تعتبر ساحة
الإنبعاث فضاء ترفيهيا ومتنفسا لسكان مدينة الزمامرة والمناطق المجاورة لها،
والدين يقصدونها لقضاء وقت ممتع بعيدا عن ضوضاء المدينة وروتين المنزل، وبالخصوص
خلال شهر رمضان الكريم بعد وقت الإفطار ويقضون بها وقتا طويلا حتى ساعات متأخرة من
الليل، إذ تعج بالمواطنين والمواطنات وهو ما يخلق ازدحاما وفوضى يصل صداه إلى
المنازل المجاورة لها، لكن الغريب في الأمر أنها تتحول خلال الليل إلى سوق يومي
لبيع الملابس والأواني المنزلية وبعض المأكولات والمبردات دون ترخيص قانوني.
إن تحول ساحة
الإنبعاث إلى سوق يومي لبيع بعض المنتوجات يشوه صورتها الجمالية، بحيث أن عرض هذه
المنتوجات داخل الساحة يقلص من مساحات التجول و اللعب داخلها، ويحولها إلى مزبلة
في الليل بفعل الأزبال التي يتركها البائعون والمواطنون على السواء، والتي يتم
جمعها في الصباح من طرف الشركة المكلفة بالنظافة، وبالتالي فيجب على المسؤلين من
مجلس حضري وسلطة محلية وأمن محلي منع البائعين من عرض هذه المنتوجات داخل الساحة، أو
على الأقل تخصيص مكان لهم خارجها وبالخصوص عند مدخلها بالقرب من الموقف المخصص
لوقوف السيارات للحفاظ على رونقها الطبيعي.
من جهة أخرى فإن
هذه الساحة تتوفر على مجموعة من الألعاب الترفيهية الخاصة بالأطفال وكذلك بعض
التجهيزات الرياضية لممارسة الرياضة والتي تعتبر ملكا للجميع، إلا أنه لا يتم
استغلالها بشكل جيد وعقلاني نظرا لإنعدام موجهين وحراس مكلفين بحراستها، يكون
دورهم توجيه المواطنين وتعليمهم كيفية استغلالها للإستفادة منها، فمثلا تجد بعض
الألعاب الرياضية المخصصة للأطفال يستغلها بعض الأشخاص الكبار وهو ما يؤدي إلى
تخريبها وإتلافها بفعل الوزن الثقيل، وتبقى في تلك الحالة لمدة طويلة دون أن يتم
إصلاحها، إضافة إلى اقتحام أصحاب الدرجات الهوائية والنارية فضاء الساحة دون
احترام المواطنين والمواطنات، وهو ما يؤدي إلى اصطدامهم في بعض الأحيان مع الأطفال
الصغار الذي يلعبون داخلها، زيادة على إتلاف العشب الطبيعي من جراء جلوس الناس
فوقه نتيجة عدم وجود حراس يمنعونهم من ذلك.
من جانب آخر
تتواجد بهذه الساحة بعض المساحات الفارغة العميقة التي تشوه المنظر العام، لكونها
تتحول إلى أماكن لتجمع الأزبال، وتصبح أماكن خطيرة في الليل غير مرئية وغير مضاءة
يسقط فيها الأطفال والكبار، وبالتالي فإن هذه المساحات يجب تحويلها إلى أماكن
خضراء، كما أن هذه الساحة يقصدها أحيا خلال الليل بعض المدمنين على المخدرات وبعض
المنحرفين، إذ يستغلون في بعض الأحيان غياب رجال الأمن للتعاطي للمخدرات والتحرش
بالنساء، وتتحول الساحة إلى مواجهات واصطدامات فيما بينهم تزعج الناس وتثير الخوف
والهلع في صفوفهم لا سيما النساء.
بقيت الإشارة أن
ساحة الإنبعاث تعاني خلال شهر رمضان المبارك من غياب تام لأنشطة ثقافية وفنية وترفيهية
خلال الليل، وهذا الدور يجب أن تقوم به الجمعيات المتواجدة بالزمامرة بتنسيق مع
المجلس الحضري للمدينة والسلطة المحلية، خصوصا تلك التي تستفيد من منح سنوية.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة