا من الاعتراف بكونه القاتل. وكشف بتلقائية عن سبب وظروف وملابسات جناية الدم التي ارتكبها في حق صديقه، الذي كان يشغل قيد حياته تقنيا كهربائيا بالجرف الأصفر. وكان الجاني والمجني عليه داخل حانة خمر بمنتجع سيدي بوزيد، حيث نشب بينهما خصام. ما اضطر الضحية (عازب)، للمغادرة والتوجه راجلا إلى مدينة الجديدة، حيث يقطن بمفرده. لكن صديقه الذي يسكن بدوره بمفرده في عاصمة دكالة، لحق به على متن عربته، إلى أن استوقفه في مكان خال ومظلم من الطريق، خارج منتجع سيدي بوزيد. ودخل الاثنان في مشادة كلامية، استل على إثرها سائق السيارة عصى من عربته، وسدد بها ضربة غادرة وقاتلة إلى صديقه، في الرأس، سقط على إثرها جثة هامدة، مضرجا في بركة من الدماء. وبعد فعلته الشنيعة، لاذ بالفرار في اتجاه مدينة الجديدة، حيث غير طريقه الساحلي، ومر عبر الطريق الرابط بين الجرف الأصفر والجديدة.. لكنه ارتكب، بنية التمويه، حادثة سير، وتخلى عن عربته في مكان النازلة. ما كان سببا للتعجيل بالإيقاع به وإيقافه، في إطار الأبحاث والتحريات الميدانية التي باشرها على قدم وساق المحققون لدى الفرقة الترابية بسيدي بوزيد، تحت الإشراف الفعلي للكولونيل عبد المجيد الملكوني، المسؤول الأول بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة. وقد دخل المركز القضائي لدى سرية الدرك الملكي بالجديدة، على الخط. حيث تابع إجراءات البحث، بالاستماع إلى المشتبه به، وإلى شخصين آخرين كانا بمعيتهما في حانتي خمر في منتج سيدي بوزيد، ناهيك عن صاحبي محلي بيع الخمور، الذي يمنع بالمناسبة القانون بيعه للمسلمين.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة