اختلاسات مالية بقيمة 700 مليون سنتيم تقود الى اعتقال مدير وكالة بنكية بالجديدة
اختلاسات مالية بقيمة 700 مليون سنتيم تقود الى اعتقال مدير وكالة بنكية بالجديدة

مثل أمس الاثنين أمام وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالجديدة، في حالة اعتقال، مدير وكالة بنكية وموظف بنفس الوكالة (صرَّاف) للاشتباه في تورطهما في قضية ''اختلاسات  مالية'' تقدر بمئات الملايين من السنتيمات.

وكشفت معطيات حصرية، حصلت عليها الجديدة 24، أنه وبناء على أوامر من النيابة العامة بالجديدة، تم يوم الجمعة الماضية، اعتقال مدير الوكالة بعد اختفاء مبلغ مالي كبير من الوكالة، قدر بحوالي 700 مليون سنتيم.

وكانت أولى الخيوط التي قادت إلى كشف هذه العملية، حينما اكتشفت لجنة داخلية للافتحاص قامت بها المؤسسة البنكية الأم، عن طريق الصدفة اختفاء المبلغ المذكور في الحساب البنكي للوكالة، ودون وجود أي آثار لعملية إخراج الأموال في منظومة الوكالة ولا في حتى في أرشيف وثائق سحب الأموال الخاصة بذات الوكالة، مما دفع ادارة المؤسسة البنكية، الى تقديم شكاية في الموضوع الى النيابة العامة بالجديدة والتي أمرت بدورها بفتح تحقيق في الموضوع.

هذا وبعد التحقيقات التي باشرتها الضابطة القضائية تحت اشراف النيابة العامة المختصة مع مدير الوكالة، قادت إلى وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية رفقة موظف آخر ويتعلق الامر بصراف الوكالة (le caissier).

وحسب المعطيات الأولية للتحقيق، فقد صرح مدير الوكالة أنه سلمها لأحد المقاولين من زبناء الوكالة، بطريقة ودية في أفق اعادتها إلى الوكالة دون أن يدري أن لجنة داخلية للافتحاص ستزور الوكالة وتكشف عن هذه العملية، التي اعتبرتها المؤسسة البنكية أنها عملية ''اختلاس مالي'' تعرض لها حساب الوكالةو قد حررت بالمناسبة المصالح الامنية،  مذكرة بحث وطنية، في حق الزبون المقاول الذي يتواجد خارج المغرب، من أجل الاستماع اليه في التهمة الموجهة له من طرف مدير الوكالة الموقوف.

هذا و نفى الزبون المقاول، المتواجد بالديار الاوربية، في اتصال هاتفي مع أحد المقربين منه، مباشرة بعد علمه بأمر استدعائه للتحقيق، أن لا علاقة له بأي اخلاسات مالية من الوكالة المعنية، مؤكدا أنه سيعود خلال الساعات القادمة الى المغرب من أجل الادلاء بشهادته في هذا الملف، مستغربا من قرار المصالح الامنية بوضعه في ''مذكرة بحث وطنية'' رغم انه لم يتوصل بأي استدعاء او اتصال من طرف الضابطة القضائية للمثول أمامها في هذه القضية.

هذا ولم يستبعد المقاول الزبون المتهم من طرف مدير الوكالة، في اتصالات مع مقربين منه، ان تكون ''الاموال المختلسة'' قد استفادت منها شركة للمناولة معروفة بالجرف الاصفر، وأنه سيدلي بكل المعلومات التي يتوفر عليها لدى الضابطة القضائية مباشرة بعد عودته للمغرب.

يذكر أن وكيل الملك قد أحال هذا الملف على قاضي التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بالجديدة والذي أمر بإيداع مدير الوكالة والموظف بذات الوكالة السجن المحلي سيدي موسى في انتظار أن يبدأ معهما البحث التفصيلي في موضوع الاختلاس، والاستماع الى باقي الاطراف المعنية في هذا الملف خلال الأيام القادمة، لاجلاء الحقيقة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة