علمت الجديدة 24 أن المصلحة الإقليمية
للشرطة القضائية بأمن الجديدة تخضع الفاعل الرئيسي في الاعتداء الإجرامي الذي كاد يودي،
شهر أكتوبر 2016، بحياة مصطفى الناجمي، الضابط السابق لدى جهاز المخابرات المدنية المغربية
"الديستي"، (تخضعه) للبحث، منذ أمس الأحد، بعد أن تمكن رشيد رشيشة، ضابط
الشرطة لدى فرقة مكافحة المخدرات، من إيقافه على مقربة من مقهى في شارع محمد الريفي
بعاصمة دكالة، والتي كان عاد إليها لتوه، في اليوم ذاته (أمس الأحد)، بعد فرار دام
أزيد من شهر ونص الشهر، واتخاذه من مدينة الدارالبيضاء ملجأ آمنا.
ومن المنتظر أن تحيله الضابطة القضائية، فور الانتهاء من البحث، على الوكيل
العام للملك باستئنافية الجديدة، على غرار شريكه الذي جرى إيقافه، شهر أكتوبر الماضي،
والذي أدانته الغرفة الجنائية الابتدائية ب6 سنوات سجنا نافذا، على خلفية تكوين عصابة
إجرامية، والسرقة الموصوفة، والاعتداء باستعمال السلاح الأبيض.
هذا، وكان الضابط الاستخباراتي السابق، مصطفى الناجمي، عرضة، الأحد 16
أكتوبر 2016، للاعتداء إجرامي خطير في الشارع العام. حيث نجا بأعجوبة من موت محقق.
وحسب الضحية، رجل المخابرات المتقاعد، الذي خص الجريدة بحوار صحفي، فإنه
صادف، في حدود الساعة السابعة و45 دقيقة من صباح الأحد، لحظة مغادرة منزله بالحي البرتغالي في عاصمة دكالة، شخصين واقفين بمحاذاة
مخفر الشرطة بالملاح (الحي البرتغالي). وما أن تجاوزهما، حتى لحق به أحدهما وسدد له في غفلة منه، من الخلف، ضربة
غادرة بواسطة قبضة مدية (جنوي)، أصابته مباشرة في مؤخرة الرأس. وقد تطايرت على إثرها
دماء كثيفة من الجرح الغائر.
وفي الوقت الذي فقد الضحية توازنه وخارت قواه، هاجمه المجرم الخطير الذي
كان تحت تأثير "القرقوبي" من الأمام، ووضع ثانية سلاح الجريمة على بطنه،
وسلبه مبلغا ماليا زهيدا، وهاتفين نقالين، ومحفظة بداخلها أدوية وأغراض خاصة. وبعدها،
أطلق الجاني ساقيه للريح. وقد تعقبه مواطنون، أفلحوا في استرجاع المسروقات، بعد أن
تخلى عنها، لحظة فراره، برميها خلفه.
هذا، ففد حصل الاعتداء الشنيع
على الضابط الاستخباراتي المتقاعد، وتعريضه للسرقة الموصوفة بيد مسلحة، في وضح النهار،
على مقربة من مخفر الشرطة المغلق، والمثير أن فصوله وقعت كذلك على بعد بضعة أمتار من
دورية تابعة لمجموعة التدخل السريع (جير)، في نقطة المراقبة الأمنية الثابتة، عند المدخل
الرئيسي للحي البرتغالي.
وبطلب من مواطن، حلت بمسرح النازلة الإجرامية، سيارة إسعاف، أقلت الضحية
في حالة حرجة، إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، حيث خضع لعملية جراحية
رثق الجرح الغائر في مؤخرة رأسه، غير بعيد من المخ.
إلى ذلك، فقد مكنت دقة الأوصاف والمعلومات التي أدلى بها الضحية للشرطة،
من إيقاف 3 مشتبه بهم، ضبطت بحوزتهم مسروقات. فيما تبخر وقتها الفاعل الرئيسي (الجاني)
في الطبيعة، إلى أن جرى إيقافه، أول أمس (الأحد).
وحمل بالمناسبة الضحية، الموظف الاستخباراتي المسابق، مسؤولية الاعتداء الإجرامي الخطير الذي
كاد يرديه جثة هامدة، إلى المصالح الشرطية بالجديدة، وإلى غياب الأمن. وهذا ما عمل
على تدوينه على أعمدة صفحته الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).
وقد أبدى قلقه من انعدام الأمن في الحي البرتغالي، وكذا، من عدم تشغيل
المداومة الليلية في مخفر الشرطة بالملاح. حيث بات يخشى على حياته وحياة أفراد أسرته.
ما جعلهم جميعا لا يغادرون، بعد الساعة السادسة مساءا، بيت العائلة، حسب تصريحات المعتدى
عليه مصطفى الناجمي.
هذا، وكان سكان الحي البرتغالي رفعوا، حسب تصريحاتهم للجريدة، عريضة مذيلة بأزيد من 100 توقيع، إلى رئيس الأمن الإقليمي بالجديدة، طالبوه فيها بتوفير الأمن لهم في حيهم السكني (الملاح)، وتشغيل المداومة الليلية في مخفر الشرطة الذي يقتصر العمل فيه نهار.. علما أن ثمة مؤسسات سياحية ودور للضيافة داخل الحي البرتغالي، الذي صنفته منظمة اليونسكو، سنة 2004، تراثا إنسانيا وحضاريا. ولم يستبعد أحد السكان كون الاعتداء الإجرامي الذي كاد يودي بحياة مصطفى الناجمي، الموظف الاستخباراتي المتقاعد، قد يستهدف أو يطال سياحا أجانبا ممن يترددون على الحي البرتغالي. ما قد يشكل ضربة موجعة للسياحة في الجديدة وفي المغرب.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة