تعيش مدينة الجديدة هذه الأيام على إيقاع تنامي ظاهرة مقلقة و مسيئة لسمعة المدينة، ظاهرة انتشار المشردين
و المختلين عقليا بالشوارع و الأحياء و الفضاءات الحيوية حيث أضحت منتشرة بقوة داخل المدينة و ضواحيها الشئ
الذي أصبح يطرح بقوة بين ساكنة المدينة و كذا الوافدين عليها من أجل السياحة بعد تحول
المدينة السياحية إلى قبلة مفضلة لأناس لا مأوى لهم من المشردين و المرضى عقليا من
مختلف الأجناس و الأعمار، و هو ما يطرح السؤال حول الطريقة التي وصل بها هؤلاء إلى
هذه المدينة بالذات و أسباب اختيارهم لها سيما و أن هذه الظاهرة في تزايد مستمر.
ففي كل يوم يثير انتباه الساكنة تجول عدد من المختلين عقليا ممن يثيرون الفوضى
بالشوارع و أمام المحلات التجارية و داخل الأحياء السكنية مما يضطر معه المواطنون لأخذ
الحيطة و الحذر من ردود فعل غير متوقعة من هؤلاء المختلين كالاعتداء أو الرشق بالحجارة
أو التعرض للسيارات أو التلفظ بعبارات ساقطة، و في بعض الأحيان يتعرض المواطنون لمضايقات
من طرف المتشردين الذين يطالبونهم بالمال و في أحيان أخرى يكونون عرضة للسرقة من طرف
هؤلاء المتشردين.
أمام استفحال ظاهرة انتشار المتشردين و المختلين عقليا و احتلالهم لأهم شوارع
المدينة و فضاءاتها الحيوية، يتساءل المواطنون عن دور السلطات الأمنية و المؤسسات الاجتماعية
و الجمعيات العاملة في هذا المجال في ظل تعاطيهم السلبي مع الظاهرة حيث باتت تشكل خطرا
يهدد سلامة المواطنين و الأمن و النظام بالمدينة.
و مع انعدام استراتيجية متكاملة و مندمجة وفق منظوم تشاركي من كافة الأطراف
تروم وضع مقاربة أمنية و اجتماعية لحل هذه المعضلة، تبقى الجهات المعنية مطالبة بالتفكير
الجدي في احتواء الظاهرة عبر إحداث مراكز لإيواء هذه الفئة المجتمعية مع ضرورة إخضاعهم
للاستشفاء و العلاج صونا لإنسانيتهم و بالتالي حماية المواطنين و ممتلكاتهم و حفظ النظام
العام و تطهير المدينة من كل الظواهر السلبية التي تمس بالنشاط السياحي و الاقتصادي
للمدينة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة