في إطار الجهود الكبيرة لدعم كتاب وصحافة الطفل
بالمغرب وتقريبهما من الطفل عامة نظمت المكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني بالجديدة
وجمعية أصدقائها، بدعم من وزارة الثقافة وعمالة إقليم الجديدة ومجلس جماعة الجديدة
وبتعاون مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، الدورة الثالثة لكتاب وصحافة
الطفل تحت شعار "التغيرات المناخية: أتعرف لأحسن التصرف"، وذلك من 5 إلى
12 دجنبر 2016 بالمكتبة الوسائطية التاشفيني ومحيطها وذلك بمشاركة العديد من دور النشر
التي تعنى بكتاب وصحافة الطفل في المغرب وفي دول أخرى. وموازة مع هذا المعرض نظمت مائدة
مستديرة حول موضوع: "أي دور لكتاب وصحافة الطفل في التربية البيئية بالمغرب؟"،
بمشاركة مهنيين وفاعلين في المجال يومه الأربعاء 6 دجنبر 2016 ابتداء من الساعة الثالثة
زوالاً بقاعة الندوات بالمقر السابق للأكاديمية الجهوية بالجديدة.
سيرت المائدة المستديرة ونشطتها الإعلامية والصحفية
والإذاعية المرموقة اسمهان عمور التي اشتهرت بطريقتها الخاصة في التقديم والتنشيط وبأسلوبها
الجيد في تدبير مثل هذه الجلسات الثقافية، حيث شارك فيها كل من كتاب الطفل: العربي
بنجلون، أحمد زيادي الذي تم تكريمه في حفل افتتاح هذه الدورة، وكريمة دلياس، إضافة
إلى مشاركة كل من حسن حمدان رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب فرع الجديدة،
ومحمد بوراح إطار بوزارة الثقافة ومحافظ المكتبة الوسائطية عبد الصمد الكنفاوي بالعرائش،
حسن الكاموني مسير مكتبة باريس بالجديدة ورئيس جمعية الكتبيين.
في رده عن أسئلة المنشطة الأستاذة اسمهان عمور،
قال الكاتب والمبدع العربي بنجلون إن تأثير البيئة في الإنسان يستلزم الحفاظ عليها
وبها عامة، وتساءل عن السبب وراء إهمال البيئة في الواقع المجتمعي رغم حضورها في المقررات
الدراسية وفي الكتب الموجهة للطفل، حيث قدم نماذج من الكتابات المناسبة للطفل التي
اهتمت بالبيئة مثل كتاب "أصدقاء الطبيعة"، وقصة "سامي والطائر"...
أما الكاتب الباحث الأستاذ أحمد زيادي فقد رأى العكس، حيث قال إن الكتب المدرسية لا
تعنى بالبيئة عناية خاصة لأنها تستجيب فقط للمناهج والمقررات المعرفية التي تقتضيها
التوجهات العامة للتربية الوطنية في المغرب، بينما الندوة قائمة على الكتاب الإبداعي
من قصة وشعر ومسرحية، فهناك من الكتاب من يستجيب لهذا المطلب ويهيئ له الحكايات والأشعار
التي تحقق الهدف التربوي النبيل.
في حين ترى الكاتبة المبدعة كريمة دلياس أن هناك
قليل من الكتب والنصوص التي تهتم بالبيئة في المكتبات المغربية مقارنة مع البلدان العربية
والغربية الأخرى، حيث دعت إلى الاهتمام بالبيئة في كتابات الطفل في مختلف الأجناس الأدبية
كالشعر والمسرحية والقصة والحكاية لأنها تنمي لديه الإحساس بالمسؤولية تجاه البيئة
والمحيط. أما الأستاذ حسن حمدان فيرى أن أهمية المفاهيم الإيكولوجية والبيئية في الكتاب
المدرسي ينطلق من الاهتمام بمفاهيم تدخل في إطار المعرفة، والتحسيس بأهمية الوسط البيئي
وأهمية الحفاظ عليه، وأن الضرورة أصبحت واجبة للالتفات إلى كل ما يتعلق بالتغيرات المناخية
من خلال دراسة العوامل المناخية المؤثرة على الأوساط البيئية...
إن الاهتمام بالجانب المعرفي لكتاب الطفل بالخصوص،
يرى الأستاذ محمد بوراح، يتطلب تدخل متخصصين في ميادين العلوم والتقنيات والرقميات
للاستفادة من وسائل التكنولوجيا من أجل تحسيس الطفل بأهمية البيئة والحفاظ عليها. أما
السيد حسن الكاموني، فقد رأى في معرض جوابه عن سؤال للمسيرة يتعلق بدور دور النشر والمكتبات
في الترويج لكتاب الطفل، أن القضية جد معقدة، حيث إن الواقع يقول أشياء كثيرة مختلفة
عن كل ما يروج له المحسوبون على دور النشر، لأن المشكلة تتعلق بمستوى المقروئية في
المغرب واهتمام الأسرة والمدرسة بكتاب الطفل الإبداعي، وحقيقة الأرقام التي تنشر حول
مبيعات هذا النوع من الكتب...
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة