يبدو أن إقليم الجديدة و جهة الدارالبيضاء سطات على موعد استثنائي لبداية قصة جديدة، في سابقة من نوعها يتم تعيين عامل و والي ينتميان لحزب سياسي.
فمحمد الكروج الذي عين عاملا على إقليم الجديدة، سبق وأن شغل مسؤولية
رئاسة رابطة المهندسين الاستقلالين بالإضافة لعضويته بالمجلس الوطني لحزب علال
الفاسي، ناهيك عن اشتغاله سايقا كمدير لديوان
الوزير الأسبق نزار بركة المرشح الوحيد حاليا لخلافة حميد شباط على رأس حزب
الإستقلال.
ويعتبر هذا المعطى
ذو حساسية كبرى و لا سيما على مستوى
الصراع السياسي القائم بالمعترك، فمبارك الطرمومية الاستقلالي ظل في نزاع دائم مع
محمد الزهراوي الاتحادي، ناهيك عن الطعن الذي تقدم به رفيق بناصر الاستقلالي الذي
كان قاب قوسين أو أدنى من نيل مقعده بمجلس النواب، فسارع بالطعن ضد رضوان مهذب عن
حزب الاتحاد الدستوري حيث إستطاع إبن عمه عبدالحق مهذب من استرجاع المقعد في
الانتخابات الجزئية الأخيرة.
فهل سيبادر محمد الكروج العامل الجديد للتبرأ من انتمائه السياسي خاصة و أنه أضحى ينتمي اليوم لحزب المغرب الذي ينتمي إليه جلالة الملك محمد السادس كما أكد ذلك في خطاباته السامية، أم أن العامل الجديد سيغلب منطق الولاء الحزبي الذي لا شك أنه سيرافقه طيلة مدة ولايته على رأس عمالة إقليم الجديدة، خاصة وأن مصالح الاستقلاليين لازالت بالرفوف أبرزها هدم فندقي المغرب و فرنسا ذو الحمولة التاريخية التي رفض العامل السابق التأشير على رخصة هدم البناية التي هي بملكية الاستقلالي رفيق بناصر، أضف إلى ذلك مشروع إعادة برنامج تهيئة جماعة الجديدة، الذي يعول جمال بنربيعة الرئيس الاستقلالي إلى توسعة المدار الحضري قصد ضم أراضي فلاحية تعود إلى ملكية جهات نافذة لتتحول بقدرة قادر إلى عمارات و تجزئات سكنية مع برمجة احداث شارع يمتد بجانب تلك الأراضي، هذا دون إغفال الشكايات التي تقدم بها الاستقلالي محمد الشاون ضد زميله بالحزب عبد الله التومي حول تنافي عضويته بالمجلس الجماعي و استغلاله لممتلكات الجماعة.
إذن ملفات
استقلالية ساخنة على طاولة العامل الاستقلالي الجديد فهل سيبادر بمعالجتها بسرعة
إبن عمه العداء الدولي هشام الكروج ؟ أم أن محمد أمين الكروج إبن مدينة بركان سيضع
انتمائه السياسي خلف ظهره و إن كان قلبه مع نزار بركة الذي لا شك أن استقلاليي
إقليم الجديدة هم مساندون له خلال محطة
المؤتمر الوطني القادم.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة