وجهت مؤسسات الفحص التقني
بمدينة الجديدة صفعة موجعة لشركة النقل الحضري صاحبة الامتياز على مستوى الجديدة
الكبرى والتي تؤمن تنقل المواطنين داخل المدار الحضري لمدينتي الجديدة وأزمور وكذا
الجماعات الترابية التابعة لإقليم الجديدة، الحوزية ، أولاد احسين مولاي عبد الله
وسيدي علي بن حمدوش، وذلك برفض منح حوالي
12 حافلة للنقل الحضري شهادة الفحص التقني لإنعدام شروط السلامة وحالتها
الميكانيكية الكارثية، وجاء قرار مؤسسات الفحص التقني منسجما مع احتجاجات ساكنة
الإقليم من عمال وطلبة وعموم المواطنين والتي تؤكد على اهتراء الحالة الميكانيكية
لأغلب الحافلات التي تجوب شوارع الجديدة، وكذا تآكل العجلات المطاطية والزجاج
والنوافذ المكسرة والتي تواجهها الشركة بحلول ترقيعية من قبيل استعمال وسائل بديلة
"كالزنك" لسد الثغرات، مما يشوه منظر الحافلات ويسيء لسمعة مدينة سياحية
واعدة أضحت نقطة جذب للسياح المغاربة والأجانب.
وأكدت مصادر إلى أن مؤسسات الفحص التقني منحت
شركة النقل الحضري مدة شهر لإصلاح ما أفسده الدهر بهذه الحافلات التي يستعملها
المواطنون حاليا رغم عدم توفرها على الضمانات الكافية لحماية أرواحهم، مما يهدد
مستعملي النقل الحضري بمدينة الجديدة بفاجعة إنسانية لاقدر الله، علما أن شركة
النقل الحضري المذكورة لها سوابق في هذا المجال إذ تعرضت إحدى حافلاتها شهر غشت
الماضي لحريق مهول تزامنا مع انعقاد موسم مولاي عبد الله أمغار، كاد أن يودي بحياة
العشرات من المواطنين، لولا الألطاف الإلاهية بعد أن أتث النيران على الحافلة
بكاملها ونجا الركاب بأعجوبة، وفي الوقت الذي كان من المفروض على مسؤولي شركة
النقل الحضري أن يتعظوا من هذه الواقعة ويتدخلوا لتجويد أسطولهم وتحسين الخدمات
المقدمة للمواطنين، ظلت الأمور على حالها
وتم التغاضي وإغماض العين، إلا أن الكلمة الفصل كانت لمؤسسات الفحص التقني التي فضحت
المستور وكشفت عن الحالة الكارثية للحافلات المستعملة من طرف هذه الشركة الحديثة
العهد بإقليم الجديدة والتي فازت بصفقة استغلال خطوط النقل الحضري على مستوى
الجديدة الكبرى لمدة 15 سنة كاملة.
لتبقى أسئلة مشروعة يطرحها
الشارع الجديدي على المسؤولين وفي مقدمتهم السيد عامل إقليم الجديدة وكذا مؤسسة
مجموعة الجماعات للنقل الحضري هل ستتدخل هذه الجهات لاستفسار الشركة المذكورة وفتح
تحقيق في واقعة فشل حافلات النقل الحضري في اجتياز الفحص التقني؟ ويتم إجبار
الشركة على استغلال حافلات ذات جودة عالية تحفظ كرامة المواطنين وتحترم آدميتهم؟ أم
أن دار لقمان ستظل على حالها وننتظر إلى أن تقع الفاجعة
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة