تعتبر شركة
"ديريشبورغ" الفرنسية التي فازت بصفقة التدبير المفوض لقطاع النظافة
بالجديدة، للسبع سنوات القادمة، من الشركات التي دخلت حديثا لخدمة تدبير قطاع
النظافة وجمع النفايات المنزلية بالمغرب.
فالشركة الفرنسية التي
يترأس فرعها المغربي، ابن شخصية نافذة بالمملكة، ويتعلق الامر بيوسف أحيزون، نجل
المدير العام لاتصالات المغرب، عبد السلام أحيزون، تتولى تدبير قطاع النظافة في 3
مدن مغربية رئيسية وهي الرباط ومراكش والقنيطرة.
وكانت شركة
"ديرشبورغ" قد اقتسمت تدبير قطاع النظافة بالرباط سنة 2015 مع شركتين
أخريين، حيث عهد لها بتولي جمع النفايات بمقاطعات حسان ويعقوب المنصور والتواركة بغلاف
مالي يقدر بنحو 62 مليون درهم سنويا.
وتتولى "دريشبورغ" أيضا تدبير قطاع النظافة بمدينة مراكش منذ سنة
2014، رفقة شركتين، وعُهد لها بجمع النفايات بالمنطقة الثالثة بمراكش وهي مقاطعة النخيل
وجليز والتي تضم أهم المناطق السياحية بعاصمة النخيل.
وفي الوقت الذي نقلت مصادر مطلعة
أن الشركة حققت نتائج مرضية بالعاصمة الادارية للمملكة وبمراكش العاصمة السياحية للمغرب، بحكم ما توليه الدولة المغربية من عناية هامة لهاتين المدينتين الكبيرتين، فان
الشركة عانت كثيرا في مدينة القنيطرة مما خلف احتجاجات عارمة على تدبيرها للقطاع بعاصمة
الغرب، خاصة في الأشهر الاولى التي دخلت فيها للخدمة.
ونقلت مصادر من مدينة القنيطرة، أن الاسباب التي أدت الى احتجاجات السكان،
تعود الى الفترة الوجيزة التي امتدت بين تاريخ فوزها بالصفقة ودخولها مجال الخدمة،
حيث أن الشركة، ونظرا لضيق الوقت، لم يكن لها الوقت الكافي لاقتناء أسطولها من
الشاحنات والحاويات لتغطية المدينة بالشكل الكاف، كما أنها اضطرت الى كراء شاحنات،
بشكل مؤقت من الشركة التي انتهت صفقتها بالقنيطرة، وهو ما أثار شكوك ساكنة
القنيطرة حول جدية الشركة الفرنسية، خاصة وأن الجماعة الحضرية للقنيطرة التي
يسيرها حزب العدالة والتنمية، ألغت صفقة النظافة التي كانت فازت بها
"بريكومار" ومنحتها في آخر لحظة الى "ديرشبورغ".
وتضيف ذات المصادر أن الشركة الفرنسية احتاجت الى عدة شهور من أجل تدارك
النقائص والخصاص في مجال النظافة، ومازال سكان القنيطرة يطالبون بتحسين الخدمات
الى الافضل رغم اعترافهم بتحسنها تدريجيا مع مرور الوقت.
هذا وتتخوف ساكنة الجديدة، من أن يعاد سيناريو القنيطرة الى عاصمة دكالة، خاصة وأن عقد "سيطا البيضا" سينتهي في متم الشهر الجاري، مما يطرح الكثير من التساؤلات حول ما اذا كانت الشركة الفرنسية قد اقتنت اسطولها الذي سوف تشتغل به بمدينة الجديدة أم أنها ستضطر إلى الاستعانة بأسطول "سيطا البيضا" المتهالك كما فعلت في القنيطرة ريتما تُجهز أسطولها الجديد.
هذا وتطالب ساكنة الجديدة من المجلس الجماعي للمدينة، الكثير من الحزم والجدية مع الايام الأولى التي سوف تدخل فيها "ديرشبورغ" الى الخدمة، خاصة وأن الكثير من الاخبار تشير الى أن الشركة الفرنسية تنوي اعادة نفس الطاقم الذي كان يشتغل سابقا في "سيطا البيضا" ليشتغل معها في المرحلة القادمة مما يفرض على الجهات المختصة التدخل بحزم للقطع مع الماضي والتطلع الى المستقبل برؤية مشرقة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة